توصلت دراسة إلى أن السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين داخل رحم الأم، وليس الجنين يمكنه إنتاج كل أنواع الخلايا التي يحتاجها الجسم في يوم واحد. حتى يومنا هذا، كانت الأجنة هي المصدر الأساسي لهذه الخلايا، غير أن استخلاصها من الجنين أثيرت حوله مشكلة أخلاقية. ولكن العلماء في معهد ماكس بلانك للجينات الجزيئية في برلين تمكنوا من تحويل خلايا السائل الأمنيوسي إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات (آي بي إس). وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "بي إل أوه إسوان" العلمية المتخصصة، فإن هذه الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات، المستخلصة من السائل الأمنيوسي يصعب التفرقة بينها وبين الخلايا جذعية الجنينية. وأوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية المستحثة الموجودة في السائل الأمنيوسي، بوسعها أن تشكل أنماطا مختلفة من الخلايا البشرية. كما اكتشفوا أن الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات يمكنها تذكر نوع الخلية الأصلية التي تكونت منها. خلال عملية إعادة برمجة الخلايا، يبدو أن العديد من الجينات التي تتحكم في تطور الخلايا الجزعية تظل نشطة، وهذا يؤكد ما توصلت إليه أبحاث أخرى حديثة، أظهرت أن الخلايا الجذعية المستحثة المستخلصة من أنسجة مميزة تميل أكثر لاتباع مسار النمو المقدر لها مسبقا، عن التباين العفوي. وتحذر كاثرينا فولفروم من معهد ماكس بلانك "لا نعرف بعد ما إذا كانت هذه الذاكرة ستؤثر على أي علاجات محتملة، أو أي نوع من الخلايا الجزعية المستحثة، والمستخرجة من الخلايا البشرية ستكون الأكثر ملائمة للعلاج". وتحظى الخلايا الموجودة في السائل الأمنيوسي بعدد من المزايا مقارنة بأي نوع آخر من الخلايا، فمن جانب يتم جمع خلايا السائل الأمنيوسي بشكل منتظم خلال الفحوص الداخلية من أجل الاكتشاف المبكر للمرض. وفي معظم الحالات يتم الحصول على عدد أكبر من المطلوب فعليا من الخلايا. علاوة على ذلك، فإن خليط السائل الأمنيوسي يحتوي على أنماط مختلفة من خلايا الجنين، ومنها خلايا شبه جزعية، ولأنها لا تزال في مراحل مبكرة، تجدها أقل تأثرا بالطفرات المستحثة بسبب البيئة المحيطة، ما يجعلها أكثر استقرارا من الناحية الجينية. ويوضح جيمس أدجاييه أحد باحثي المعهد "قد يعني هذا أنه من الممكن إعادة برمجة خلايا السائل الأمنيوسي هذه بسرعة وسهولة أكبر من أنواع الخلايا الأخرى.. ما يجعل الخلايا الجذعية المستحثة الموجودة في السائل الأمنيوسي مكملا مثيرا للخلايا الجزعية الجنينية". علاوة على ذلك، يمكن استخلاص خلايا السائل الأمنيوسي لإعادة البرمجة الخلوية قبل ولادة الطفل لتكون جاهزة لاستخدامها الذي أعدت له بينما الحمل لا يزال مستمرا. يقول أدجاييه "من شأن هذا أن يمكننا من اختبار العقاقير لمعرفة أيها قد يجدي نفعا مع الجنين، وما إذا كانت تلك العقاقير يمكن استخدامها أم لا قبل أن يولد الطفل.. علاوة على ذلك.. من المحتمل أن يعالج الأطفال حديثو الولادة مستقبلا بخلايا مستخلصة من أجسادهم".