أولمبياد الرياضيات العالمي International Mathematics Olympiad ليس إسماً مألوفاً في عالم العرب المشغوفين أكثر بأولمبياد الرياضة ومونديال الكرة، على رغم رداءة سجلهم في كلا المسابقتين. منذ العام 1959، تتبارى دول العالم في الرياضيات التي تعتبر أساس العلوم الأساسية الحديثة، إذ يشكل هذا الأولمبياد أول مسابقة من هذا النوع في العلوم. وعندما يقاس نظام تعليمي في بلد ما، يقوّم أولاً أداؤه في الرياضيات. وصارت الرياضيات أشد أهمية في عصر المعلوماتية التي ترتكز الى هذا العِلم. وليس من المفاجئ ان تسعين دولة على الأقل ترسل كل سنة فريقاً يمثّلها في «أولمبياد الرياضيات العالمي»، يتكوّن من 6 طلبة من المرحلة ما قبل الجامعية. تتكوّن المسابقة من 6 مسائل، لكل منها 7 نقاط، ما يعني 42 نقطة للمسابقة التي تمنع استخدام الآلات الحاسبة. وفي العام 2001، نال طالبان من أميركا وإثنان من الصين، الدرجات الكاملة في المسابقة. سِجِل العرب ضعيف في هذا الأولمبياد. لا تشارك سوى 8 من دولهم فيه. يتقدّم قائمة المشاركات المغرب (28 مشاركة) ثم الكويت (26) وتونس (19) الجزائر (13 مشاركة، لكنها غابت هذا العام). وسجّلت سورية مشاركتها الثانية في العام 2010 الذي شاركت فيه السعودية للمرة الأولى، بعد ان ارسلت مراقبين في العام 2009. ويقتصر سجل موريتانيا على مشاركة مرة يتيمة في العام 2009، وحلّت في المرتبة 98. وشاركت الإمارات مرتين، فحلّت في المرتبة 101 في العام 2009، وال95 في العام 2008. ويلاحظ ان المشاركة السعودية الأولى كانت قوية نسبياً، إذ تقدّمت الدول العربية، ونالت مداليتين برونزيتين (للطالبين وائل آل سعيد وعبد الله آل سعيد) وحلّت في المركز 67 في الترتيب العالمي، متساوية مع المغرب. ويذكر أن السعودية أوكلت أمر مشاركتها في هذا الأولمبياد الى «مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع». وكذلك عيّنت الاختصاصي الشهير تيتو أندريسكو مُدرّباً للفريق. وحلّت تونس في المركز 81 (على رغم إحرازها ميدالية فضية)، وسورية في المركز 83، والكويت في المركز 96. وفي العام الجاري، استطاع التونسي أمين مراكشي إحراز أول ميدالية فضية لبلاده وللعرب في تاريخ مشاركاتهم، إذ جمع 21 نقطة. وفي العام 2009، حصل المغربي محمود الزاكي على ميدالية برونزية، هي أولى ميداليات العرب، جامعاً 18 نقطة. وفي أولمبياد 2010، تصدّرت الصين الأولمبياد، وتلتها روسيا، ثم الولاياتالمتحدة (3) وكوريا (4) وكازاخستان وتايلاند (5) اليابان (7) وتركيا (8) وألمانيا (9) وصربيا (10) وفيتنام (11) وكندا وهنغاريا (13) وأستراليا (15) ورومانيا وإيران (16). واللافت أن اسرائيل جاءت في المرتبة (59)، متقدمة على الدول العربية، لكنها نتيجة ضعيفة لدولة تملك أعلى نسبة عالمياً في عدد حائزي درجة الدكتوراة في علوم أساسية بالنسبة الى عدد السكان. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى موقع «المعرفة. أورغ» Marefa.org