كشفت صحيفة صندي تليغراف الصادرة امس أن أموالاً من الميزانية التي تخصصها بريطانيا للمساعدات الخارجية يتم انفاقها على دعوات تناول القهوة في الصباح وتعلم رقص السالسا في المملكة المتحدة، من أجل زيادة الوعي حول الفقر في الخارج. وقالت الصحيفة إن وزارة التنمية الدولية البريطانية تنفق 3 ملايين جنيه استرليني حالياً على مدى ثلاث سنوات في اطار برنامج اطلقت عليه اسم (روابط المجتمع العالمي)، والذي يموّل مشاريع تهدف إلى توعية الرأي العام البريطاني عن الدول الفقيرة، وخاصة في افريقيا وآسيا. ويمكن للنقابات العمالية والجمعيات الخيرية والمدارس والكنائس البريطانية تقديم طلبات للحصول على المال من البرنامج شريطة أن توافق على انفاقه كاملاً في المملكة المتحدة، وتمتنع عن ارسال أي جزء منه للخارج. واضافت الصحيفة أن من بين المشاريع التي ستستفيد من أموال البرنامج، مؤتمراً يُعقد في مدينة كامبريدج على مدى أسبوع في وقت لاحق من هذا الشهر عن الرقص المتحدر من أصل كوبي، ولقاءات لتناول قهوة الصباح في مدينة هيدرسفيلد للترويج للتجارة النزيهة، ومشروعاً لتوأمة قرية ديلز في مقاطعة يوركشاير بجالية في مالي، وأسبوعاً من الأنشطة في وقت لاحق من هذا العام بمدينة بليموث للارتباط مع غانا، ويشمل عروضا موسيقية وراقصة. وابلغ وزير التنمية الدولية أندرو ميتشل الصحيفة "أن برنامج (روابط المجتمع العالمي) بدأ قبل الانتخابات العامة 2010 وهو عاجز الآن عن وقفه، وتم اعتماده بموجب عقد مع حكومة حزب العمال السابقة لا يستطيع إلغاءه". وقال الوزير ميتشل "سأطلب من وكلاء تنفيذ البرنامج التوقف عن انفاق أموال المساعدات في المملكة المتحدة، لكني لا أستطيع اجبارهم على فعل ذلك وسأنظر في الخيارات المتاحة بعد اجراء مراجعة مستقلة". وتبلغ الميزانية السنوية لوزارة التنمية الدولية البريطانية 3ر7 مليارات جنيه استرليني، وتعهدت الحكومة الائتلافية بزيادة انفاقها على المساعدات الخارجية بما يعادل 7ر0% من اجمالي الناتج القومي بحلول العام 2013. ونسبت الصحيفة إلى ماثيو سنكلير مدير منظمة تحالف دافعي الضرائب قوله "إن دافعي الضرائب سيشعرون بخيبة أمل لأن وزارة التنمية الدولية تبدد أموالهم من خلال برامج عقيمة مثل برامج زيادة الوعي في بريطانيا، بدلاً من التركيز على مساعدة الناس الأكثر فقراً في العالم".