تم إعلان ميزانية الدولة العامة للسنة القادمة والتي نتفاءل بأن تكون ميزانية خير على الوطن والمواطن خصوصا أنها الأكبر في تاريخ المملكة لكن الأرقام لا تعني الكثير إن لم تترجم إلى أفعال على أرض الواقع! لا توجد لدينا مشاكل في التخطيط والحكومة بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين في منتهى الحرص على كل ما يخدم المواطن ولم يبخلوا يوما على مما من شأنه رفع مستواه المعيشي لكن توجد لدينا مشكلة في الجهات التنفيذية والوزارات! فالمواطن يفرح بأرقام الميزانية الكبرى لكن يهمه أكثر أن تنعكس الأرقام على حياته اليومية وتلامس احتياجاته! ميزانية التعليم أخذت ما يقارب ثلث الميزانية وهو شيء يثلج الصدر لكن إن لم تتغير مناهجنا وطرق تدريسها فلن تفيد كثرة إنشاء مبان دراسية جديدة! للأسف صدمنا بأنه تصرف مئات المليارات على التعليم وفي نفس الوقت هناك مشادة على تسمية مدرسة هل هي حاتم أو حاتم الطائي!! توقعنا أن مشروع تطوير التعليم الذي بدأ سابقا سوف نرى ثماره على فكر رجالات التعليم والطلاب فإذا بنا نرى تدهورا في الوعي! فهذا الاسم لم يثر حساسية في سنوات سابقه والآن بعد التطوير التعليمي تحصل خلافات من أجله! فهل نحن نسير على الطريق الصحيح؟! النقطة الأخرى بالميزانية هو الفائض الكبير الذي يقدر 108 مليارات لم لا يستثمر لو جزءا بسيطا منه في أمور تمس حياة المواطن مباشرة كأن يخصص 10% من الفائض لإنشاء وحدات سكنية فهذه المليارات العشر لو أعطيت لشركة كورية أو يابانية لأنشأت أحياء سكنية راقية بكافة المستلزمات والخدمات ولحلت جزءا من مشكلة الإسكان الحالية ولمس المواطن أثر الأرقام على حياته. ولو أخذ أيضا 10 %من الفائض واستثمر في شركات عالمية ذات ثقل اقتصادي وتكنولوجيا عالية وفتحت لها فروع ومصانع في السعودية عن طريق المشاركة لأوجدت فرص عمل كثيرة للمواطن. نحن فرحنا بمصنع الألمنيوم الجديد ونحتاج إلى العشرات من الصناعات الثقيلة المختلفة لتوطينها في السعودية فما زلنا بعد 30 سنة من الخطط لم نتقدم خطوة كبيرة واحدة في سبيل التقليل من الاعتماد على النفط! فالميزانية أثبتت أن ما يقرب 90% من الدخل أتى من النفط. وما زلنا نتكلم عن الفائض وليس الميزانية الأساسية إن استثماره في أوجه متعددة أفضل من الاستثمار في السندات الحكومية التي أصبحت قليلة الربح رغم أمانها إلا أن نسبة الفائدة عليها لا تذكر وكما يقول المثل لا تضع كل البيض في سلة واحدة! وهذه الفوائض من الأحرى أن تنمى حتى لا تتآكل ولكي يستفاد منها مستقبلا. * مما قيل هذا الأسبوع: صدرت موخرا قائمة أغنى أغنياء العرب وكالعادة تصدر السعوديون معظم المراكز وبغالبية عظمى لكن للأسف قلة من هؤلاء الأغنياء نرى أعمالهم الخيرية وأعمالا تخدم الوطن والمواطن أما البقية فلا نسمع عنهم إلا عند ذكر ترهل أرصدتهم نحن لا نطالبهم بأن ينفقوا نصف ثرواتهم على أعمال الخير كما فعل أغنياء أمريكا! ولكن لينفقوا جزءا بسيطا منها على ما يخدم المواطن والوطن الذي لم يأخذ من ثرواتهم قرشا واحدا كضرائب كما تفعل بقية الدول!