حمدنا الله سبحانه وتعالى وسعدنا بسلامة خادم الحرمين الشريفين ونجاح العملية الجراحية للغالي سائلين الله أن يقر أعيننا بعودته لدياره وأبنائه في القريب العاجل سالما غانما. مشاعر الفرح والسعادة والاطمئنان تناقلتها جميع الأوساط وعلى كافة الأصعدة سواءً الرسمي منها أو العام وارتسمت الابتسامة بعد قلق على محيا الصغار قبل الكبار بعفوية ومحبة امتزجت بمشاعر التألم لألم القائد وانعكاسا لمحبته وتواصله وعاطفته مع أبنائه وإخوانه المواطنين والمقيمين. انطلاقا مما سبق فمن حق كل مواطن وكل قطاع حكومي او خاص إبراز فرحته وسعادته ولكننا تعلمنا من تلك القيادة أن الفرح والسرور يجب أن يتحول لواقع عملي مفيد ينعكس على الوطن والمواطن والمقيم والزائر بالخير والرخاء فليست الاحتفالات والشعارات والموائد عنوانا لغبطتنا ولكن المزيد من الانجاز والإبداع والابتكار هي توجيهات قيادتنا ومدار اهتمامه. لهذا وغيره فأقترح أن يتزامن مع عودته بإذن الله إقرار إنشاء شركة مساهمة للخدمات الطبية برأس مال ضخم جدا لا يقل عن خمسة عشر مليارا كمثال لتضاهي اكبر واهم المراكز الطبية العالمية وباستخدام أفضل التقنيات والتجهيزات بحيث تساهم الصناديق الحكومية كصندوق التقاعد والتأمينات الاجتماعية والاستثمارات العامة وتطرح النسبة الأكبر للاكتتاب العام وذلك تحقيقا للتالي: أولا- إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في هذا التكريم الحضاري وبأسلوب راقٍ يعود نفعه على الوطن والمواطن. ثانيا- المساهمة في دعم القطاع الطبي والصحي والرفع من مستوى الخدمات الطبية وتعزيز دور القطاع الطبي الخاص وتخفيف الضغوط الحالية بدون تكاليف إضافية على ميزانية الدولة آخذا في الاعتبار قلة المراكز الطبية الخاصة وضعف القدرة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية مع استعداد شرائح كبيرة من المجتمع للاتجاه للقطاع الخاص في حال تميزه وتحمل التكاليف المالية. كيف لا وهي تثقل على القطاع الحكومي أحيانا وتضطر للسفر أحيانا أخرى مع قدرتها المالية لو توفر التميز والتخصص. ثالثا- تعزيز القطاع الاستثماري الداخلي بإيجاد مصدر استثماري لكثير من مدخرات المواطنين بدلا من ضياعها بين مساهمات وهمية وغيرها من المشاريع الصغرى المثقلة لهموم المواطن واستهلاكه. رابعا- المساهمة في استقطاب الكثير من مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الطبية منها كما الإدارية والهندسية قبل أن نعاني من بطالة نوعية تخلو خططنا من التعامل معها كما لو أنها مبادرة تخص عدد أصابع اليد الواحدة وليس ما يقارب المائة ألف من خيرة أبنائنا في عدد من اشهر الجامعات والمستشفيات العالمية. خامسا- تحقيق المعادلة الصعبة وهي استثمار المدخرات ورؤوس المال داخليا وبمشاريع ذات عائد على المستثمر ومردود على الوطن وتقليل الأعباء على قطاعات الدولة ماديا ومعنويا. أخيرا- ينبغي أن ننتقل من مرحلة التشكي وندب الحظوظ ولطم الخدود عند الحديث عن مشاكل الاستثمار وهروب رؤوس الأموال بالإضافة لمشاكل القطاعات الصحية القائمة الحكومية والخاصة والنقد المتواصل للأخطاء وضعف الأداء لتلك المراكز الطبية، لنحول ذلك كله إلى حلول عملية وكلي ثقة أن شركة بتلك الإمكانات وذاك الحجم ستكون نقطة تحول في تاريخ الاستثمار وفي تاريخ الخدمات الطبية ببلدنا الغالي. إن تواجد تلك الشركة على ارض الواقع وبإدارة احترافية سيمكنها بإذن الله من التواجد بأكثر مدن المملكة وبأشكال مختلفة والتواصل مع نظيراتها العالمية كما التنسيق بفعالية واحترافية مع صناعات الأدوية والمستلزمات الطبية مع دعم البحوث العلمية الطبية واستثمار مخرجات كليات الطب الداخلية إن ما سبق يحتاج لقرار يجمع في طياته الدقة والجودة والسرعة بعيدا عن دهاليز التعقيد والتهويل والبيروقراطية ونائب الملك الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو رائد الإصلاح الإداري بالمملكة فلعل توجيهاته للوزراء والمسؤولين والمختصين تحول ما ذكر إلى واقع وحقيقة ورجائي من أصحاب الفكر والقلم أن يضيفوا لمساتهم وإبداعاتهم لهذا المقترح: مقترح تكريم القائد بخدمة الوطن والمواطن. * عميد التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد - جامعة الملك سعود