حملت الإحصائيات الجديدة رقماً صعباً عن عدد المرضى الذين يقومون بغسيل الكلى، فالإحصائية تقول أن أكثر من 12000 ألف مريض يترددون على مراكز غسيل الكلى بشكل دائم. الحديث عن الفشل الكلوي تكرر مراراً، والمطالبة بالتبرع أصبح أمراً شائعاً، بل إن العديد من المرضى تجده يستنجد بالأقارب والأصدقاء في تأمين مبلغ الزراعة، والتوجه بعد ذلك إلى إحدى الدول التي ينتشر فيها زراعة الكلى؛ لعل وعسى أن تنجح هذه العملية، ولكن المبكي في هذا الأمر أن الكثير من الذين قاموا بزراعة الكلى عادوا وهم يحملون أمراضاً أخرى أنهت حياتهم أو فشلت زراعة الكلى أو تمت سرقتهم وعادوا دون زراعة!!. السؤال الذي يجب أن نطرحه، ما هو الحل للخروج من هذه المشكلة التي تزعج المرضى وأهاليهم بكثرة التردد إلى المستشفيات، وكذلك الخطورة على صحتهم؟، لماذا هناك تقاعس من المجتمع تجاه هؤلاء المرضى؟، لماذا لا نشاهد مبادرات من الجميع وبالذات القادرين على التبرع بالتوجه إلى المراكز المخصصة للتبرع في المستشفيات الكبيرة لتسجيل أسمائهم؛ رغبة منهم للتبرع لإخوانهم المرضى، خاصة أنهم يعلمون حجم المعاناة التي يتعرض لها المريض. قد تكون الحلول العاجلة لمثل ذلك بمكافأة المتبرع، وهي حلول قد تجدي كثيراً، ومن هذه الحوافز حمل المتبرع لبطاقة (متبرع ) يستفيد منها في التخفيض للفنادق والطيران والرسوم الحكومية، ومنحه حق الدخول المجاني للمباريات، وكذلك الملتقيات الثقافية، والاحتفاء بهم في المهرجانات العامة والمناسبات الكبيرة، ومنحهم بعثات دراسية لهم أو لأبنائهم. هذه الحلول قد تسهم في تخفيض نسبة المرضى بالفشل الكلوي في المملكة. والد أحد الأطفال الذين يعانون من فشل كلوي امتدح هذه الخطوة لو أقدمت عليها وزارة الصحة والجمعيات المعنية بالفشل الكلوي، بينما يقول مريض بالفشل الكلوي في البدائع، "لقد بحثت كثيراً عن قريب أو بعيد من أجل التبرع لي بكلية؛ غير أني لم أجد أحداً، فالجميع يتخوف أو يقول ما الفائدة من ذلك؛ لكن لو كانت مثل هذه الحوافز موجودة ربما تكون محفزة للآخرين بالتبرع. أبو صالح "مريض بالفشل الكلوي"، يقول: "لقد حرمت أبنائي حق التمتع بالحياة؛ فهم لا يستطيعون السفر أو التنزه بعيداً عني؛ بسبب مواعيد الغسيل التي أداوم على أدائها في أحد المستشفيات بالقصيم"، مشيراً إلى أنهم بذلوا جهوداً من أجل التبرع لي، ولكن لضعف بنيتهم الجسمانية لم يقبل الطب بهم، ولكن لا يوجد وصاية مني على أحد حتى اجبره بالتبرع لي بكليته. والدة أحد الأطفال تقول أعاني من السكر والضغط، وهذه الأسباب أبعدتني عن التبرع لفلذة كبدي، وحاولت جاهدة البحث عن متبرع خاصة أن ابنتي يتيمة، وهذا يضاعف الألم لي ولابنتي المسكينة، لكن أبارك الخطوة التي طرحتموها وأتمنى سرعة تنفيذها حتى نستطيع أن نقضي على مثل هذه الإشكالية ولو بنصف العدد الذي ظهر في الإحصائية.