استعرض المهندس خالد الملحم في لقائه الذي حلّ فيه ضيفاً على هيئة الصحفيين السعوديين مساء امس الأول مسيرة «السعودية» وسط حضور صحفي لافت وقد اتسم اللقاء رغم سخونته بالشفافية والوضوح وبدا المهندس الملحم واقعياً في تقبل النقد مجيباً عن جميع الاستفسارات الموجهة للمؤسسة التي يقف على هرمها مطمئناً المتعاملين مع «السعودية» بأن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة سواء في خدماتها وأسطولها الجوي او حتى على مستوى موظفيها وتعاملهم مع ركابها داخل المطارات المختلفة ومكاتب الخطوط السعودية المنتشرة في المملكة. وقد استهل المهندس خالد الملحم حديثه بالإشارة الى تاريخ انطلاق الطيران الجوي وما مر به من مراحل زمنية مختلفة بدءاً من عام 1365ه 27 مايو 1945م الذي شهد الانطلاقة الأولى لحركة الطيران في أجواء المملكة العربية السعودية وواصل المهندس الملحم استعراضه لمسيرة «السعودية» الحافلة وما مرت به من تحديثات وتطوير حتى عام 1996م حيث احتفلت الخطوط السعودية بالإعلان عن تجديد شخصيتها والكشف عن شعارها الجديد، وذلك في إطار الإستراتيجية الشاملة التي تبنتها الإدارة العليا للمؤسسة والتي تهدف إلى تحقيق رسالة «السعودية» في أن تكون تكون ناقلا جويا، عالمي المستوى، سعودي السمات، فائق العناية بعملائه، حريصا على رعاية موظفيه»، وتطوير هيكلها التنظيمي، وتعزيز صورتها الذهنية في أذهان عملائها، مع الاحتفاظ بسماتها الوطنية المتميزة وإضفاء الصبغة العالمية على أدائها، بعدها عرج المهندس خالد الملحم الى ما شهدته «السعودية» في الألفية الجديدة من تحديث في أسطولها وخدماتها بعد استعانتها ببيوت الخبرة لوضع برنامج لتخصيص الخطوط السعودية، لتبدأ انطلاقة مرحلة جديدة في مسيرة «السعودية» تستهدف في النهاية انتقال ملكيتها وإدارتها للقطاع الخاص. تغييرات إيجابية في تعامل موظفينا مع الركاب .. أسعارنا الأميز عالميا وشدد المهندس الملحم في كلمته الى أهمية الخطة التسويقية التي انتهجتها «السعودية» سواء الخطة الإستراتيجية للمؤسسة والتي تهدف الى تنمية الإيرادات وتطوير منافذ البيع والاستفادة المثلى من السعة المقعدية في كل رحلة طيران وكذلك التعامل مع المنافسة في المنطقة وفتح الأجواء بين الدول العربية مع تحسين مستوى القوى العاملة كما اشار الى اعتمادهم إعادة هيكلة قطاع التدريب وتحديث البرامج التدريبية بما يتوافق وتوجهات المؤسسة مع التعامل مع الجهات ذات العلاقة المباشرة بالعمليات التشغيلية وأهمها الهيئة العامة للطيران فيما يتعلق بالبنية التحتية لمطارات المملكة ولفت المهندس الملحم الى ضرورة مراعاة ما يتعرض له قطاع الطيران من تقلبات وتغيرات سواء في الأنظمة او التشريعات ومنها الأمنية التي تستلزم فرض اجراءات وقائية معينة منوهاً بخطوة «السعودية» في التعامل مع الدولة والسعي الجاد الى كسبها في استخدام الخدمات المقدمة منها . مراسلتان صحفيتان تتابعان المداخلات واعتبر مدير عام «السعودية» ان أسعار النقل في المملكة تعد الأميز والأقل كلفة قياساً بالدول الأخرى مدللاً على ذلك بثبات أسعارها منذ ستة عشر عاماً الأمر الذي جعل من شركات اخرى شاركت في تقديم هذه الخدمة كطيران سما الى ترك السوق لعدم جدوى الربحية من عملية النقل الذي لا يحصد التكلفة التشغيلية منوهاً بالنسبة الكبيرة التي تغطيها السعودية في النقل الداخلي الذي وصل الى 73% من النقل العام . الزميل تركي السديري مكرما مديرعام الخطوط وطمأن المهندس الملحم المتعاملين مع «السعودية» بقرب انتهاء عدم الانضباط الحاصل للرحلات الداخلية كما أشاد في الوقت نفسه بقدرة المؤسسة على الوصول الى استقرار الرحلات وانسيابيتها عن السابق حيث تم إنهاء معاناة كثير من المسافرين من بعض الرحلات التي كانت تشكل صداعاً للمواطن ولنا كمؤسسة ناقلة