موسم بعد آخر تؤكد المسابقات السعودية أنها تعيش أزمة فوضى تدريب، أزمة اختيار بداية، وأزمة ثقة نهاية، والحل الأخير إبعاد المدرب، ليس لأنه سيء بالضرورة، لكن لأنه الحلقة الأضعف، وبالتالي الضحية الطبيعية لضعف حقيقي أو وهمي للمستوى. أربعة فرق فقط هي التي لاتزال محتفظة بمدربيها حتى الآن هي: الفيصلي والقادسية والفتح والاتفاق. أبعدت عشرة فرق مدربيها منهم أربعة في وقت واحد هي: النصر الذي أبعد الإيطالي والتر زينجا، والشباب الذي أبعد خورخي فوساتي والاتحاد الذي استغنى عن البرتغالي مانويل جوزيه، أو بتعبير أصح استغنى الأخير عنه، والوحدة أبعد الفرنسي جون لانج، وقبلهم كان قد رحل البلجيكي غريتس إلى المغرب تاركا الهلال برغبته. الجولة السادسة عشرة (المجزرة) التي شهدت الحركة الأكثر في المدربين، والسبب لكونها تسبق فترة توقف طويلة يمكن خلالها إحضار المدرب البديل، واطلاعه على الفريق ثم إعادة تكوينه خلال ذلك الوقت. لا تخفى الأضرار المادية الكبيرة التي تسببها تلك التغييرات على النادي، أما الضرر الأكبر فهو عدم استقرار فني يربك الفريق بالطبع. لقد بلغت تغير المدربين من مناصبهم في الفرق السعودية في مسابقة الدوري هذا العام نسبة قصوى لم تصلها من قبل. لا تزال ظاهرة إقالة مدرب الفريق مشكلة تؤرق كرة القدم السعودية منذ نشأتها، وهي في تنام بعد أن صارت المادة متوفرة، وباستطاعتها التبديل دون أن تحدث أزمة، ظلت إقالة المدرب في أي وقت أثناء مسيرة الدوري حدثا عاديا لا يلفت الانتباه، بل ترسخ في أذهان الجمهور أنه مطلب ملح طالما أن النتائج لم ترض الأذواق! أستطيع أن أجزم أن نسبة تسبب المدرب في ضعف المستوى لا يزيد على (10%)، بينما تتسبب عوامل أخرى كضعف اللاعبين بالنسبة الباقية (90%)، ومع ذلك فإن نسبة الضرر التي توجه إلى المدرب وتؤدي إلى إقالته تصل إلى (90%)، بينما ينال الضرر فقط (10%) البقية الآخرون.