كشف ل«عكاظ» وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق عن مشروع وطني لتنفيذ برامج تستهدف القائمين على الجمعيات الخيرية بهدف تطوير العمل فيها بشكل عام. وشدد على أن الوزارة منعت الجمعيات الخيرية من الدخول في مضاربات مالية حفظا لأموالها، مشيرا إلى أن الوزارة تبنت مشروع الخير الشامل على شبكة الإنترنت الذي أقره مجلس الوزراء الشهر الماضي، بهدف استعراض برامج الجمعيات الخيرية وإطلاع المتبرعين على أنشطة الجمعيات التي يتبرعون لها ومعرفة مصير أموالها، مبينا أن عدد الجمعيات الخيرية المسجلة في الوزارة حتى الآن بلغ 610 جمعيات في أرجاء المملكة. وأكد أن الوزارة شددت على الجمعيات بضرورة توطين وظائفها، مشيرا إلى أن نسبة السعوديين العاملين في الجمعيات مرتفعة، لافتا إلى أن الوزارة حريصة على سعودة الوظائف ومنعت تشغيل غير السعوديين ماعدا العمالة المساعدة في النظافة والتفريغ والشحن. وقال إن التعليمات المنظمة للتبرعات حظرت استقبال التبرعات داخل الجمعيات إلا بموجب سندات رسمية، كما حظرت أيضا جمع التبرعات في الأماكن العامة والمواقع المتنقلة أو بصناديق جمع التبرعات. ولم يخف الهدلق أن أبرز المشكلات التي تعاني منها الجمعيات، شح الموارد المالية، لكنه أكد أن الوزارة تدعم هذه الجمعيات بإعانة قدرت ب 450 مليون ريال التي أقرها الأمر السامي الصادر بدعم الجمعيات الخيرية، إضافة إلى تقديم الوزارة الفرص الاستثمارية التي تساعد في تنمية موارد الجمعيات.. فإلى تفاصيل الحوار: • ما هو دور وكالة الوزارة للتنمية وجهودها خلال العام؟ - تقوم وكالة الوزارة للتنمية الاجتماعية بجهود كبيرة في مجال تطوير العمل في الجمعيات الخيرية من خلال عدة إجراءات ومن أهمها: تبنت الوزارة مع مكتب متخصص في التنمية الإدارية إعداد هياكل تنظيمية استرشادية تم توزيعها على الجمعيات لتقوم كل جمعية بتطبيق ما يناسبها من هذه الهياكل سعيا من الوزارة لمساعدة الجمعيات الخيرية على تنظيم نفسها إداريا وماليا. إن هناك مشروعا وطنيا يدرس في مراحله الأخيرة يهدف لقيام بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية المتخصصة بإعداد وتنفيذ برامج تدريبية تستهدف القائمين على الجمعيات الخيرية سواء مجالس الإدارة أو الموظفين بهدف تطوير العمل بشكل عام بالجمعيات الخيرية. هناك اتصالات متواصلة بين الوزارة وعدد من الجامعات بالمملكة لاعتماد وتنفيذ دبلومات وكراسي متخصصة بالعمل الخيري. تقوم الوزارة بعقد ملتقيات دورية للجمعيات الخيرية في أكثر من منطقة بالتناوب يتم من خلالها الاستفادة من تجارب الجمعيات وخبراتها في ما بينها. تسعى الوزارة لتشجيع الجمعيات الخيرية على تأهيل أفراد الأسر المستفيدة من خدماتها من خلال إلحاقهم في الجامعات والمعاهد المتخصصة لتأهيلهم لسوق العمل وتقوم الوزارة بتقديم إعانات خاصة لمشاريع التأهيل والتدريب. دور الجمعيات • ما هو الدور المنوط بالجمعيات والمؤسسات الخيرية في رمضان تحديدا؟ - الدور المنوط بالجمعيات الخيرية في شهر رمضان هو العمل على تلمس حاجة المحتاجين وإيصال المساعدات إليهم بكل يسر وسهولة، وتقديم المساعدات النقدية والعينية وتوزيع السلال الغذائية، التي تلبي كافة احتياجات الأسرة، وكذلك توزيع كسوة العيد لمشاركة الآخرين في أفراحهم والعمل على شغل وقت فراغ الشباب بما يفيدهم من خلال إقامة الدورات التدريبية المناسبة وإقامة الملتقيات الثقافية والعمل على ربط الداعمين بالمحتاجين والدلالة عليهم. • كم بلغ أعدادها حتى الآن؟ - عدد الجمعيات الخيرية المسجلة حتى الآن 610 جمعية خيرية منتشرة في كافة مناطق المملكة والمحافظات والمراكز منها متخصص في جانب البر وتقديم المساعدات ومنها ما يتعلق برعاية المعوقين ومنها ما يتعلق بالجانب الصحي، وجمعيات تعنى بالأسرة والتدريب والتأهيل وجمعيات لمكافحة التدخين وجمعيات لرعاية مرضى الفشل الكلوي وغيرها من التخصصات. ضوابط الجمعيات • هل هناك ضوابط معينة لإنشاء أي مؤسسة أو جمعية خيرية؟ - هناك ضوابط لإنشاء الجمعيات الخيرية، قد تضمنتها اللائحة الأساسية للجمعيات والمؤسسات الخيرية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم 107 وتاريخ 25/6/1410ه ومنها أن يتقدم بهذا الطلب شخصان فأكثر، وأن يوجد في المنطقة المراد تأسيس جمعية خيرية فيها دائرة حكومية، وأن يوجد من يدير هذه الجمعيات بكفاءة، إضافة إلى وجود أشخاص داعمين من نفس المنطقة، وأن تكون أهداف الجمعية المراد تأسيسها متوافقة مع اللائحة. شح الموارد • هل من ضمن الضوابط توفير موارد ثابتة، وهل تحفز الوزارة الجمعيات والمؤسسات على ذلك بالإضافة إلى الاستثمار العادي والاستثمار في الأوقاف، وهل هناك وسائل معينة تقترحها الوزارة لتوفير موارد الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟ - تعمل الوزارة على تحفيز الجمعيات على الاستثمار وتنمية موارده من خلال الاستثمارات الآمنة في العقار والأوقاف كما تسعى الجمعيات الخيرية لحث المتبرعين على إيجاد أوقاف خاصة ببعض الأنشطة مثل رعاية الأيتام والفقراء والابتعاد عن الدخول في مضاربات مالية حفظا لأموال الجمعيات وفي هذا السياق فقد قامت الوزارة بتبني مشروع بوابة الخير الشامل على شبكة الانترنت هدفها استعراض برامج الجمعيات الخيرية والتبرع لأي منها بكل يسر وسهولة وبشكل آمن. متعاونو الجمعيات • هل يمنع النظام وجود متعاونين مع الجمعيات أم يقتصر العمل فيها على الرسميين؟ وهل تشترط الوزارة مواصفات معينة للعاملين فيها؟ - يوجد في الجمعيات الخيرية متعاونون ومشاركون، الكثير منهم على درجة عالية من التأهيل الأكاديمي وتعد الوزارة والجمعيات برامج تأهيلية تناسبهم خاصة ما يتعلق بالعمل الخيري والمجالات الاجتماعية والإدارية، والوزارة تشترط في العاملين في الجمعيات وجود مؤهلات علمية، وأن يكون الشخص على قدر من الأخلاق وحسن التعامل مع المراجعين. سعودة الوظائف • هل تشترط الوزارة على الجمعيات والمؤسسات السعودة، وكم وصلت نسبة السعودة فيها؟ - الوزارة تشجع الجمعيات الخيرية على سعودة وظائفها وقد تحققت نسبة مرتفعة من السعوديين يعملون في هذه الجمعيات، والوزارة حريصة على سعودة وظائف الجمعيات الخيرية وعدم السماح بتشغيل غير السعوديين ما عدا العمالة المساعدة في النظافة وتفريغ الشحن. تعليمات التبرعات • ما ملاحظات الوزارة على الخيام التي تجمع فيها التبرعات خصوصا في آخر رمضان؟ - نصت التعليمات المنظمة للتبرعات أن يتم استقبال التبرعات داخل الجمعيات في مقراتها بموجب سندات قبض رسمية أو الإيداع في حسابات الجمعيات لدى البنوك المحلية ولا تسمح بجمع التبرعات في الأماكن العامة أو المواقع المتنقلة أو بصناديق جمع التبرعات. مراقبة الأداء • هل هناك مشروع آلي إلكتروني لمتابعة أداء الجمعيات ومراقبة أعمالها وحساباتها وتدقيقها؟ - هناك مشروع إلكتروني لربط الجمعيات الخيرية وهو النظام الموحد للجمعيات الخيرية حيث لايزال في بداية تطبيقه في بعض الجمعيات ولايزال البعض في طور الربط وقد تأخر استكماله لأسباب تقنية وفنية، كما يوجد لدى الوزارة نظام مبادرة الخير الشامل التي تمكن الداعم والمتبرع من الاطلاع على أنشطة جميع الجمعيات الخيرية والتبرع لحساباتها ومعرفة مصير أموالها والتبرعات الواردة لها. المخالفات والعقوبات • هل أوقعتم عقوبات بحق البعض منها خلال هذا العام؟ وما هي أبرز المخالفات إن وجدت العقوبات؟ - الجمعيات والمؤسسات الخيرية يحكم عملها لوائح وأنظمة وتعليمات صادرة من مجلس الوزراء الموقر وتسير أعمالها من خلال هذه اللوائح والأنظمة والتعليمات وهذا يحول دون مخالفة الجمعيات للأنظمة إضافة إلى أن الوزارة تشرف على أعمال هذه الجمعيات ولديها من الكفاءات والخبرات ما يؤهلها لتسيير أعمال هذه الجمعيات وفق هذه الأنظمة، وتحرص الوزارة على التواصل مع هذه الجمعيات لضمان جودة العمل في هذه الجمعيات من خلال الزيارات التتبعية وحضور اجتماعات الجمعيات العمومية، كما أن القائمين على هذه الجمعيات هم من خيرة أفراد المجتمع بكل احتراف ومهنية، كما تحرص الوزارة على التنسيق مع أمراء المناطق في حالة وجود أي مشكلات أو عقبات.. • ما هي أبرز الإشكاليات التي تعاني منها الجمعيات، وما دور الوزارة في حلها؟ - أبرز الإشكالات التي تعاني منها الجمعيات هي نقص الموارد المالية التي تساعدها في تنفيذ برامجها وعن دور الوزارة لدعم هذه الجمعيات أو الجهات الأهلية التي تشرف عليها الوزارة فإن الوزارة تقوم بدعم هذه الجهات بالإعانات النقدية المختلفة مثل الإعانات السنوية والطارئة والإنشائية والعينية وإعانات للبرامج وإعانات للتأهيل والتدريب وقد خصصت الوزارة مبلغ 450 مليون ريال لدعم هذه الجمعيات بعد أن تمت زيادة هذه الإعانة وفق الأمر السامي الكريم الذي صدر أخيرا لدعم الجمعيات الخيرية، مع قيام الوزارة بدراسة وتقديم الفرصة الاستثمارية التي تساعد هذه الجمعيات في تنمية مواردها، وفي هذا السياق فقد عملت الوزارة أخيرا على تنفيذ مبادرة الخير الشامل بالتعاون مع المجموعة الوطنية للتقنية وهي إحدى الشركات الوطنية الرائدة في مجال التقنية حيث تهدف هذه المبادرة لجمع وتنظيم التبرعات للجهات الأهلية باستخدام وسائل التقنية الحديثة التي منها نظام الدفع الالكتروني «سداد للمدفوعات، البطاقات الائتمانية، والهاتف المصرفي»، حيث تتيح للمتبرعين والمحسنين إيصال تبرعاتهم إلى هذه الجهات الأهلية بكل يسر وسهولة بحيث تمكن هذه المبادرة من متابعة المبالغ والتأكد من وصولها إلى الجهات المتبرع لها أو الجهات المستفيدة، وقد بدأت هذه المبادرة باستقبال التبرعات بطريقة سهلة وسريعة.