** ما حدث في تونس.. ** وما قد يحدث في أي بلد عربي آخر.. أو غير عربي.. يستوجب التوقف أمامه طويلاً.. وتأمله طويلاً.. وتدارسه عميقاً عميقا.. وذلك ما سوف يحدث بالتأكيد لأنه لا يجب أن يمر بسهولة.. ولأن أسبابه ودواعيه لا بد وأن تزول وتمحى.. ولأنه من مصحلة كافة الدول والشعوب أن تستفيد من تجارب بعضها البعض.. وأن تعالجها.. وأن تتجنب تكرار وقوعها أيضاً.. ** تلك حقيقة يدركها وعي الشعوب.. ويستوعبها إدراك الحكومات.. وتفرضها وقائع التاريخ وتطوراته.. وتمليها طبيعة المصلحة العليا لكل دول وشعوب الأرض التي تتعرض لبعض الهزات في بعض فترات التاريخ وتعرف كيف تتعامل معها.. وكيف تتصرف تجاهها بكل حكمة وتعقل وهدوء.. ** ولا شك أن الشعب التونسي الشقيق يدرك - الآن - أكثر من غيره.. أن حياته.. ومصير بلده.. ومستقلبه أمام مفترق طريق خطر.. وأن حماية هذا المصير.. وذلك المستقبل مرهون بما عرف عنه من وعي.. ومن حُسن تصرف.. ومن إدراك لأهمية وضع اليد في اليد.. وتوظيف جميع الطاقات والامكانات لخدمة «البلد» وتأمين سلامة البلد، وحماية البلد من «المندسين».. وتجنيبها لأي مظهر من مظاهر «العبث» و«التدمير» وسفك المزيد من الدماء.. ** وقد عودنا الشعب التونسي الأبي في مختلف فترات التاريخ على أن يكون نموذجاً راقياً لتحمل المسؤولية في اللحظات الحاسمة.. ** وقد أثبت بالفعل يوم أمس أنه شعب يحترم الدستور ويطبق قوانين العدالة ويسعى إلى العمل لما فيه خير ومصلحة البلد والعباد ولا يلتفت إلى ما عدا ذلك ويصون أمن واستقرار البلد ويحقق المستقبل الذي ينشده الشعب. ** والمملكة من موقعها كبلد عربي وإسلامي تحكمه قيم ومبادئ أخلاقية وإنسانية.. لم تتأخر في الإعلان عن موقفها الداعم لهذا الشعب الكريم في الوقت الذي استقبلت فيه (زين العابدين بن علي وأسرته) انطلاقاً من تلك القيم التي يؤمن بها شعب تونس.. وكل الشعوب في هذا العالم.. ** وما نتمناه ونتطلع إليه الآن هو أن يحفظ الله تونس.. ويرعى شعبها.. وأن يجنبها التعرض للأخطار وذلك بتعاون وتكاتف جميع فئات الشعب ومؤسساته الدستورية ومؤسسات المجتمع المدني وكذلك بتعاون الجميع مع القوات المسلحة التي تضطلع بمهمة حفظ الأمن والاستقرار في البلاد.. ** وسوف يجد الشعب التونسي هذه البلاد وأبناء هذه البلاد معهم في كل ما يحمل لهم الخير والتقدم والازدهار لوطنهم والأمن والسلامة والعزة لهذا الشعب الذي أثبت أنه يرفض كل أشكال العنف.. ومظاهر الاختلال الأمني وشيوع الفوضى.. والاحتكام بدل كل ذلك إلى الدستور.. والله معهم. ضمير مستتر ** (الشعوب المؤمنة بأهدافها تعرف كيف تجنب أوطانها حالة الانهيار في الأوقات الصعبة).