اعتبر مدير إدارة النشاط العلمي في وزارة التربية والتعليم الدكتور هادي بحاري، قلة الدعم وضعف الموازنات المخصصة، واختلاف العادات والتقاليد، وضعف اللغة الإنكليزية لكثير من الطلاب، وسوء توقيت المسابقات الدولية، من أبرز الأسباب التي أثرت سلبياً على مستوى الطلاب المشاركين في مسابقات الأولمبياد العلمي، فضلاً عن تزامن فترة المشاركة مع اختبارات المرحلة الثانوية والتسجيل في الجامعات، ما حرم الكثير من الطلاب المميزين من المشاركة. ورفض وصف مشاركات الطلاب في مسابقات الأولمبياد العلمي ب«المتواضعة»، خاصة مع حصول فريق السعودية على ميداليتين برونزيتين في أولمبياد الرياضيات، ما يعد إنجازاً كبيراً لم تصل إليه كثير من الدول المتقدمة، لاسيما وأن مشاركات الفريق في معظم المرات السابقة كانت بصفته مراقباً للاطلاع وأخذ التجربة، ولم يكن الهدف تنافسياً، حيث إن هناك نوعين من المشاركات أحدهما للمراقبة والاطلاع والآخر للمنافسة على الميداليات. وأضاف وضعت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة موهبة، خطة عمل للوصول بالفريق السعودي إلى الميداليات الذهبية والمراكز المتقدمة، عبر استقطاب كفاءات أكاديمية وطنية مميزة ومخضرمة سبق لها العمل في الوزارة من قبل إدارة مشروع الأولمبياد العلمي في المؤسسة، لعمل جولات عالمية ودراسات محلية، وإعداد خطة خمسية. وأشار الدكتور بحاري، إلى أن الاستراتيجية الأهم في الخطة الخمسية والعشرية للوزارة للمشاركات في الأولمبياد تتضمن التوسع في بناء شراكات إيجابية مع القطاعات ذات العلاقة، مثل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، والجامعات السعودية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. لافتا إلى قرب إصدار الإطار التنظيمي للأولمبياد العلمي والذي يمر بمراحل عدة، تتضمن الأولمبياد المدرسي، الأولمبياد المحلي، الأولمبياد الوطني والأولمبياد الدولي، بما يضمن معرفة الطلاب المرشحين للمشاركة بهذا النوع من المسابقات كونهم مارسوه سابقا، واستحقوا أن يكونوا الأجدر بالمشاركة، كما يخضع الطلاب المرشحون دوليا لاختبارات تصفية، ليكون من يمثل المملكة هو الطالب الأمثل والأقدر. وعرف مدير النشاط العلمي في الوزارة، مسابقات الأولمبياد العلمي بالمنافسات الطلابية اللامنهجية في مجالات العلوم المختلفة، الرياضيات والحاسب الآلي، تهتم بها الدول المتقدمة صناعياً وعلمياً، والدول الراغبة في الارتقاء لمصاف الدول المتقدمة، وهذه المسابقات مثل البحيرة الغنية التي يصطاد منها أصحاب المصانع ومراكز الأبحاث، الطلاب النوابغ والموهوبين، مشيراً إلى مساهمة هذه المسابقات في تحسين مخرجات العملية التعليمية، كون ما يطرح فيها مساوياً لمستوى المقررات المدرسية في مختلف دول العالم، لدرجة أن أسئلة هذه المسابقات يعجز عن حلها كثير من أساتذة الجامعات، وهي تهدف بشكل أول إلى اكتشاف ميول وقدرات ومواهب الطلاب في مجال التخصصات العلمية. واصفاً تجارب ومشاركات وزارة التربية والتعليم في الأولمبياد الذي بدأ عام 2002 بالناجحة والمشرفة في معظمها، بخلاف ما نشر في وسائل الإعلام التي لم تأخذ المعلومة من الجهة المختصة، لذلك حدث لبس في مفهوم المشاركة، هل هي تنافسية أم مشاركة للاطلاع وأخذ التجربة، وفي الوقت نفسه كان هناك لبس آخر بين الأولمبياد العلمية واختبارات التميز في العلوم والرياضيات، وهناك فرق كبير بين الاثنين. وأوضح الدكتور بحاري، أن استراتيجية الوزارة في المشاركة تبدأ بدرس الواقع وتحديد الاحتياج، ومن ذلك المشاركة في الأولمبياد للمرة الأولى بصفة مراقب لمدة عامين عبر مشرفين وأكاديميين، وبعدها تكون المشاركة بالطلاب، بهدف التعرف على الصعوبات التي تواجه الطالب السعودي وتحديدها، أما المشاركة التنافسية فهي التي تكون بهدف تحقيق الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، وهذا ما حدث في مشاركة الوزارة في أولمبياد المعلوماتية، علماً بأن مشاركة الوزارة عام 2009 كانت بصفة مراقب فقط، وعام 2010 لإجراء تجربة على عينة من الطلاب، استعداداً لوضع الخطة التأهيلية والتدريبية الخمسية للمشاركة في الأعوام المقبلة. واستدل بأولمبياد الرياضيات لتأكيد نجاح استراتيجية الوزارة، التي شاركت لمدة عامين كمراقب وثلاثة أعوام بطلاب بهدف التجريب، وبعدها تم إعداد خطة خمسية من الوزارة وعدد من أساتذة الجامعات، من أبرز توصياتها إسناد مهمة التدريب والتأهيل لجهة متخصصة في التدريب على الأولمبياد، مع توفير المخصصات المالية المناسبة، وعليه عقدت شراكة مع مؤسسة موهبة ووزعت الأدوار، بحيث تتولى كل ما يتعلق بالتدريب والمدربين، فيما تتولى الوزارة كل ما يتعلق بشؤون الطلاب والإشراف على عملية التدريب في المدارس والإدارات التعليمية، وأثمر هذا التعاون عن حصول المملكة على عدد من الميداليات البرونزية عام 2010، والمركز الأول في الأولمبياد العربي للكيمياء، والأول في الأولمبياد العربي في مسابقة الروبوت والفريست ليغو، بالإضافة إلى الحصول على عدد من الميداليات الذهبية والفضية.