يمضي العام 2010 حاملا معه الكثير من هموم المواطن، ونستقبل العام ذا الرقم 2011 بمسيرة لا تنتهي من منغصات حياتية ومعيشية ذات صبغة مادية، فمن سلسلة الغلاء في المواد الغذائية بدون استثناء الى السيد "ساهر" الذي ينام قرير العين، ويصحو قائدو السيارات على مخالفات تضاعفت، لأن راتب الشهر قد ضاق ذرعا بمصروفات وفواتير وإيجارات وتداخل مناسبات ما بين صيف وشتاء وأعياد ومواسم للدراسة، وأخرى لضرورة السفر ولحضور استحقاقات اجتماعية متعددة. وبالطبع سترحل الكثير من المطالبات للدائنين ولأصحاب العقار والهندي صاحب البقالة الصغيرة، من العام المنصرم للعام الحاضر، والساهر لن ينسى ما سهر عليه وصوره في الشهور الفائتة، فهو ينتظر المزيد من الحصاد المالي، مواصلا الرصد والتصوير ولا يفرق بين من سرعته بزيادة كيلو واحد أو حتى مئة كيلو، فالجميع مخالفون، ونظام سداد ينتظر الإيداع ومثله مثل إخوانه من فواتير الكهرباء والهاتف، وفوق كل ذلك لا يتمنى الجميع زيادة الرواتب للقطاع الحكومي كما حدث قبل 3 أعوام، فالغلاء يتربص بالزيادة وعندما وصلت الزيادة في بدل الغلاء 15% كان الغلاء قد تضاعف مرات ومرات، وحتى الخضار والفواكه، والتي كان الأخوة العرب المقيمون في بلادنا يغبطوننا ان أسعارها لا تتغير وهي في متناول الجميع، رفضت إلا أن تضغط على صاحب "الرويتب" فرفضت الطماطم المجنونة التقيد بأسعار الماضي، وباقي أخواتها من خضار وبكافة ألوانها، وكذلك الفواكه المحلية والمستورة رفضت جميعها إلا أن تغير سياسة الماضي، وتركب موجة الحاضر الغالي، وكان عام 2010 قفزة تاريخية لها فتضاعفت بعض أنواها 100%، ومع هذه الأنواع قد تنفع سياسة المقاطعة فتفسد، او تعود لرشدها ولأسعارها المعتدلة، ولكن يصعب ذلك مع أصناف أخرى من السكر والأرز وغيرها. ومع ساهر لا حل فليس لدينا مترو أو طرق لا تغطيها الكاميرات فنجعلها خيارا اذا خفنا من المخالفات ومن تسديدها، والمرور رفض تغيير سياسية مضاعفة المخالفة وكأن اخواننا من رجال المرور لا يلمسون ضرر وذهاب الراتب في الغلاء وغيره من متطلبات الحياة المتعددة. فائز الشهري معلم يقول "راتبي ولله الحمد يفوق 13 الف ريال، ولكن بسبب ارتفاع الإيجار والغلاء والحضور الاجتماعي في المناسبات المتعددة، لا استطيع أن أوفر منه إلا مئات من الريالات لا تنفع لمشروع شراء أرض أو حتى التفكير بشراء بيت، وخاصة أن لدي قرض سيارة للبنك، وأفكر في كثير من الأحيان في من راتبه نصف راتبي كيف يتكيف مع الوضع الحالي، وفي ظل الغلاء في كل شيء، عندما اعرف من هو اقل حالاً لا املك له إلا الدعاء أن يسهل الله شؤون الناس، وسوف احرص على التوفير، فنحن لا نعلم كيف سيكون حال العام الجديد 2011م". عبدالله مريع يعمل في القطاع المصرفي ويؤكد "ان هناك الكثير يأتي للبنك ويرغب الحصول على قرض في الوقت الذي لديه قرض سابق وراتبه لا يغطي قرضا جديدا، بل وهناك من يريد قرضا بالتضامن مع زوجته الموظفة، وقد لا يحتمل دخلهما الشهري المزيد من القروض، وبالفعل قد تكون حالة الغلاء في كل شيء وزيادة الإيجارات أثرت على حياة الناس بشكل كبير، ويجعلهم يبحثون عن طرق تمويل لا توجه فقط لشراء أرض أو سيارة أو منزل، بل لتسديد ديون تراكمت بفعل مستلزمات واحتياجات الحياة اليومية، وخاصة أن هناك من لا يخطط بشكل سليم، وينظم أولويات حياته حسب دخله الشهري وظروف حياته". حسن الشهوان يقول "نتمنى أن يكون العام الجديد أفضل مما مضى، وبالطبع شؤون الحياة اليومية ومستلزماتها لكل شخص وعائلته تقف على رأس الاهتمامات، وفي الوقت الذي تعتبر بلادنا من أفضل بلاد العالم في الوضع الاقتصادي، وحتى متوسط الدخل المادي للفرد يعتبر جيدا، نجد الكثير من المنغصات التي تسهم فيها مع الأسف جهات حكومية، فليس هناك رقابة على الأسعار فالغلاء لم يستثن شيئا من إيجارات غير منطقية إلى مواد غذائية بدون استثناء، وجاء نظام ساهر بمزيد من الضغط على مصروفات المواطن وحتى المقيم، وكأننا ناقصو المزيد من المصروفات، ولو كان هناك اهتمام من مجلس الشورى والجهات الحكومية بهذه الأمور لتحسن حالنا بشكل أفضل".