يعتبر موسم الحج فرصة اقتصادية عظيمة يستغلها معظم أهل مكةالمكرمة للعمل في التجارة مما يعود عليهم بمداخيل مالية قدرتها جهات اقتصادية بنحو 20 مليار ريال تقريبا، حيث يعمل صغارهم وكبارهم سيدات ورجالا بلا كلل أو ملل في التجارة المتنوعة فيصبح ليلهم نهارا ونهارهم ليلا مما يثري حياتهم الاقتصادية. ومن ضمن الاعمال التجارية التي يقوم بها أهالي مكة هو ماء زمزم والسبح والسجاد ومحافظ المصاحف التي تقوم الأسر بصناعتها أيضا وتتصدر مقتنيات الزوار والمعتمرين والحجاج يقتنونها كهدية مثالية يحملونها للأقارب والأصدقاء، كما تقوم بعض الأسر في موسم الحج بدعم ابنائها للعمل في بيع ماء زمزم وإعداد وجبات الطعام المكية وبيعها للحجاج، وتتعدد أصنافها أيام عيد الأضحى المبارك مثل السلالي والسقط والمقلقل وشوربة المقادم التي برع في طهيها أهل مكة وقدموها أطباقا شهية للحجاج. "الرياض" التقت ببعض الأسر التي تصنع السبح والسجاد ومحافظ المصحف وأيضا التقت مع السيدات اللاتي يساهمن مع ازواجهن وأبنائهن في طهي الاكلات الشعبية من لحم الخروف أيام العيد. السبح والسجاد ومحفظة المصحف في البداية حدثتنا آمنه بركات من سكان مكةالمكرمة وهي تعمل وأشقاؤها في بيع السبح والسجاد قائلة "نظم السبح وراثة اكتسبناها من والدنا رحمه الله، حيث كنت وأشقائي صغارا نقوم بالجلوس حوله ويعلمنا نظم السبح وخاصة أيام الحج والعمرة ويقوم ببيعها على الحجاج عند الحرم المكي الشريف أيام رمضان وفي موسم الحج في منى وعرفات، وكان يجني منها ربحا وفيرا ولذلك يكرمنا وأشقائي كثيرا بالحلوى والهدايا بعد عودته كل يوم دعما لنا، ومن جانبها ايضا والدتنا رحمها الله برعت في حياكة السجاد ومحفظة المصحف وتطريزهما وبيعهما على الحجاج بواسطة المطوفين، وقد عرف والدانا لدى الكثير من الحجاج باتقان ما يقومان بصنعه بايديهم وبيعه ليسدا احتياجاتنا ومتطلباتنا أنا وأشقائي السبعة، وهانحن اليوم نكسب رزقا كريما مباركا يتضاعف خلال موسم الحج. تعبئة ماء زمزم من جانبه الطفل مساعد مشعل الحربي إنه يساند والده في سقيا حجاج بيت الله الحرام فهو يعمل مع والده أيام الحج في ملء الجالون والحافظات الخاصة بماء زمزم ويقوم بتوزيعها على الحجاج الذين يشربونها في وقتها وبعضهم من يحملها هدايا للأقارب والأصدقاء ولذلك يحرص ووالده على التمسك بالأمانة والصدق خلال تأدية هذا الواجب الانساني العظيم الذي سخره الله تعالى لهم وجعله رزقا مباركا خلال هذا الموسم العظيم. السلالي والسقط والمقادم من لحم خروف العيد من جهتها قالت فتحية وهي من أهالي مكة "في أيام عيد الأضحى المبارك نستغل لحم الخروف اشد استغلال حيث نقوم بطهي كل جزء فيه ببراعة وخبرة حيث ان وجبة السلالي والسقط وشوربة المقادم أطباق توارثناها عن ابائنا واجدادنا منذ القدم وهي وجبة رئيسية ومشبعة وشهية وتتكون شوربة المقادم من مرق ينتج من سلق ارجل الخرفان ولسقط مجموعة من الكرشة والفشة والكبد والقلوب تضاف الى الحنطة بعد غسلها وتنظيفها وتوضع على نار قوية الى ان تنضج بعد إضافة البهارات وهي ايضا مشبعة وشهية ولذلك احبها اهالي مكة وقاموا بتقديمها للحجاج، فنالت اعجابهم ايضا واقبلوا عليها بنهم شديد، ولذلك منذ اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك نقوم بذبح خرفان اضافية ونستغل احشاءها الداخلية في طهي السلات والسقط الذي احبه ايضا الحجاج واصبح معظمهم يتناولونه كوجبة افطار أو غداء أو عشاء يوم العيد، كما نستغل قدم الخروف كشربة تسمى شربة مقادم، وحيث إن معظم الحجاج لا يجدون وقتا كافيا للقيام بالطهي فهم يقومون بشرائها مطهية محفوظة من الأسر التي برعت في طهيها وبيعها منذ زمن وهي تعتبر مصدر رزق لهم في موسم الحج.