إن نظرة استعراضية لوضع مدرسي اللغات الأكاديمي وأهميته تؤكد كثيراً من الأدوار الإيجابية الفاعلة التي ظلوا على مدى عقود يؤدونها في ظروف عملية غير منصفة. إن تلك الأدوار يمكن إيجازها في النقاط التالية: مدرسو اللغات جزء من كيان أعضاء هيئة التدريس، فطبيعة عملهم أكاديمية بحتة، وقد أكدت المادة الثانية من اللائحة هذه الطبيعة فجعلتهم في حكم أعضاء هيئة التدريس. - مدرسو اللغات من حاملو المؤهلات العليا "ماجستير- دكتوراه". - مدرسو اللغات هم الأكثر عبئاً أكاديمياًُ (18 ساعة أسبوعياً). - خدماتهم التعليمية والبحثية في الجامعة تجاوزت لدى الأكثرية عشرين عاماً. - ينفذون مالا يقل عن ستة آلاف ساعة تدريسية في الفصل الدراسي الواحد لمختلف الكليات في الجامعة. - هم الأكثر اتصالا وتفاعلا مع طلاب الجامعة بحكم المقررات التي يقومون بتدريسها، فأثرهم التربوي والثقافي والفكري والتعليمي أوسع وأكبر، وغير ذلك من الخصائص والأدوار. وعلى الرغم من هذه الأدوار الإيجابية لمدرسي اللغات إلا أنهم يعانون من تمييز وظيفي مقيت ومرفوض، فهم محرمون تماما من أية مزية وظيفية في الجامعة إدارية كانت أم تعليمية، وسنسوق هنا بعضا من الأمثلة على هذا التمييز الوظيفي المتنافي مع أبسط مقومات الجودة ومعايير الجامعات المرموقة التي تصنف ضمنها جامعة الملك سعود: الإسكان: ظل مدرسو اللغات طوال العقود الماضية مستبعدين لا تقبل طلباتهم في الإسكان، بالرغم من الخدمة التعليمية في الجامعة التي تجاوزت عند البعض العشرين عاما وهم بنص اللائحة في مادتها الثانية في حكم أعضاء هيئة التدريس، كما أنهم من جهة أخرى يوازون وظيفيا كبار الموظفين الذين يحق لهم السكن في الإسكان الجامعي. فنُعامل من حيث الحق في السكن ونوعه وحجمه وفقاً لما حددته اللائحة التي نصت على مساواة من هو على المستوى السادس في الدرجة (15- 20) بشاغلي المرتبة الثانية عشرة في سلم الموظفين في البدلات والمكافآت المقررة لهذه الشريحة، كما أن المرتبة الثانية عشرة هي المكافئ الوظيفي لدرجة (أستاذ مساعد) في السلم الوظيفي لأعضاء هيئة التدريس. بدل الحاسب الآلي: يصرف بدل الحاسب لكل الفئات التعليمية داخل الجامعة وفي كل التخصصات دون استثناء حتى لمن لا يستخدم الحاسوب منهم ومن المعلوم أن تدريس اللغات من المهارات التطبيقية البحتة التي تعتمد الوسائط التعليمية في التدريس وعلى رأسها الحاسب الآلي وبرامجه كأساس لا يمكن الاستغناء عنه إن (مدرس اللغة الثانية) لا يفوقه في الحاجة إلى استخدام الحاسب الآلي في العملية التدريسية إلا هيئة التدريس في أقسام الحاسب الآلي. ومع ذلك فمدرسو اللغات هم الفئة التعليمية الوحيدة المستبعدة من هذا البدل!! يحرم مدرسو اللغات من بدل التعليم الجامعي وبدل الندرة ويتم صرفها لزملائهم الذين يتقاسمون معهم دروسهم النظرية والعملية ولا فرق بينهم سوى أن مدرسي اللغات يتحملون عبئا تعليميا أكبر. مكافأة نهاية الخدمة: في ظل أجواء التحسين والتطوير الذي تنادي به الجودة في التعليم العالي حاليا، يحال المتقاعد من مدرسي اللغات بعد خدمة أربعين عاما في التعليم الجامعي إلى وزارة أخرى ليطالب بمكافأة نهاية خدمته، والوزارة المحال إليها تعطي مكافأة ضئيلة قياساً بمكافأة العاملين في التعليم الجامعي، إن مدرسي اللغات في جامعة لها وزنها وأثرها محلياً وعالميا يأملون ان يتم النظر في مطالبهم انطلاقا من مفاهيم العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص.