نواجه الفئة البائسة المتكهفة بالحوار، والدعاء بالعودة إلى العقل ، ونتعامل مع النوايا الشريرة ، والنزعات الجنونية بالمنطق، والكلمة ، والفكر، ونجادل التكفيريين ، وصانعي شباب ما أطلق عليهم " شباب الصحوة !! " ومعلميهم ، ومرشديهم ، ومنتجيهم ، بمنطق أن الدين ليس غلواً ، ولاتطرفاً ، ولا نزعات إقصائية ، وملامسة التفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية ، وتحويلها إلى قضايا كبيرة نضخم عواقبها ، ونعاقب على مظاهرها ، ونستخدم التحريم في ممارساتها ، ومن لم يكن معنا في مظهر الثوب القصير ، ورفض فكرة عمل المرأة ، وتجريم من يفكر في القول بوجوب الرياضة النسائية في مدارس البنات ، ويعارض الدعوة إلى إنشاء مستشفيات خاصة بالنساء " !! " على غرار أسواق خاصة بالمرأة ، فهو بالتالي خارج عن الدين ، ويجب محاربته ، إن لم يكن هدر دمه، والتقرب إلى الله به " !! " أسوة بإهدار دم أصحاب الفضائيات ، وكل من يخالف أصحاب هذا الفكر الظلامي ، والثقافة الأحادية في رأيهم، وهو رأي يرتكس في بؤر التخلف، والجهل ، والنزعة السادية . ولا يصنع مستقبلات الوطن ، ويضعه في مواقع الحداثة، والتنوير، وإنتاج المعرفة ، والفعل التنموي والاستشرافي . بل يعيده هذا السلوك الغبي والمتخلف في قراءاته ، واستنتاجاته لجوهر النص الديني ، يعيده إلى مسارات غياب العقل، ومنتج الجهل، والأمية ، وما يجعل الكائن البشري في هذا الوطن مسكوناً بكل الآفات التي تفتت الجسم ، والروح ، وتعيق الرغبة في المشاركة ، والإنتاج ، وإثراء الوطن بالفكر الواعي في مجمل مساراته . نواجه هؤلاء ، وعدوانيتهم ليس بالخوف منهم ، ولا بالانصياع إلى توجهاتهم ، ونحن على ثقة أن الجهل ، والغباء لايقاومان دينامية التاريخ ، وحراك الثقافة ، والمعرفة ، وأن القطار لايمكن أن يتوقف لأن معاقاً رغب أن يوقف اندفاعه ، أو تمنى ، أو أمل أن يتوقف، نواجه هؤلاء بالمراهنة على هذا المجتمع المتوثب والطموح الذي يسابق الزمن في صناعة الحداثة ، والتحديث ، والتطوير ، واستيعاب التحولات ، والمستجدات ، وهضمها، وتحويلها إلى فعل ممارسة. ونواجههم بالكلمة الجميلة " وإن حاربوا الجمال !! " والجمال هو من ينتصر في النهاية ، ويكون طارداً للقبح ، والتشوه . نقف هنا ، والآن ، وليس بعد الآن عندما أعلنته المؤسسة الأمنية المتميزة " نقف احتراماً لجهودها " من أسماء مطلوبين شباب من عمق نسيج هذا المجتمع، والذين تلقفهم أصحاب الفكر التآمري على الوطن ، والنظام، والجغرافيا، والإرث، والتاريخ ، وحولوهم إلى أدوات إرهاب، وقتل ، وإحداث خلل أمني يطال الناس في فضائهم الحياتي. ونسأل عن دورنا ككتاب ومثقفين وأساتذة جامعات ونخب في فضح المخططات بصوت مسموع . إنها أمانة علينا الوفاء بها .