نوه صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع في حديث ل"الرياض" أمس الأول الجمعة بالنقلة الصناعية والتنموية الهائلة التي سوف تحدثها شبكة السكة الحديدية للمملكة والجاري تنفيذها حالياً وأبرزها خصوصاً التي تربط المدن الصناعية بالموانئ، وكذلك خط نقل خام الفوسفات من الجلاميد شمال المملكة لشركة معادن للفوسفات في رأس الزور شمال الجبيل والتي تتأهب لتدشين باكورة إنتاجها بعد أن نجحت في استقبال أول شحنة من مرتكزات الفوسفات تم جلبها من مصنع المعالجة وتركيز الخام في منطقة حزم الجلاميد شمال المملكة. وأبان سموه بأن سكة الحديد كانت حلماً يراود الجميع والآن أصبح حقيقة، حيث يشكل هذا الخط بالذات مرتكزاً هاماً لدعم شركة معادن المملوكة بين معادن وسابك اللتين تحالفتا في أكبر أولى مشاركتهما الصناعية بتكلفة رأس مالية بلغت 21 مليار ريال وتضطلع بإنتاج حامض الفوسفوريك بطاقة (1,5) مليون طن وحامض الكبريتيك بطاقة 4.5 مليون طن والأمونيا بطاقة 1.1 مليون طن وحبيبات فوسفات الأمونيوم الثنائي بطاقة 3 ملايين طن. وأشار سموه إلى المعترك التنافسي الكبير الذي تشهده الجبيل2 حالياً من كبار المستثمرين المحليين والعالميين وأبرزهم شركات "أرامكو" و"سابك" و"توتال" و"داو" والذين تهافتوا للمضي قدماً نحو تشييد مشاريع ضخمة تتجاوز استثماراتها 100 مليار ريال فيما سوف يبلغ إجمالي حجم الاستثمار في الجبيل 2 أكثر من 400 مليار ريال، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى وتخصيص كافة المواقع للصناعيين في الوقت التي لا تزال الهيئة الملكية تتلقى مئات الطلبات التي فاقت حجم التوقعات نظراً لخصوبة الاستثمار وصلابة البنية التحتية والتجهيزات الأساسية التي شيدتها الهيئة الملكية. وعزا سموه تلك الإنجازات لدعم واهتمام حكومة المملكة بقيادة رشيدة من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي وجه بتسخير كافة السبل الكفيلة لتحقيق نهضة صناعية شامخة غير مسبوقة، حيث تابع يحفظه الله عن كثب كافة مشاريع الهيئة الملكية بدعم خاص مكنها من تحقيق خططها وتطلعاته بكل يسر وسهولة. كما تطرق سموه للمشاريع الضخمة التي تنفذها الهيئة الملكية في رأس الزور والإنجاز الكبير في الأعمال الإنشائية الموكلة ومن ضمنها التقدم المطرد في أعمال تشييد الطريق الاستراتيجي السريع الذي يربط الجبيل الصناعية برأس الزور وأهميته القصوى في التكامل والترابط والتكاتف بين المدينتين الصناعيتين. وشدد سموه على أن اهتمامات واستثمارات الهيئة الملكية لا تقتصر على الشق الصناعي بل كرست جهود مماثلة لمسئوليتها الاجتماعية، حيث قدمت إضافة إلى شركات "سابك" و"مرافق" دعماً كبيراً للمجتمع وخاصة لمحافظة الجبيل، حيث قدمت "سابك" 20 مليون ريال لمشروعات تنموية حضارية هذا بخلاف الدعم السنوي الثابت المقدر بمئات الآلاف لعدد من الجهات الحكومية والاجتماعية، فيما سخرت الهيئة الملكية صنوف شتى من الدعم والمساندة اللوجستية، في الوقت الذي ساهمت فيه شركة مرافق المياه والكهرباء في تطوير مشاريع الصرف الصحي الذي عانت منه محافظة الجبيل كثيراً. وأضاف سموه بأن الهيئة الملكية وضعت المسئولية الاجتماعية ضمن أولويات اهتماماتها، حيث اشترطت على المصانع الجديدة بند في عقود التأسيس يفرض تقديم الدعم للمجتمع، حيث إن هذا البند لم يكن مشروطاً مسبقاً على الصناعات مما يضمن التزام الصناعات الجديدة بتطوير خدمات المجتمع وتحقيق متطلبات نمائه في مختلف مناحيه. وأكد سموه حرص الهيئة الملكية على تحقيق الاستقرار الوظيفي والرفاهية لكافة العاملين في الجبيل الصناعية ومنها تهيئة أحياء سكنية جديدة لصالح موظفي الشركات والتشديد على كافة الشركات والمصانع إلى ضرورة استفادة كافة العاملين من الوحدات السكنية التي دعمت إنشاءها الهيئة الملكية. وحول المساكن الجديدة التي شرعت الهيئة الملكية بتسليمها لموظفيها قال سموه أن الهيئة الملكية انتهجت أسلوبا راقيا جداً في عملية تخصيص الوحدات السكنية لموظفيها يضمن المساواة بين أصغر موظف وأكبر مسئول من ناحية مساحة المنزل والجميع سواسية في قائمة الانتظار، مشيراً إلى أن حجم الاستثمار في إجمالي مشاريع الإسكان الجديدة للهيئة الملكية والشركات الأخرى يتجاوز 7 مليارات ريال.