مدللاً على ذلك بالرحلة من الرياض الى باريس والتي كانت تمر بجدة ثم روما لتستقر في باريس وقال : بفضل الله إنها الآن باتت مباشرة من الرياض الى باريس دون توقف . مشاكل موسمية وبعد أن فتح الدكتور فيصل الفرم عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين المجال للأسئلة والمداخلات ، رد خالد الملحم على سؤال عن استمرار مشكلة الموسمية وصعوبة الحجوزات وخاصة في إجازة الصيف ، قائلاً « لا يوجد في قطاع الطيران بكل العالم إمكانية بتوفير سعة مقعدية لفترة محدودة جداً ثم تخزن الطائرات ولا تعمل لباقي العام ، مؤكداً أن السعودية حلت هذه الإشكالية الموسمية بشكل افضل مما كانت عليه في الأعوام ، وبالرغم أنه لا يوجد حل جذري ونهائي اذا كان هناك طيران يعمل بشكل اقتصادي على أسس تجارية ، ومن هذه الحلول تطبيق غرامات على الحجوزات الوهمية ، بحيث تطير الرحلات في المواسم بمقاعد مكتملة ، وتتغير آليات أوقات شراء التذاكر بوقت أقل من السابق فمن يحجز قبل أسبوعين مثلاً يجب أن يشتري التذكرة خلال 3 ايام من توقيت حجزه ، وكذلك حرصت على تفعيل وتسهيل طرق السداد ، ومنها نظام سداد الذي يسهل على الجميع حيث يستطيع المسافر شراء التذكرة من بيته بالهاتف المصرفي أو عبر شبكة الانترنت ، أو من خلال اجهزة الصراف وبكل سهولة لجميع هذه الطرق الآلية ، وهذه الطرق تستخدم حالياً بنسبة تصل الى 45% ، وقال في هذا الصدد إن السعودية نجحت في تقليص بعض مشاكل الموسمية مع الخطوط السعودية ، ومنها: تسهيل الاتصال بالحجز المركزي « مركز الاتصال « حيث لا يكون الخط مشغولاً بتاتاً ، فبمجرد الاتصال يعطيك الخط رسالة تدلك على الخيارات الآلية للحجز أو الاتصال بالموظف مع تحديد وقت الانتظار المتوقع ونجح ذلك في شهر سبتمبر الماضي حيث استقبل المركز مايقارب 1.8 مليون مكالمة في شهر واحد . وعن كثرة توقف رحلات السعودية على البوابات القادمة واستخدامها للباصات في المطارات الدولية وخاصة جدة، مما يزعج الكثير من المسافرين ويسهم في تأخرهم أثناء وصول أو مغادرة الرحلات، قال مدير عام الخطوط السعودية « إن 30% من رحلات السعودية تضطر للجوء للباصات بمطار الرياض ، وفي جدة، حيث يختلف الوضع لظروف تجديد وتطوير المطار ، وفي معظم مطارات العالم وخاصة في أوقات الموسم تحتاج شركات الطيران الباصات حتى تحافظ على وقت الركاب ،وعدم انتظارهم للبوابات المباشرة بالمطارات ، ولذا فالباص حل لعدم الانتظار الذي يرفضه أغلب المسافرين. وكشف الملحم عن التوجه لتأسيس شركة خاصة بالخدمات الأرضية لها إدارة ومجلس إدارة مستقل عندما سئل عن جانب التوجه لفصل قطاعات مؤسسة الخطوط السعودية في إطار خطة تخصيصها وطرحها للاكتتاب العام مستقبلاً ، وأضاف سيكون من أهم أدوار هذه الشركة إنهاء إجراءات السفر بالمطارات ، وفق أحدث الطرق المتطورة ، ومع تطبيق معايير الجودة والسرعة ، وتحقيق رضى المتعاملين معها ، وتخدم هذه الشركة حتى الشركات العالمية التي تعمل على المحطات السعودية الدولية في مطاراتنا. كما أوضح» أن قطاع الصيانة في الخطوط السعودية سوف يكون مستقلاً كشركة تتبع لمؤسسة الخطوط السعودية ، وسيضم أكثر من 5 آلاف موظف يعملون في صيانة الطائرات والمحركات ، وقدر الملحم حجم نشاطها بما يقارب 2 مليار ريال ، مؤكداً أن هذا الجانب من أهم ما تحتاجه وتصرف عليه شركات الطيران بالعالم من ميزانيتها، وهي مبالغ كبيرة جداً . توظيف السعوديات ونفى الملحم قطعياً وجود توجه خطوط السعودية نحو توظيف سعوديات كمضيفات جويات ، إلا انه أوضح وجود سعوديات يعملن حالياً في الخدمات الأرضية الإدارية الهامة ، وخاصة من المتخصصات في مجال تقنية المعلومات ، بحيث يسهمن بشكل بارز في جوانب الدعم الفني لعدد من الأنظمة والبرامج التي تحتاجها السعودية بكفاءة عالية ، مؤكداً أن التوسع