من أهم شعائر عيد الأضحى الذي يهل علينا غدا الثلاثاء «الأضحية» وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وإن كان البعض يرى أنها واجبة كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، قال تعالى «فصل لربك وانحر»، وشرعت الأضحية لتحقيق مقصد عظيم وهو توحيد الله، وإفراده بالعبادة، وطلب الأجر والثواب من عنده، وتعزيز قيم التكافل بين فقراء المسلمين وأغنيائهم.. وعلى الرغم من المنزلة الرفيعة للأضحية، إلاّ أن الغالبية هذا العام تشتكي من الارتفاع الجنوني لسعرها، الأمر الذي دفع المواطنين للبحث عن حلول بديلة تكسر حدة هذا الغلاء، أو تتجنب الاكتواء بناره على الأقل، وهو ما أدى إلى قيام حملة منظمة في كثير من مواقع الإنترنت، للاستعاضة عن شراء الأضاحي المحلية بتوكيل المؤسسات والجمعيات الموثوقة لشراء الأضاحي من البلاد الإسلامية الفقيرة وذبحها هناك والتصدق بلحمها على المستحقين؛ مستعينين بفتوى سابقة للشيخ عبد الله بن جبرين «رحمه الله» يجيز فيها هذا الفعل. وقد بدأت وزارة التجارة قبل نحو أسبوعين بإطلاق مؤشر أسعار للمواشي؛ ضم 27 محافظة، إلاّ أن المؤشر لم يكن ذا تأثير ملموس على ضبط الأسعار، التي تتراوح بين 1000 إلى 1200 ريال للنعيمي، و1500 إلى 1700 ريال للنجدي، فيما سيبلغ حجم مبيعات الأغنام لفترة عيد الأضحى قرابة مليار ريال. في هذا «التحقيق الموحد» نلقي الضوء على كل ما يتعلق بهذه الشعيرة السنوية كمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، واتجاه بعض المواطنين هذا العام إلى المشاركة في الأضحية، وكيف أثّرت سندات الأضاحي على زيادة أعداد المضحين؟، ودور الجمعيات الخيرية في موسم الأضاحي وإفادة الأسر المحتاجة في الداخل، فيما آخرون يتمسكون بتأدية مراسم الأضاحي والذبح في المنزل أمام أطفالهم غير مبالين بأثرها السلبي على من هم دون السابعة، كما نشير إلى دور المرأة في ذبح الأضحية وعدم الاكتفاء بتقطيعها.