في الوقت الذي أطلقت من خلاله " وزارة الزراعة " المرحلة الحاسمة في القضاء على سوسة النخيل الحمراء ، وتشمل مختلف المناطق المصابة بهذه الآفة بتدشينها الحملة الوطنية لمكافحتها ، فإنه وبتمويل من " صندوق التنمية الزراعية " أتمت فرامات عملاقة مراحل من أعمالها بالقضاء على النخيل المصاب بسوسة النخيل في عدد من مناطق ضمن أعمال المشروع الخاص بالتخلص منها ، ووفق ذلك تبدي "الزراعة" تفاؤلاً بمحاصرتها ، فضلاً عن الكشف المبكر عن أماكن وجودها ، مما يسهل القضاء عليها. والمعروف أن الصندوق مول المشروع بمبلغ خمسة وعشرين مليون ريال ، حيث حظي باهتمام ومتابعة وزيري المالية والزراعة ومجلس وإدارة الصندوق. وقد تم التعاقد مع إحدى المؤسسات الوطنية بالمملكة للتخلص من تلك الآفة بطريقة علمية تحت إشراف وزارة الزراعة تضمن سرعة التخلص من النخيل المصاب ، وإعادة تدوير مخلفاته لضمان عدم تلوث البيئة. وعلى الصعيد نفسه ، باشرت وزارة الزراعة تلك الحملة بمشاركة وزير الزراعة د فهد بالغنيم فرق المكافحة في إطلاق الحملة المتمثلة في إحدى المزارع في "الوصيل" بمحافظة الدرعية ، والتي ستدوم لمدة عامين وفي حين أكدت الوزارة خطورة حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تعد من أخطر آفات نخيل التمور في الوقت الراهن ، نظراً لقدرتها التدميرية الهائلة على النخيل من خلال التهام يرقاتها لأنسجة النخلة الداخلية وخاصة الأنسجة الوعائية يتلخص المشروع وفق المهندس عبدالله بن عبدالرحمن العوين المدير العام للصندوق الذي يعد الأول على مستوى الشرق الأوسط من حيث التقنية والحجم وقيمة الاستثمار في فرم النخيل بواسطة آلات فرم حديثة التقنية متخصصة لهذه الأغراض ، بحيث توضع النخلة كاملة ، وبذلك يتم فرم جميع أطوار الحشرة وبالتالي القضاء على الحشرة الموجودة بالنخيل المصاب وعدم السماح لها بالخروج وإصابة نخلة أخرى ، وكذلك المحافظة على البيئة بالاستفادة من مخلفات فرم النخيل بتحويلها إلى مخصبات طبيعية في تسميد المحاصيل والخضروات عوضاً عن الأسمدة الكيماوية التي تكون ضارة بالبيئة والصحة العامة وعدم دفن وحرق المخلفات لضمان عدم حدوث تلوث بيئي ، وتحسين خواص التربة الزراعية ، وربما توفير فرص عمل لكوادر فنية سعودية عبر خلق فرص استثمار جديدة لصناعات تعتمد على استخدام ناتج فرم المخلفات. والجدير ذكره أن صندوق التنمية الزراعية ( البنك الزراعي سابقا ) قدم قروضا وإعانات تجاوزت الخمسين مليار ريال منذ تأسيسه وحتى الوقت الراهن. ونُقل عن المهندس/ محمد عبدالله الشيحة وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة والمشرف العام على الحملة " هذه الحملة تأتى استمراراً للجهود التي قامت بها الوزارة لمحاربة تلك الحشرة والتخلص منها من خلال تطبيق إجراءات الحجر الزراعي الداخلي والخارجي في جميع مناطق المملكة لأشجار النخيل وأشباه النخيل وذلك للحد من انتشار سوسة النخيل الحمراء لباقي المناطق التي لم تصب بهذه الحشرة ، إلى أعمال الاستكشاف والمعالجة والإزالة للنخيل المصاب والإرشاد والتوعية ، كما أن التعاون مستمر مع الخبراء والعلماء والمختصين في مجال زراعة النخيل من داخل المملكة وخارجها بدراسة وبحث سلوك تلك الحشرة والوقوف على مدى خطورتها والكشف المبكر عنها، ووضع حلول معالجة فعالة للوصول إلى أفضل السبل الممكنة لمكافحتها، واعتماد نتائج هذه الدراسات في مكونات الحملة الحالية التي يتوقع بإذن الله أن تؤتي ثمارها وأن أحد أهم أهداف هذه الحملة السيطرة على هذه الآفة ، وعدم توسع دائرة الإصابة وتفعيل الجانب التوعوي والتثقيفي للمزارعين عن طريق تنظيم العديد من المحاضرات والندوات واللقاءات الإرشادية للتعريف بالحشرة وخطورتها ، إلى جانب إنتاج عدد من المواد الإعلامية لعرضها في وسائل الإعلام المختلفة ، مشدداً على أهمية دور المواطن والمزارع في تفعيل هذه الحملة ونجاحها لمكافحة هذه الآفة والقضاء عليها ، فالمسؤولية كبيرة ومشتركة وتحتاج للتعاون الوثيق وتضافر جهود الجميع في سبيل المحافظة على هذه الشجرة المباركة ". وقد أقيم معرض مصاحب ، حيث تعرض نماذج من النخيل المصاب وبعض الفسائل ، وعينات حقيقية للحشرة ومعلومات عنها وعن أطوار حياتها وطرق مكافحتها ، بالإضافة إلى عرض منوع لعدد من الحرف اليدوية التي تعتمد بشكل أساسي على النخيل، وأنواع من تمور النخيل التي تزرع داخل المملكة. وفي كل الأحوال ، تعد السوسة من الحشرات الضارة التي تصيب النخيل ، وتحتاج إلى طرق فنية متعددة لمقاومته حيث يصعب الوصول إليها.