لم تدخل جريدة «الرياض» سماء الشهرة بمصادفة أو «حدة لسان صحفي»، أو الاستفادة من إثارة مفتعلة تتعلق بقطاعات خاصة أو رسمية حتى يقال إنها عارضت أو بادرت مثلما هو يتضح في بعض أحوال الصحافة العربية.. بل إن الواقع يشهد بوجود تحوّلات مهنية اختلفت بها شهرة الحاضر عن شهرة الماضي بين مختلف الشعوب العربية، حيث بدأت مجتمعات مستقرة تأخذ مكانة مرموقة أفضل مما كانت في بدايات نموها، والأمر يتعلق أيضاً بالفضائيات الإعلامية ومثلها تنوّعات الفنون.. في مجال الإعلام لا بد من أُسس خطط تطوير وخط توسع وظيفي صحفي حتى تقول بحق إنك أمام نجاح مؤسسة عمل صحفي متعدد الاهتمامات، ولست أمام شهرة أسماء فردية تعطي مبررات شهرة مجموعها المنقاد خلفها.. تطور وجود «الرياض» الصحفي ليس في هذا العام، ولكن منذ أن حقّقت استراتيجيتها عبر أعوام ماضية مبررات حضور مرموقة عند مَنْ يتابع ويقرأ ويقارن.. كان توجّه «الرياض» في بناء ذاتها أن توفّر وجود الكفاءات الصحفية المتفرغة للعمل، وما يلزم ذلك من ضمانات إغراء لهم وكذا تعدّد صلاحيات القيادات المتنوّعة الاهتمامات في توزّعات المجموع لتحمّل مسؤوليات ومهمات مختلفة.. إذا كان أن المصروف الشهري للمرتبات والمكافآت يرتفع إلى خمسة ملايين وثمانمئة ألف ريال، فكم عربياً عدد الصحف التي تبذل هذا الإنفاق؟.. أيضاً ضمانات التوظيف المغرية؛ حيث لم تدفع الرياض بدل السكن فقط، وإنما معه نصيب الأرباح «مرتب شهرين»، وكذا الزيادة السنوية، والضمان الصحي، وبدل النقل، وأيضاً فرص الانتداب التعليمي؛ الذي وصل إلى الرقم 21، والملايين السابقة لا علاقة لها بهذه البدلات حيث تخص المرتبات الشهرية فقط للشهر الواحد.. نضيف إلى ذلك أهمية مهنية بارزة وهي وجود مئتين وواحد وعشرين متفرغاً ومتفرغة من الشباب والشابات، وأكثر من هذا العدد متعاونون صحفيون وكتّاب، وما أعرفه في سجلات هيئة الصحفيين السعوديين الرسمية أنه لا يوجد نصف هذا الرقم في الصحف الأخرى.. هذه مميّزات يعتبر معظمها انفرادية عربية، وهي ليست مباهاة وإنما رصد موثق يحق لكل مسؤول أو زميل أن يطّلع عليه وسيوفّر له ذلك بوضوح يدركه هو نفسه.. إن مهمات التطور الصحفي ليست صعبة ولا مستحيلة ولا هي تهويش أو إثارة، وإنما حقائق انطلاقات واعية يجب أن تكون أساساً لقوة الحضور والانتشار..