هل نحن في مواجهة حاسمة مع الإرهاب حتى في موسم الحج.. بصورة أكثر تحديداً؟! هذا السؤال الهام أجاب عليه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عقب جولته التفقدية لكامل الاستعدادات والخدمات التي وفرتها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام.. حين أكد مجدداً.. بأننا لن نقبل المساس بأمن الحجيج وسوف نمنع هذا بعون الله عز وجل ثم بقدرات رجال الأمن البواسل. هذا الكلام الواضح والمحدد وهو يصدر عن الأمير الكريم.. فإنه يؤكد بأن الدولة قد سخرت كل إمكاناتها وطاقاتها، ليس فقط لتيسير أسباب الفريضة للحجيج وإنما لتوفير الأمن الشامل لهم بالرغم من ظروف الحج الصعبة.. وبالرغم من الزيادة الكبيرة في أعداد الحجيج هذا العام بنسبة (20٪) عن العام الماضي كما قال سموه في مؤتمره الصحفي وبالرغم من تحرك هذا العدد الكبير من الحجاج في مناطق محددة.. وأوقات معلومة لأداء شعائر مشتركة. ** تفعل هذا الدولة كمحصلة لجهود وخطط ومشاريع ضخمة هيأتها على مدى العام الماضي.. وجاء الوقت الذي يستثمرها وفد الرحمن وينعمون بها. ** لكن السؤال هو: ماذا أعددنا نحن كهيئات ومؤسسات وكأفراد لإنجاح هذه المسيرة الخالدة؟! ** وماذا سنفعل خلال الأيام القادمة لتمكين هذه الجموع الكبيرة من أداء فريضتها على أكمل وجه؟! ** أسأل وأنا أدرك وأنتم تدركون كذلك ان علينا مسؤولية كبيرة وعظيمة لا تقل عن تلك المسؤولية التي تتحملها أجهزة الدولة ابتداء من يوم التروية غداً.. وانتهاء بآخر يوم يغادرون فيه هذه الأراضي المقدسة عائدين إلى بلادهم بل إن هذه المسؤولية تمتد إلى الأعوام القادمة أيضاً.. فماذا يتوجب علينا أن نفعل؟! ** الإجابة باختصار شديد تتمثل في أن تكون عيوننا مفتوحة.. وحذرنا شديد.. ويقظتنا تامة من الناحية الأمنية حتى نساعد الأجهزة المختصة على أداء واجباتها على أكمل وجه.. ** كما ان علينا ان نكون عوناً لكل حاج على تيسير سبل أداء المناسك.. بما نقدمه له من خدمات وما نحيطه به من رعاية وحسن معاملة.. وابتسامة لا تفارق شفاهنا.. وحرص على راحته.. وسلامته. ** كما أن علينا أن نؤثره بكل شيء.. ونقدمه على أنفسنا.. وذلك بالتوقف عن أداء الفريضة بصورة متكررة حتى يأتي إلينا المسلمون من كل مكان ويجدون أمامهم أماكن مفتوحة.. وصدوراً مفتوحة.. وعقولاً مفتوحة.. ولعل تناقص عدد حجاج الداخل هذا العام يكون مؤشر خير في هذا الاتجاه. ** تلك أمور بسيطة.. نملكها.. ونستطيع القيام بها.. ولكنها مهمة للغاية وضرورية بصورة كبيرة تحقيقاً للتكامل بين جهود المواطن والمقيم وبين جهود الدولة وخططها وبرامجها.. وبدون هذا فإن الحاج سيعاني كثيراً.. وإن كنت مطمئناً إلى أن الوعي قد بلغ درجة مفرحة.. وأن الأولوية في كل شيء ستعطى لضيوف الرحمن وهم جديرون بها.. ومستحقون لها.. ضمير مستتر ** بالحب استقبلناكم.. وبالدعاء الصادق نتمنى لكم الحج المبرور.. وبالتهنئة نودعكم في الغد.. وكل عام والجميع بألف خير.