تمكنت فتاة مراهقة كانت قد التقطت عدوى فيروسية تسببت في إصابتها بالشلل بعد تثقيب اذنيها من استعادة صحتها بالكامل. وبينما كانت غريس ايثرينغتون ( 15 عاما ) طريحة الفراش بالمستشفى ، محبوسة داخل جسدها، لم يكن الأطباء يعلمون ما إذا كانت ستتمكن من المشي مرة أخرى. وكانت غريس قد أصيبت باضطراب نادر عقب التهاب اذنها التي كانت قد ثقبتها قبل ذلك ببضعة أيام. ولم تكن تستطيع تحريك أي عضلة في جسمها أو أن تتحدث، بينما كان يتم حملها على حمالة. وكان الأطباء قد حذروا الأم من أن بقاء ابنتها على قيد الحياة قد لا يعني أنها لن تظل مشلولة طوال حياتها وقد يتوجب عليها أن تقضي بقية عمرها موصولة بأجهزة تساعدها على الحياة. ولكن بعد معركة شفائها الملحمية التي أدهشت الأطباء، وقفت الفتاة على قدميها مرة أخرى، بل وشاركت في إحدى مسابقات الرقص في وست اند. وتقول والدتها شارون ( 41 عاما)،" عندما كانت بالمستشفى عاجزة عن تحريك ولو عضلة واحدة في جسمها، اعتقدنا أنها لن تتمكن من المشي مجددا قط ناهيك عن أن تصعد على خشبة المسرح." غريس مع والدتها بعد الشفاء وكانت غريس قد أصيبت بالاضطراب النادر الذي بدأ بتنميل في أصابعها ثم بصعوبة في المشي بل والعجز عن الإمساك بالقلم في المدرسة. وبعد مضي عدة أيام أخرى عجزت تماما عن تحريك قدميها وأصاب الخدر جانبا من وجهها ولم تكن تستطيع نطق الكلمات بوضوح. ثم بدأت غريس تعاني من الاختناق حيث اخذ الشلل يمتد إلى جهازها التنفسي الأمر الذي استدعى وصلها بجهاز تنفس. وتم تشخيص حالة غريس على أنها إصابة ب "متلازمة غيلان بيري" Guillan Barre Syndrome وهو مرض نادر يصيب الجهاز العصبي ويسبب الشلل. وقال الأطباء إن حالة الفتاة سيئة للغاية الى حد أنها قد لا تتمكن حتى من الغمز بعينها بقية حياتها. ودخلت غريس في غيبوبة وبدأت بعض أعضائها تتوقف عن العمل. وتقول والدتها شارون:"كنت أقول لها مرارا وتكرارا إنني أحبها. ثم بدأت تغمز لي بعينها وعلمت عندئذ أنها تقول لي انها تحبني أيضا. لقد كان موقفا مشحونا بالعواطف." وبعد مضي خمسة أيام بدأت حالتها تتحسن ثم استطاعت أن تحرك إصبعها وفمها بعد عشرة أيام. ولكن عندما بدأت تتحدث لم تكن الكلمات تخرج واضحة في البداية. ومكثت غريس في وحدة العناية المركزة لمدة ست أسابيع ، حيث استعادت الإحساس في ذراعيها وساقيها. وبعد علاج طبيعي مكثف تمكنت الفتاة من أن تخطو أولى خطواتها بعد شهرين من تنويمها بالمستشفى. وكانت غريس أثناء إصابتها بالشلل ترسل رسائل أمل لولدتها من خلال الغمز بعينها، وتقول: " كنت ارغب في أن أقول لوالدتي إنني أحبها ولم أكن استطع ذلك إلا بالغمز. لقد كانت ملازمتي للفراش أمرا مريعا. كانت والدتي بجانبي دائما."