في توظيفهن مرتبط ببرامج الهيكلة التي تتواصل في الخطوط السعودية ، خاصة وأن هناك تكلفة عالية لعدد كبير من موظفي الخطوط الذين سوف يستفيدون من برامج التقاعد المبكر التي تنفذها المؤسسة في الفترة الحالية . كما نفى الملحم وجود النية للاستعانة بالطائرات العملاقة A380 لعدم وجود جدوى اقتصادية لها في الفترة الحالية، حيث إن الطائرات بسعة 400 راكب مناسبة لمحطات السعودية الداخلية والدولية في المرحلة الحالية . وحول طلب هيئة الصحفيين تخيفضات خاصة للصحفيين السعوديين من أعضاء الهيئة تكون على غرار ما تقدمه الخطوط المصرية من تخفيضات تصل لأكثر من 50% للصحافة ، وعلى نحو ما يقدم للطلاب وغيرهم من الفئات المختلفة، قال الملحم « نحن بصدد تفعيل هذا الأمر من خلال النظر فيه مع هيئة الصحفيين السعوديين ، وهو في طور وضع آلية تنفيذ تخدم الصحفيين والصحافة بالمملكة ، مؤكداً على أنه قد يكون أفضل مما تقدمه المصرية لمواطنيها الصحفيين ، وأن الخطوط السعودية تتعاون في هذا الاتجاه مع فئات متعددة ، مشدداً على أن وضع طريقة وآليات تنفيذ هذه الخطوة بسهولة مهم للطرفين . 15 ريالاً لتفضيل وكالات السفر وفي إجابته على سؤال للرياض حول سبب إضافة 15 ريالاً على خط الرحلات الداخلية عند الحجز عبر الانترنت والسداد عبر نظام مؤسسة النقد السعودية « سداد ، بالرغم أن السعودية ملزمة بعدم رفع سعر الرحلات الداخلية للدرجة الاقتصادية إلا بموافقة مجلس الوزراء قال « الملحم إن سبب ذلك يرجع لإعطاء وكالات السفر ميزة تستفيد منها لعملائها في رحلات الداخل ، فلو كانت تقدم بنفس السعر الذي تشتريه من الوكالة ، فسوف يؤثر ذلك على عمل الوكالات بشكل كبير في جانب بيع التذاكر الداخلية. وفي رده على سؤال ثانٍ للرياض حول تأخر نمو الخطوط السعودية في زيادة محطاتها وأسطولها بشكل لم يواكب شركات طيران خليجية نمت في سنوات قصيرة ، قال الملحم « أغلب شركات طيران الخليج الكبيرة تتعرض لخسائر، عدا طيران الإمارات ، وبعض الشركات مدعومة بشكل كبير من دولها لسبب أنها تسهم في النمو الاقتصادي لهذا البلد وجعله وجهة مفضلة للحركة الاقتصادية مثل القطرية بالنسبة لتحقيق النمو ودعم الاقتصاد في قطر ، وكذلك الحال بالنسبة لطيران الاتحاد مع إمارة ابوظبي ، وما يساعد هذه الشركات أنها لا تعمل داخلياً ، كما هو الحال للسعودية الملزمة بخطوط داخلية أسعارها لم تتغير منذ 16 سنة ، وهذه الشركات لها ميزات ، حيث لها مطار واحد بالدولة وتختار بحرية الوجهات الدولية التي تحقق لها مردود، وترفع الحركة في السفر حسب الوجهات التي تخدمها اقتصادياً وتخدم بلدها وفق هذه الرؤية. وحول طرق التعامل من منسوبي السعودية ومدى التوجه لتحسينها مع المسافرين وخاصة عند إنهاء اجراءت السفر ، قال مدير عام الخطوط السعودية « لنا اهتمام خاص بهذا الشأن ، وسيحدث فيه تغيير واضح خلال الفترة المقبلة ، وحالياً من ينضم للسعودية يمر ببرنامج مدته 18 شهراً ، لايشمل فقط تعلم لغة وحاسب ، بل تركز على جوانب تحسين التعامل بأفضل أساليب خدمات العملاء ، ونهتم حتى بجوانب الهيئة « الهندام « لموظف السعودية ، ولدينا تجارب بدأت من الرياض ونلاحظ تحسناً في هذا الجانب نسعى للمواصلة فيه بشكل دائم ، وحريصين حتى على اختيار عينات عشوائية من ركاب السعودية لاستطلاع رؤيتهم عن تعامل السعودية وتحسنها وفق رؤية المسافرين. وحول توجه عدد من منسوبي التموين في الخطوط السعودية للتقاعد ، والحصول على مميزات ثم تتعاقد معهم السعودية مرة أخرى ، قال الملحم « إن ما لا تحتاجه السعودية ويتقاعد ، يحصل على مميزات ، وليس من المناسب ان تعود السعودية للتعاقد معه مرة أخرى ، ولكن لدينا بالنسبة للطيارين لأن هناك حاجة لهم ، وخاصة من لديه خبرة ويرغب للعودة للعمل قد تعود السعودية بالفعل للتعاقد حسب الاحتياج.