أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية الأستاذ "عبد العزيز بن إبراهيم الهدلق" على أن إعانات الجمعيات الخيرية ارتفعت إلى 300 مليون ريال، مع تشجيع الوزارة للجمعيات للقيام ببرامج تنموية وتثقيفية وتعليمة وتدريبية وتوجيهية. وكشف عن إدخال الوزارة تنظيمات آلية والكترونية لمتابعة كل المداخيل والمصروفات المالية لدى الجمعيات، من خلال برنامج ربط الكتروني سيرى النور في غضون الأشهر المقبلة. وقال في حديث ل"الرياض" إنّ الوزارة تشجع الجمعيات الخيرية بالاستثمار في الأصول الثابتة والدخول في شراء أسهم الشركات المدرجة جديداً في سوق الأسهم، كما تحذرها من المضاربة في الأسهم أوالدخول في أي استثمار ذا مخاطر عالية، وفيما يلي نص الحوار: قلة الجمعيات الخيرية * ما سبب قلة الجمعيات الخيرية في المملكة مقارنة بعدد السكان ودول الخليج؟ - الأرقام توضح الزيادة المضطردة في عدد الجمعيات بالمملكة طيلة 37 سنة منذ عام 1395ه حتى عام 1431ه، وفي عام 1402ه كانت (102) جمعية، و1420(179) جمعية، و1430 (561) جمعية، أي أنّ افتتاح جمعيات في المملكة خلال العشر سنوات الأخيرة تزايد أكثر من (100%)، وهو ما يعد بادرة مميزة على مستوى العمل الخيري، كما يظهر دور الوزارة - بسبب اختصاصها وما أولي إليها من مهام بموجب لائحة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية- في تشجع إنشاء الجمعيات الخيرية، وحث المواطنين والميسورين على افتتاحها في المناطق المحتاجة من المملكة، وبأهداف محددة؛ بحسب حاجة تلك المناطق، وجهد القائمين عليها، وتوجيه أمراء المناطق. إنّ القائمين على هذه الجمعيات لديهم خطط مستقبلية ورؤية واضحة للتعرف على هذه الجمعيات الوليدة، كما أنّ الوزارة تشجع ولن تتردد في زيادة عدد الجمعيات بالمملكة، ولو قارنا المملكة بدول الخليج نجدها في المرتبة الثانية بعد مملكة البحرين التي لديها حوالي خمسة آلاف جمعية، ونحن نسير بخطى ثابتة ووزير الشؤون الاجتماعية يحث دائماً على التعاون مع مقدمي مؤسسي الجمعيات، ولا ننسى أن الوزارة عندما وضعت خريطة مواقع الجمعيات لاحظت حاجة بعض المناطق إلى جمعيات خيرية. تنمية الموارد المالية * لماذا تأخرت الوزارة في عقد ملتقى للجمعيات بعد مرور سبع سنوات على الملتقى الأول الذي أقيم في عام 1423ه؟ - ليس هناك تأخير، فالوزارة ركزت في الملتقى الأخير أن يكون الموضوع هو تنمية الموارد المالية في الجمعيات الخيرية؛ لأننا نرى أن الموارد المالية من القضايا التي تحتاج أن نهتم بها بشكل خاص ومؤطر سواء من وزارة الشؤون الاجتماعية كجهة مشرفة أو من الجمعيات الخيرية كجهة ممثلة، أوالمؤسسات كجهات داعمة، وهذه الحلقات الثلاث بينها ترابط من أجل دعم العمل الخيري كتنمية الموارد البشرية، وتعلمون بأنّ المال هو الأساس في نجاح الجمعيات الخيرية من أجل القيام بدورها بتقديم الخدمات. استثمار الأموال *هل أتاحت الوزارة للجمعيات استثمار الأموال التي تتلقاها من المتبرعين؟ - الوزارة أتاحت للجمعيات أن تقبل التبرعات والهبات والهدايا، وأن تستثمر بما يدر عليها أمولاً لتسيير دفة الجمعية، فالنظام أتاح لها ذلك من خلال لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وأتاح الاستثمار من ما توفر لها من أموال كافية لتنفيذ البرامج مع تقديم الخدمة للمستفيد النهائي في ظل تنامي الموارد المالية للجمعية، كما أنّ الوزارة تشجع الجمعيات الخيرية بالاستثمار في الأصول الثابتة والدخول في شراء أسهم الشركات المدرجة جديداً في سوق الأسهم، وفي نفس الوقت تحذرها من المضاربة في الأسهم والمخاطرة بأي استثمار ذا مخاطر عالية، وأن التشجيع ينبع من ضمان نجاح الاستثمار الذي تنوي الجمعية القيام به حتى توافق الوزارة وتدعمه، وهناك كثير من الجمعيات الخيرية لديها