يواصل الشاعر المكي محمد إسماعيل جوهرجي عرفه الشعري منذ عقود طويلة مجدفاً في بحور الشعر متلمساً صوراً ماتعة ولغة باذخة ومضامين وجدانية وعاطفية، بل يصهر أفكاره وأحلامه في تجربته الشعرية فتنبثق عنها لوحة شعرية عذبة تكاد وأنت تقرأها ان تعيش مغامرة بريئة من العشق، وقد صدر له مؤخراً ديوان جديد وسمه ب (بوح الذات) ضم جملة من باقات الشعرية التي دوزنها في سنواته الأخيرة تدور معظمها في فلك الرومانسية من حيث صورها ولغتها ومضامينها فكأني به خرج في التو من مدرسة أبو للو الشعرية. يقول في قصيدة «همسة حائرة» يا من يصد وفي عينيه معتكفي دفء الحنان مضى.. أم دل معتسفي أم صولة الحسن تسبي قلب مرتجف أم رقة الهمس تشجي السمع في شنف وتسكب اللحن أنغاماً من الشقف أهفو إليها بشوق زاد من دنفي أشتاق منها وصالاً مطفئاً وجفي علي أمني بطيف عابر السجف ويفتن الجوهرجي في كثير من قصائده برؤى الحب ولياليه فتتولد لديه صور جديدة من الوله والوجد لا يملك إلاّ ان يسكنها أوراقه بعد ان يصيغها شعراً استمع إليه في قصيدة «أنت.. لا؟!» شباب القلب ماهر ما ولا أفضى بما سئما رؤى ليلى تشاغله وتفتنه لي سلمى وليل السهر يتبعه ويسقيه الهوى سقما وشمعة حبه انطفأت تنز بلوعه الما إلى جانب كل هذا الإبداع الذي تتوزعه قصائد الديوان، يحدد الجوهري عند مطلع كل قصيدة نوع البحر الذي سترسو فيه قوافيه ونوع تفعيلات، فجاءت قصائد بين الرجز والمتقارب الرمل والخفيف والطويل والبسيط والكامل والمتدارك والوافر.