تعمل المملكة على توفير مناخ علمي لبناء مجتمع معرفي قادر على تكوين بنية تعلمية عالية المستوى، وتكوين فرق علمية تدار وتشرف عليها مؤسسات أكاديمية ومجتمعية معرفية مطعمة بقدرات وطنية وأجنبية متمكنة في تخصصاتها العلمية، ومن تلك الفرق العلمية الفريق السعودي لأولمبياد الرياضيات الذي استطاع تحقيق نتائج ملفتة للنظر في أولمبياد الرياضيات التي عقدت مؤخراً بمدينة أستانا في كازاخستان. وتحدث ل"الرياض" د. فوزي الذكير رئيس الفريق السعودي لأولمبياد الرياضيات الدولي عن تاريخ مشاركة الفريق السعودي لأولمبياد الرياضيات، وأهم الاستعدادات للمشاركات القادمة، وفيما يلي نص الحوار: * في البداية ما هي شروط المشاركة في المسابقة وما مدى صعوبة الأسئلة؟. - يشترط للمشاركة في المسابقة أن يكون المشاركون تحت سن العشرين عاماً، ولم يبدأوا الدراسة الجامعية، ويبلغ العدد الأقصى للمشاركين في كل فريق ستة طلاب، أما أسئلة المسابقة فعددها ستة على مدى يومين، في كل يوم ثلاثة أسئلة تُخصص لحلها أربع ساعات و30 دقيقة، والدرجة القصوى لكل مسألة هي سبعة، وللاختبار 42 لكل طالب وللفريق 252 درجة، أما المواضيع التي تغطيها الأسئلة تقع في أربعة فروع من الرياضيات، هي: الجبر، نظرية الأعداد، الهندسة، وعِلم التركيبات، ويمكن القول عموماً أن أسئلة المسابقة تزداد صعوبة كل سنة حتى أصبحت تتحدى في صعوبتها أساتذة الجامعات المختصين في الرياضيات. * كيف يتم تصنف جوائز المسابقة وإلى كم مستوى تقسم النتائج؟. - الجوائز في المسابقة هي على أربعة مستويات،: الميداليات الذهبية، الميداليات الفضية، الميداليات البرونزية وشهادات التقدير، كما يحصل حوالي 8% من المتسابقين على ميداليات ذهبية، و16% على الفضية و24% على البرونزية، وتُمنح شهادات التقدير لمن يحصل على علامة كاملة في أحد الأسئلة ولم يحصل على ميدالية. * كيف يتم الاستعداد لمثل هذه المسابقات النخبوية؟. - تبذل معظم الدول المشاركة في الاولمبياد جهداً كبيراً من أجل إعداد الفريق المشارك في المسابقة, ويتركز هذا الجهد في أمرين رئيسين هما الاختيار والتدريب, وفي الدول المتميزة يبدأ الاختيار من المرحلة المتوسطة أوحتى الابتدائية بانتقاء الطلبة والطالبات المتميزين. *متى بدأت المملكة المشاركة في هذه المسابقة الدولية وما مستوى النتائج التي حققت في تلك المشاركات؟. - بدأ اشتراك الفريق السعودي في الاولمبياد الدولي في العام 2004 وكان أداؤه متواضعاً، إذ بلغ ترتيبه 85 وهو الأخير، وأستمر هذا الأداء المتواضع في السنوات 2005 إلى 2008، إذ بلغ ترتيب الفريق 85، 88، 91، 94 على التوالي، ومجموع الدرجات للفريق هو 8 في العام 2008، ودرجة أفضل طالب هي 6 من 42، وفي العام 2009 كان اشتراك المملكة كمراقب فقط عندما كلفت وزارة التربية والتعليم مؤسسة موهبة للاشراف على المسابق، وأخيراً في عام 2010 تمكنت المملكة من رفع مجموع درجات الفريق الى 55 درجة متفوقة على العديد من الفرق العريقة في هذه المسابقة. * يبدو أن النتائج كانت غير مرضية في الأعوام السابقة، ماهي الإستراتيجية التي اتُبِعت للرفع من مستوى المشاركة السعودية في مثل هذه المسابقات؟. - إن من أهم أهداف اشتراك الفريق السعودي في أولمبياد الرياضيات الدولي هي دعم التحول إلى مجتمع المعرفة، ودعم نجاح المبادرات الاستراتيجية التي تسعى إلى جعل التعليم مبنياً على أساس التفكير المبدع، بعيداً عن التلقين والنمطية المملة, من أجل هذا قامت وزارة التربية والتعليم في عام 2009 بتكليف مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالإعداد للأولمبياد الدولي للرياضيات, وبناءً على ذلك شُكلت لجنة إشرافية من مختلف الجهات التي لها علاقة بالاولمبياد شملت وزارة التربية والتعليم، جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مركز قياس، شركة آرامكو السعودية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وقد تقررعدم الاشتراك بفريق طلابي في العام 2009 والاكتفاء بالذهاب كمراقبين للتعرف عن كثب على إجراءات المسابقة ولمقابلة رؤساء الفرُق المتفوقة من أجل الاستفادة من خبرتهم في إعداد الفريق السعودي لمسابقة 2010, وتم عقد أول ملتقى تدريبي للطلاب في شهر شعبان 1430ه الموافق شهر يوليو 2009 لمدة أسبوعين في مدينة الطائف تلته أربعة ملتقيات كان آخرها في الطائف لمدة ثلاثة أسابيع، حيث أشرف على التدريب في هذه الملتقيات المدرب الأمريكي ( روماني الأصل) تيتو أندرسكو وشارك في طاقم التدريب د.دورين أندريكا من رومانيا، بالإضافة إلى عدد من أبرز الخبراء والمدربين الوطنيين ومن أجل كسب الخبرة، شارك الفريق السعودي في اولمبياد البلقان 2010 وهي من أشهر وأقوى المسابقات الإقليمية في الرياضيات. * هل انتم راضون عن النتائج التي حققها الطلاب السعوديون في أولمبياد كازاخستان؟ - عُقدت مسابقة الاولمبياد الدولي الحادي والخمسين في الرياضيات في مدينة أستانا في كازاخستان في الفترة 2 – 14 يوليو، وشارك فيها 97 دولة, وشارك الفريق السعودي بستة طلاب، وتمكن من الحصول على ميداليتين برونزيتين وشهادتي تقدير، وجاء ترتيب الطالبين وائل السعيد وعبد الله السعيد ضمن أفضل 289 طالباً في مجال الرياضيات على مستوى العالم، إذ حصل وائل على 18 درجة وعبد الله على 15 درجة، وبلغ مجموع درجات الفريق 55 (مقارنة ب 8 درجات في آخر مشاركة في 2008)، مما أهّله للحصول عل المركز السابع والستين (مقارنة بالمركز 94 في آخر مشاركة).