استثمار جيد ومدر للأموال ولديهم إيرادات كبيرة بهدف خدمة المستفيد، أما الإعانات الحكومية فلن تكفي لإعانة الجمعيات الخيرية في ظل تنامي عدد الجمعيات بالمملكة ومقارنة بزيادة عدد المستفيدين. الهدلق: ربط الجمعيات الخيرية بنظام آلي للحد من التجاوزات المالية وكسب «ثقة المتبرعين» جمعيات الحماية الأسرية *على الرغم من وجود مشاكل أسرية وخروج عدد من الفتيات الهاربات، إلاّ أنه من الملاحظ قلة في عدد جمعيات الحماية الاجتماعية الأسرية ودور الإيواء للفتيات، حيث لا يوجد سوى جمعية واحدة هي جمعية حماية الأسرة بجدة؟ -هناك قرار صدر من مجلس الوزراء يطلب من الجمعيات الخيرية المساهمة والمشاركة في إيجاد برامج للحماية الأسرية وإنشاء دور للفتيات، كما أنّ الوزارة بدأت في تجهيز دور رعاية اجتماعية في عدد من مناطق المملكة ورصد لها مبالغ مالية، وسيتم إيجاد لها موظفين، ومتى ما تم الانتهاء من التجهيزات الإدارية سيتم تدشينها، وهناك أربع عشرة جمعية خيرية الآن لديها دور اجتماعية، والوزارة تقوم بالإشراف عليها مباشرة، ونتمنى أن تنخفض تلك الدور فالوزارة تسعى إلى أن تكون هناك دور اجتماعية تابعة للوزارة مباشرة وليس تابعة للجمعيات وتشرف عليها الوزارة وسيكون دور الجمعيات في هذه الحالة دور مساند للوزارة. دار إيواء في جدة * هل تم تحويل دار الإيواء في جمعية حماية الأسرة بجدة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية؟ - إنّ جمعية الحماية الاجتماعية بجدة قائمة ومتخصصة في إقامة البرامج التوعوية والتثقيفية والإيوائية، فالجمعية كان لها دار إيواء في جدة، وتشرف عليه الوزارة وأي مكان فيه تجمع لا بد أن يحدث مشاكل، ونحن لا نبرئ الدار ولا نبرئ أنفسنا ولا نبرئ الجمعية، وكل قام بدوره إلاّ أن الوزارة ارتأت أنه من الأفضل أن تشرف هي بنفسها على هذه الدار وتديرها بنفسها وأن تتفرغ الجمعية لبرامجها التثقيفية والتوجيهية والتوعوية. دعم سخي * تذمرت عدد من الجمعيات من تخفيض الإعانات إلى (30%) وربط الوزارة الإعانة بما يقدم من برامج، كيف ترون هذا القرار والذي حد وحجم الجمعيات من القيام بدورها؟ - الجمعيات تتلقى دعما سخيا، وهناك عدد من الجمعيات قدمت شكرها على ما تجده من دعم فيما عدد آخر منها لديها فائض من الموارد؛ مما جعلها تستثمر هذا الفائض مع الحفاظ على تقديم الخدمة وجودتها المعرفية للمستفيد، وهنا أود أن أوضح بأن هم الوزارة هي الخدمة المقدمة للمستفيد سواء رعوياً أو برامج تنموية، وقد بلغت إعانات الجمعيات المقدمة من الوزارة مبالغ جيدة حيث كانت دائما في زيادة، ففي 1420ه كانت الإعانة 53 مليون ريال، ثم ارتفعت إلى 100 مليون ريال عام 1425ه،وفي عام 1430ه، أصبحت 300 مليون ريال وهذه الأرقام توضح موقف الوزارة من تقديم الإعانات للجمعيات، والوزارة تشجع الجمعيات بالقيام ببرامج تنموية وتثقيفية وتعليمة وتدريبية وتوجيهية ليستفيد منها أكبر عدد من شرائح المجتمع فلذلك برامج مثل التأهيل تؤدي إلى التوظيف وتؤدي إلى الاعتماد على النفس حتى يمكن للمستفيد أن يصبح عضواً في نفس الجمعية أوجمعية أخرى. نتابع عمليات الصرف والإيداع ل 561 جمعية في المملكة.. ونحذر من «الأسهم»! الجمعيات مراقبة * هل تم إغلاق جمعيات خيرية؟، وهل الوزارة طلبت من الجمعيات أن تكون التبرعات التي ترد إليها بعلمها؟ - الجمعيات مراقبة من وزارة الشؤون الاجتماعية وجهات أخرى ذات علاقة، كما أنّ الوزارة تطبق نظام الإغلاق إذا عجزت الجمعية عن القيام بدورها الذي وجدت من أجله، وكذلك إذا وجد عليها ملاحظات، ويتم إبلاغ مجلس إدارة الجمعية بتغيير وتعديل هذه الملاحظات وإذا لم تستجب فإنها تغلق، حيث لم يغلق إلا اثنتين من الجمعيات الخيرية في المملكة، والوزارة تشجع الجمعيات على تقبل الهدايا والهبات والإعانات لذلك فلن تتدخل في منع مثل هذا الأمر، وهناك رصد لهذه التبرعات من الأموال في سجلات الجمعية، وهناك محاسب قانوني لدى الجمعية وآخر لدى الوزارة لمراجعة القوائم المالية والإيرادات والمصروفات لكل جمعية، وأنّ ما تقوم به الوزارة ليس تشكيكاً أو تقليلاً من القائمين على الجمعيات الخيرية، ولكن حتى تكون الأمور فيها شفافية وواضحة أمام أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الجمعية العمومية، والوزارة فيما يتعلق بالصرف والإيداع، وأن لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية أوكلت لهم الإشراف والمتابعة الإدارية لوزارة الشؤون الاجتماعية. نظام جديد * كيف يتم الحد من تجاوزات الجمعيات الخيرية؟ - للحد من بعض التجاوزات لدى الوزارة نظام جديد آلي متكامل لمتابعة المصروفات والإيرادات والمستفيدين الكترونياً، وقد بدأنا بربط 12 جمعية بهذا النظام بهدف أن تربط كل الجمعيات الكترونياً حتى يتسنى لنا معرفة كل صغيرة وكبيرة تدور في الجمعيات، وأن هذا النظام تحت التجربة إلاّ نهاية هذه العام، وسندعو كل الجمعيات للانضمام لهذا النظام، والذي يختلف عن برنامج "الخير الشامل" وسيكملان بعضهما البعض بشكل متوازن، وهذا النظام سيزيد أيضاً من ثقة المتبرعين ورجال الأعمال وكذا معرفة كل ما يتعلق بالمستفيدين من إعانات من الجمعيات الخيرية أو من الضمان الاجتماعي وكذا إعانات المعاقين، وأن الهدف منه ليس إيقاف هذه الإعانات بقدر ما هو مفيد لدراسة حالة كل مستفيد على حده، حيث سيربط هذا النظام مع عدة جهات أخرى ذات علاقة. برنامج الخير الشامل * ماذا تم في شان برنامج"الخير الشامل" ومتى سيتم تدشينه؟ - إن مشروع "الخير الشامل" سيدشن قريباً ولم يحدد حتى الآن تاريخ العمل به، إلاّ أن العمل قائم في مراجعة بعض الاتفاقيات، كما وقعنا كل الاتفاقيات اللازمة للتشغيل، والآن سنوقع اتفاقية أخيرة بشأن استخدام البطاقات الائتمانية الصادرة من أي بنك سعودي، حيث يستطيع كل شخص التبرع لأي جمعية من خلال برنامج "سداد". الهياكل التنظيمية * ماذا عن برنامج الهياكل التنظيمية الست الجديدة الذي أطلق أخيراً؟ - إن مشروع الهياكل التنظيمية الست الجديدة ستوزع على كل الجمعيات، وستسهل العمليات التنظيمية داخل الجمعيات، حيث لاحظنا أن بعض الجمعيات تفتقد للتنظيمات الداخلية ومعرفة كل مهام كل قسم وهذه الأدلة تعطي هياكل إدارية ومالية استرشادية للجمعية بإيضاح دور كل قسم حتى يكون العمل بشكل منظم. وثيقة تدريبية * ما هو الجديد لدى وزارة الشؤون الاجتماعية؟ - هناك وثيقة انتهت الوزارة من الخطوط العريضة لها ووصف كامل المخطط، وهي وثيقة تدريبية لجميع العاملين في الجمعيات الخيرية بدءاً من أعضاء مجلس الإدارة مروراً بجميع العاملين فيها من أخصائيين اجتماعين ونفسيين ومديرين تنفيذيين، وعدد الحقائب التدريبية 15 حقيبة لكل جمعية وهو مشروع وطني سيتم تطبيقه خلال الخمس سنوات القادمة، ووضعنا الحقيبة وستوقع مع معاهد تدريبية داخلية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وستبحث الوزارة هذا المشروع الوطني مع كل الجمعيات لتوحيد البرامج التدريبية لكل العاملين والعاملات فيها لتطوير الكفاءات لدى موظفي الجمعيات الخيرية. مستقبل الجمعيات الخيرية * كيف ترى مستقبل الجمعيات الخيرية في المملكة؟ - هناك مكننة الكترونية خلال السنوات القادمة داخل وزارة الشؤون الاجتماعية، وفي غضون الخمس سنوات ستكون كل الجمعيات الخيرية بالمملكة مرتبطة مع بعضها البعض لتستفيد من انتقال المعلومات فيما بينها، بما في ذلك قطاع الرعاية الاجتماعية وقطاع الضمان الاجتماعي وكذا جهات أخرى حكومية وخاصة، لها حرية القرار في الاستفادة من هذا الربط والمكننة الالكترونية ولن تكون المعلومات حكراً على الوزارة أوالجمعيات الخيرية.