قال مدير عام الزراعة بالأحساء محمود الشعيبي، إن الوزارة تعمل للحد من انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء في الأحساء من خلال توفير نحو 145 جهازاً تم جلبها مؤخراً لحقن 2.5 مليون نخلة ضد سوسة النخيل الحمراء خلال العامين المقبلين في واحة الأحساء الزراعية، مشيراً إلى أن عدد النخيل المصاب بالسوسة يبلغ 2750 نخلة في المحافظة، فيما نشر 8 آلاف مصيدة "فرمونية" لاصطياد السوسة في كافة مواقع الواحة الزراعية، استطاعت خلال العام المنصرم التقاط 186 ألف حشرة سوسة نخيل. وبين الشعيبي، خلال حديثه ل "الوطن" أمس، أن مشروع محطة فرم النخيل وتدويره في الأحساء هو استكمال لبرنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء الخطيرة، مضيفاً أن مشروع فرم النخيل في الأحساء يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط من حيث الطاقة التشغيلية والتقنيات الحديثة لأعمال التشغيل، ويعتبر أحد مشاريع المكافحة الميكانيكية للتخلص الآمن والسريع من هذه الحشرة والحد من انتشارها وهو المشروع البيئي الأول للقضاء على هذه الحشرة بطرق آمنة وسريعة، وأن طاقة آلة فرم النخيل في الأحساء 15 ألف نخلة سنوياً، ويتم تدويرها لتنتج 30 ألف طن مخلفات عضوية وزراعية، بجانب المساهمة في قطع دورة حياة الكثير من الحشرات وزيادة خصوبة الأراضي نتيجة الاستفادة من تلك المخلفات لتحسين التربة، مؤكداً أنه يتم التخلص بالفرم من النخيل المتعرضة لإصابة شديدة، إذ إن علاجها لن يكون مجديا وخوفاً من سقوط النخلة بعد استئصال جزء كبير منها علماً بأن محصول النخلة سيقل بسبب نقص التغذية جراء إزالة أجزاء من الجذع بما يعرف بالموت الاقتصادي للنخلة وبالتالي يجب إزالة النخلة وفرمها نهائياً، ومضى يقول إن التخلص من بقايا النخيل المعالم والمزال بطريقة الحرق التقليدية لم تكن تخلو من مساوئ على مستوى التلوث البيئي وعدم فعالية الحرق في الوصول إلى الحشرات داخل الجذع، وكذلك طريقة الغمر في محاليل المبيدات لم تخل من المساوئ بسبب مشاكل التلوث الناجمة عن الاستعمال المفرط للمبيدات وعدم وجود آلية للتخلص من بقايا المبيدات وتم إيقافه. وفي السياق ذاته، اعتمد مدير جامعة الملك فيصل بالأحساء يوسف بن محمد الجندان أمس، إنشاء كرسي علمي يحمل اسم "كرسي سوسة النخيل الحمراء"، تحت مظلة مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بالجامعة، وذلك ليكون رافداً علمياً جديداً من روافد تطوير البحث العلمي والتطوير في مجال النخيل والتمور والحد من خطورة سوسة النخيل الحمراء التي تصيب نخيل التمر. وأوضح الجندان في تصريح صحفي أمس، أن الكرسي يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الهامة من أبرزها إجراء الأبحاث العلمية والتطبيقية في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء، والتعاون مع وزارة الزراعة ومراكز الأبحاث العلمية المحلية والعالمية المهتمة بمجال أبحاث الكرسي في إجراء البحوث والدراسات الموجهة للحد من خطورة سوسة النخيل الحمراء، وتقديم الخبرة والاستشارات للجهات الحكومية وقطاع المزارعين والمستثمرين في مجال النخيل للمساعدة في إيجاد الحلول الناجعة لمكافحة هذه الآفة، واستقطاب الكفاءات العلمية المتميزة والتعاون مع العلماء البارزين في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء، واستقطاب طلبة الدراسات العليا المتميزين من داخل وخارج المملكة لإجراء الأبحاث في مجال الكرسي، وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل والملتقيات العلمية المحلية والدولية المتخصصة في مجال سوسة النخيل الحمراء، وإنشاء قاعدة بيانات عالمية عن سوسة النخيل الحمراء تكون متاحة لجميع المهتمين على الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى العمل على إنشاء اتحاد علمي عالمي لسوسة النخيل الحمراء لتعزيز الاستفادة من تبادل الخبرات الدولية في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء والسعي للحد من خطورتها.