أكد إماما المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم والشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبتي الجمعة أمس أنه لايستقر مجتمع مسلم إلا بتحقيق مبدأ الثواب والعقاب، وأن الاعتراف بالفضل ورد الجميل من شيم الرجال وحسن الخلق. ومضى يقول " فإذا كانت الآيات دالة على التفريق والمغايرة بين الحسنة والسيئة فإن هناك أيضا مايدل على التفريق بين فاعل الحسنة ومرتكب السيئة كل ذلك فيه دلالة واضحة على دفع الإنسان وحثه على الالتزام بكل خير دعت إليه شريعة الإسلام وتحذيره وزجره عن أن يقع فريسة لكل شر نهت عنه وماكانت بعثته صلى الله عليه وسلم وإرساله إلى الناس كافة إلا من هذا الباب فقد قال صلوات الله وسلامه عليه ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ومن هنا فإنه لايمكن لأي مجتمع مسلم أن يكون مستقرا إلا بتحقيق مبدأ الثواب والعقاب في أوساطه وعلى كافة أحواله في العبادات والمعاملات ، كما انه لن يستقر مجتمع انحاز إلى احد شطري هذا المبدأ فلن يفلح مجتمع لايعرف إلا الثواب ولم يسلك إلا مسلك الإرجاف كما انه لن ينهض مجتمع لايعرف إلا العقاب ولم يسلك إلا طريق التنطع والمشادة ولأجل هذا وصف الله امة الإسلام بأنها الأمة الوسط. * * وفي المدينةالمنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم ،أن أعظم عهد يجب على المرء الوفاء به هو الوفاء مع الله بأن يعبده وحده لا يشرك به شيئا ، كما قال سبحانه وتعالى (( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم )) ، وهو من شيم الرجال وإمارة على سمو النفس وحسن الخلق وأوفى الناس رسل الله فموسى عليه السلام عرف حق أخيه هارون فسأل ربه أن يجعله شريكا معه في الرسالة ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان وفيا مع من نصره لإبلاغ رسالة ربه ، منع المطعم بن عدي المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فحفظ له عليه الصلاة والسلام إحسانه وقال في أسارى بدر " لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء لتركتهم له ". ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلا إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان وفيا مع صحابته ، فأبوبكر رضي الله عنه أفضل الصحابة نصر النبي صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه وكان أكثر الصحابة صحبة له فقال عليه الصلاة والسلام " لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخي وصاحبي " ، كما اعتز الإسلام بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبلى في المشاهد بلاء حسنا فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " عمر في الجنة " ، ولما بذل عثمان رضي الله عنه لهذا الدين من ماله ما بذل وجهز جيش العسرة بألف دينار ألقاها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال له " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " ، وعلي رضي الله عنه أول من أسلم من الصبيان فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه يوم خيبر " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فأعطاها عليا ، وصلى على شهداء أحد بعد ثماني سنين من استشهادهم كالمودع لهم ، وصلى على قبر جارية سوداء كانت تقوم بالمسجد.