عشرة أعوام من المعاناة والمواطن سعيد مرزوق تحت رحمة الماكينة المخصصة لغسيل الكلى لأربع مرات أسبوعيا، ورغم أن عدد مرات الغسيل كان ثلاثة أيام أسبوعيا، إلا أن حالته الصحية انتكست بعد زراعة كلية، حيث تسبب فيروس "سي" في فشل كليته المزروعة، مما اضطر إلى الرجوع للماكينة التي باتت جزءا من حياته، فهو يعلم وظائف مفاتيح الماكينة المخصصة له. ويسترجع "سعيد" بدايات اكتشاف فشله بالكلى عندما كان عمره 17 سنة، عندما عانى من خمول في جسمه مع قيء مستمر، وعند الذهاب إلى المستشفى خضع لتحليلات كشفت عن إصابته بالفشل الكلوي، وبدأت رحلة العناء من تنويمه بقسم الكلى في المستشفى المركزي بالدمام، وخضع لعدة تحاليل طبية، ومواعيد كل ثلاثة أيام أسبوعيا يذهب لغسيل الكلى، واستمر وضعه إلى أن وجد متبرعا بالكلى، وتمت زراعة كلية له في المجمع الطبي بالشرقية بعد سنة ونصف من الغسيل الأسبوعي للكلى. وعمت الفرحة أسرته بعد أن تكللت الزراعة بالنجاح، واستمر وضعه الصحي في حالة جيدة برغم تناوله أكثر من 15 حبة دواء يوميا، وذهب سعيد مع أسرته في إحدى الرحلات الصيفية للاستمتاع، غير أن فرحته لم تدم، حيث أثرت تقلبات الجو على صحته، وعندما راجع المستشفى، اكتشف أن كليته المزروعة أصيبت بفيروس "سي" ، مما أدى إلى فشل الزراعة. وينتظر "سعيد" الخضوع لعملية زراعة أخرى، ويقضي وقته ممازحا هذا وذاك من أطباء وممرضين يترددون على حجرة الغسيل التي يوجد بها ثمانية أسرة يتبادل أصحابها أوجاعهم وأفراحهم. وأوضح استشاري أمراض الكلى في مستشفى سعد الصانع الدكتور سامح مراد أن "أكثر من يصاب بالفشل الكلوي هم مرضى السكري، والضغط، ومرضى حصوات المسالك البولية"، مشددا على أهمية المحافظة على مستويات سكر الدم، وضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية، داعيا المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض بالكشف المستمر، وقياس كفاءة وظائف الكلى كل فترة. وأضاف الدكتور مراد أن "كل مريض بالفشل الكلوي يكون على قائمة الانتظار في المركز السعودي للأعضاء، ويخضع لفحوصات وقت الغسيل، وإن كان هناك من أحد أقارب المريض تطابق فصيلة دمه وأنسجته معه يتم إجراء زراعة كلى، ويكون تحت المراقبة الدقيقة خلال 6 أشهر من الزراعة، حتى لا يتعرض لأي مضاعفات". وتوقعت دراسة أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية ازدياد عدد مرضى الفشل الكلوي من 9 آلاف إلى 15 ألفا، خلال السنوات العشر المقبلة. وتهدف دراسة المسوحات الميدانية لمرضى الفشل الكلوي التي أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي إلى تقييم مراكز الغسيل الكلوي في المملكة، وإلى تقييم الحالة الاجتماعية والطبية لمرضى الفشل الكلوي وبناء قاعدة بيانات متكاملة، وتحسين وتطوير مراكز الغسيل القائمة حسب الأولوية، واستبدال مراكز الغسيل الكلوي القائمة حالياً في المدن بأخرى جديدة، واستحداث مراكز غسيل كلوي جديدة في المدن، وتقييم الخدمات الطبية والاجتماعية والعلاجية المقدمة للمرضى في مراكز الغسيل الكلوي. وكانت جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي قد وضعت خطة خمسية متعددة البرامج أقرتها إدارة الجمعية للتوعية بمرض الفشل الكلوي بين سكان المناطق.