دعا إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس المسلمين إلى التمسك بخلق "الوفاء" الذي يمتد إلى كل شيء للأوطان وولاة الأمر والعلماء والوالدين بشكر الأفعال والثناء الحسن والدعاء "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" محذراً من الجحود ونكران الجميل، مستشهدا بوفاء الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم. وقال فضيلته: الوفاء من الأخلاق الكريمة وصفات النفوس الشريفة، والوفاء مع الله بأن يعبد وحده لا يشرك به شيئا قال تعالى: "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم "، وهو من شيم الرجال وعلامة على سمو النفس وحسن الخلق وأوفى الناس رسل الله، موسى عليه السلام عرف حق أخيه هارون فسأل ربه أن يكون شريكا له في الرسالة "واجعلني وزيراً من أهلي هارون أخي. اشدد به أزري وأشركه في أمري"، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان وفيا مع من نصره، مستشهدا بقصته مع المطعم بن عدي وأسارى بدر، وكان وفيا مع الصحابة رضوان الله عليهم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي نصره بماله ونفسه فقال: "لو كنت متخذاً من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخي وصاحبي"، ومع عمر الفاروق رضي الله عنه الذي قال عنه:"عمر في الجنة"، ومع عثمان رضي الله عنه الذي بذل ماله وجهز جيش العسرة "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم"، ومع علي رضي الله عنه وهو أول من أسلم من الصبيان، ففي يوم خيبر قال عنه صلى الله عليه وسلم:" لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" وأعطاها عليا، ومع المهاجرين والأنصار وأمته الذين دعا لهم صلى الله عليه وسلم، واستشهد فضيلته بقصص متعددة عن وفاء الصحابة رضوان الله عليه مع بعضهم البعض. وتحدث فضيلته عن الوفاء للوالدين وأن أول واجب فرضه الله من حقوق الخلق هو حقوق الأبوين قال تعالى:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" ومن الوفاء لهما الدعاء لهما "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" وطاعتهما في غير معصية الله عزوجل، وفعل الجميل معهما وإدخال السرور على نفوسهما، ومن برهما أن يريا ثمرة جهدهما بسلوك طريق الاستقامة والصلاح، ومن الوفاء لهما إكرام صديقهما بعد موتهما، وكذلك الوفاء بين الزوجين قال تعالى:" وأخذن منكم ميثاقا غليظا"، والوفاء للعلماء حملة الدين قال الإمام أحمد:" ما بت من ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي وأستغفر له"