انتهت أمس عمليات الاقتراع في استفتاء جنوب السودان عدا مركز في استراليا حالت الفيضانات دون استمرار العملية فيه وتم تمديد له لمدة خمسة أيام، في وقت اعتبر الرئيس عمر البشير أن الاقليم الذي بات مرجحا انفصاله بنسبة كبيرة ظل يشكل عبئا على البلاد منذ استقلالها في العام 1956 . قال البشير أمام حشد جماهيري بمنطقة العيلفون شرقي العاصمة الخرطوم إن إعطاء حق تقرير المصير للجنوب هو من أجل إيقاف الحرب واستدامة السلام، سواء كان السودان دولة واحدة أو دولتين ، ورأى ان مشكلة الجنوب هي صنيعة الاستعمار. وقطع البشير بعدم التراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود، قائلاً: "لا تردد في تطبيق الحدود ولا شفاعة فيها". من جهة ثانية قال رئيس مفوضية الاستفتاء البروفيسور محمد إبراهيم خليل في جوبا أمس بعد جولة له في مراكز الاستفتاء الاقليم ان عملية الاقتراع انتهت بسلام ولا يوجد أي اتجاه للتمديد عدا مركز في استراليا حالت الفيضانات دون استمرار العملية فيه. وقال خليل إن التصويت في استراليا تم تمديده لمدة خمسة أيام ، ورأى أن الهدوء والاستقرار الذي صاحب عملية الاقتراع داخل وخارج البلاد عكس وعي إنسان السودان والجنوب بصفة خاصة. وأوضح أن زيارته للجنوب تهدف للاطمئنان على سير الأداء وإحكام المزيد من التنسيق بشأن قفل مراكز الاستفتاء وبدء عمليات الفرز والعد ومرحلة إعلان النتيجة. ولفت خليل إلى أن عدد الشكاوى التي تلقتها المفوضية حتى الآن بلغ 64 شكوى وكلها تعلقت بشأن مهلة التسجيل المتمثل في سقوط الأسماء وعدم وجود الأسماء الصحيحة في البعض الآخر. وشهدت مراكز الاقتراع في اليوم الاخير من الاستفتاء اقبالا ضعيفا في جوبا عاصمة الجنوب في حين وصلت المشاركة الاجمالية في بعض المراكز منذ الاحد الماضي الى نحو 90%. وافاد مراسل فرانس برس ان حوالي عشرة اشخاص فقط اقترعوا في مركز مقام في الساحة المجاورة لضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق. وكان هذا المركز الذي يعتبر الاكبر في جوبا شهد طوابير طويلة في اليومين الاول والثاني من الاقتراع وتبين ان غالبية المقترعين هم من الذين سبق وان تسجلوا في جوبا ثم غادروها الى مناطق اخرى، فكان لا بد لهم من العودة لانه لا يحق لهم الاقتراع الا في المكان الذي تسجلوا فيه. المسؤول في المركز من قبل مفوضية الاستفتاء مانيانغ مالوك الكوت قال ان الساعة الاولى للاقتراع السبت لم تشهد سوى مشاركة نحو عشرة اشخاص.