الثابت عمليّا أن الرادع الأكبر لإجبار المتهورين في القيادة والعابثين بسياراتهم في الطرقات ( المفحطين ) هي التحديب ( المطبات الصناعية ) . فقبل ليلتين وفي حيّ الربوة ، شارع المؤرخ ابن بشر اصطدم أحدهم بعمود نور، مقتلعا الأشجار ، وقبل ذلك ألْحقَ الضرر بكبير سن يقود سيارته ، وترك الحيّ في ظلام دامس وهرب على قدميه . كان أحد المفحطين الذين اعتادوا ارتياد الحيّ كلما عنّ له ذلك . وقبلها بأيام دخل بسيارته في مغسلة بنفس الشارع ، مسببا تلفيات في زجاج المحل وأيضا في الأثاث . فإذا اتفقنا أن طبيعة السير في الحارات السكنية تتطلب البطء والتمهّل في كل الأحوال فما الذي ياتُرى يمنع من تعميم المطبات الصناعية . وأرى أن التأخر بعض الوقت والتمهل في المشوار أكثر اطمئنانا على الأرواح والممتلكات الحكومية والأهلية ، ما دام بعضنا غير قادر على مجاراة العقل والمنطق في حياته ولا يستطيع سماع النصح ولا يثوب إلى رشده بالجزاء والعقاب . أفلا ترون معي أن هذا الرادع غير المُكلف ( المطبات ) أثبت عمليته وملاءمته وجدواه ومعقوليته في الكثير من الأماكن ، أمام المدارس والمساجد والمجمعات وشوارع المقاهي ؟ . صحيح أن البعض من أهل الرأي يرى فيه مظهرا غير حضاري للبلد . وهل علينا أن نتشبّث بالمظهر الحضاري ونترك الأرواح والممتلكات عرضة لنزوات شباب لا ينفع معهم شيء ؟ . ثم هل التفحيط والقتل مظهران حضاريان ؟ . ونعلم جميعا أن هذه الظاهرة تنمو وتتزايد لأنها تجد أرضا خصبة وجمهورا وتشجيعا ومتابعة . أضف إلى ذلك تعاطي المخدرات والمنبهات التي تتدخل في التقدير والتوازن . وكلنا يعلم وينزعج من هذه الأصوات التي تحدث ليلا . حتى أن كبار وكبيرات السن يتحسبون على هؤلاء لأنهم منعوهم من النوم . ابدؤوا تنفيذ القرار غدا . والمواقع التي تجري الممارسة فيها معروفة ومفهومة لدى رجال المرور والدوريات والبلديات الفرعية . وقرأتُ أنهم في القطيف اضطروا إلى « حرث « الشوارع بعد أن استعصت المشكلة وكثرت الضحايا . الموضوع - فيما يبدو لي - خصوصية سعودية، بحيث عجز الفلبينيون رغم تمرسهم بالإنجليزية عن إيجاد مفردة تُناسب « المطب الصناعي « فأطلقوا عليه ( هامب ) hump أي : حدبة أو سنام