سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موقع أمني إسرائيلي يتحدث عن «اتفاقيات سرية» توصل إليها نتنياهو مع الأميركيين وأخفاها عن حكومته نشر قوات أردنية على حدود «الضفتين» واتفاقية دفاع مشترك بين (إسرائيل) والولايات المتحدة.. والخلاف قائم حول الحدود
ذكر الموقع الأمني الإسرائيلي «تيك ديبكا» في تقرير خاص أن حزمة التنازلات التي قدمها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لادارة أوباما "واسعة وعميقة جداً" أكثر من تلك التي عرضها على الجمهور الإسرائيلي وعلى أعضاء المجلس الوزاري السياسي الأمني حين التقى بهم السبت الماضي. وعملياً فإن الحديث يدور عن المرحلة الأولى فقط من التنازلات التي سبق ان وافق عليها نتنياهو سراً في وقت سابق. ونشر هذه التنازلات ليس إلا مرحلة واحدة في سياسة «الستار الضبابي» التي ينتهجها نتنياهو في السنة الأخيرة. بقية التنازلات لا يعرفها في إسرائيل إلا اثنان فقط هما نتنياهو ومستشاره الخاص المحامي يتسحاق ملوخو حتى وزير الحرب ايهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش غابي اشكنازي لا يعرفان شيئاً عن تفاصيلها. إلا ان مصادر أميركية شاركت في المحادثات السرية الجارية في العاصمة الأردنية عمان، وأخرى في أوروبا، تحدثت عن ستة تنازلات جوهرية وافق نتنياهو على تنفيذها في الضفة الغربية مقابل توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال الموقع في تقريره انه أعلن فجر الأحد من الأسبوع الماضي ان نتنياهو أبلغ اعضاء المجلس الوزاري السياسي الأمني بمطالبته لإسرائيل بتمديد تجميد البناء الاستيطاني لثلاثة أشهر اضافية ليشمل جميع أعمال البناء الجديدة التي بدأت بعد انتهاء فترة التجميد الأولى في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي ويستثنى من ذلك الاستيطان في القدس مقابل التزام واشنطن بعدم المطالبة بفترة تجميد ثالثة. وفي مقابل موافقة (إسرائيل) ستعتمد الادارة الأمريكية الخطوات التالية: 1- دفع الكونغرس للموافقة على تزويد إسرائيل بعشرين طائرة مقاتلة من طراز (F-35) بمبلغ 3 مليارات دولار. 2- في حالة توقيع إسرائيل اتفاق سلام مع الفلسطينيين ستوقع الولاياتالمتحدة معها فوراً اتفاقية دفاع مشترك، ومن المتوقع ان تبدأ المحادثات حول اتفاقية الدفاع المشترك الأميركية - الإسرائيلية خلال الأسابيع المقبلة. 3- ستستعمل الولاياتالمتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن وستمارس نفوذها في الأممالمتحدة وجميع المحافل الدولية لحماية (إسرائيل) من محاولات فرض تسوية سياسية عليها، والإعلان من جانب واحد عن إقامة الدولة الفلسطينية مستقلة كذلك ستنشط الولاياتالمتحدة ضد أي قرار أو خطوات تهدف لنزع الشرعية عن (إسرائيل) أو يسلبها حقها في الدفاع عن نفسها. غير أن مصادر موقع «تيك ديبكا» الخاصة في واشنطن وتل أبيب قالت انه في الوقت الذي يعرض رئيس الحكومة هذه الشروط على أنه من الضروري مناقشتها، إلا انه سبق ان أعطى موافقته عليها والمحادثات الجارية الآن تتناول مواضيع مختلفة تماماً. ومن بين المواضيع التي تم الاتفاق عليها ما يلي: 1- إقامة جولة محادثات سرية بين مندوبين أميركيين ومصريين وأردنيين وإسرائيليين، وفلسطينيين وربما أطراف عربية أخرى في العاصمة الأردنية عمان، والتي توصل المشاركون فيها إلى اتفاقات أساسية بشأن الضفة الغربية. ونقل الموقع عن مصادره قولهم ان هذه المحادثات بدأت منذ نهاية سبتمبر الماضي ونتج عنها التوصل إلى اتفاقات كثيرة. 2- تم التوصل لاتفاق حول مستقبل غور الأردن يتضمن تفاصيل حول نشر قوات أجنبية في أراض وعلى حدود السلطة الفلسطينية لحماية "أمن إسرائيل" ومنع عمليات تهريب السلاح والمقاتلين إلى داخل الضفة الغربية. 3- وافق نتنياهو على نشر قوة من الجيش الأردني على جانبي الحدود بين الأردن والضفة بدلاً عن قوات أميركية أو قوة من "الناتو". وهذا يعني عودة الجيش الأردني للمرة الأولى منذ 43 عاماً إلى الضفة الغربية. 4- تم الاتفاق على طبيعة المهام والعمليات التي سيقوم بها الجيش الأردني داخل الضفة الغربية والمناطق الأخرى التي سينتشر فيها الجيش. 5- استمرار العمل في بناء وتوسيع المستعمرات اليهودية في غور الأردن، إلا ان هناك مفاوضات جارية بين جميع الأطراف تقضي بأن تعود أراضي هذه المستعمرات إلى سيادة الدولة الفلسطينية المستقلة بعد عشرات السنين والحديث هنا يدور عن فترة تقدر ب30 إلى 50 سنة. 6- الاتفاق على أن يبقى الجيش الإسرائيلي في غور الأردن ويتم تقليص هذه القوات تدريجياً مع تقليص عدد المستعمرات هناك. 7- جميع الاتفاقات السابقة تدخل حيز التنفيذ فور توقيع اتفاقية سلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويؤكد الموقع ان جميع البنود السابقة لا يعرفها أي سياسي أو مسؤول عسكري في (إسرائيل)، إلا المشاركين في هذه المفاوضات السرية. ونقل الموقع الأمني عن مصادره في واشنطن ان المفاوضات السرية عالقة أمام مسألة واحدة وهي رغم ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل تقترحان ان تكون الحدود النهائية للدولة الفلسطينية هي حدود العام 1967م ولكن مع ادخال تعديلات نابعة من "الضرورات الأمنية لإسرائيل والظروف الديموغرافية التي تغيرت بمرور السنين"، إلا ان الفلسطينيين مصرون على عدم ادخال أي تعديل على هذه الحدود. وخلص الموقع إلى القول ان كل التقارير التي نشرت الأسبوع الماضي في (إسرائيل) خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة والحديث عن «صدام» أو «تصدع» بينه وبين الادارة الأميركية ليس لها أساس وغير صحيحة في أحسن الأحوال.