حاول المدير العام ل"الخطوط الجوية العربية السعودية" المهندس خالد الملحم أن يبوح بهمومه مع طائرات شركته، أمام عشرات الصحفيين الذين حضروا لقاءه مع هيئة الصحفيين السعودية يوم أول من أمس. ووجه الملحم دعوة مفتوحة إلى موظفي شركته ممن يريدون التقاعد المبكر بالمبادرة في ذلك قائلا: عليهم أن "يتوكلوا على الله". وشدد الملحم على أن أي موظف في الخطوط يريد المغادرة فلن يرفض طلبه أبداً. إلا أنه عاد واستدرك: إلا إذا كان طالب التقاعد موظفا في أحد الأقسام التي يكون فيها حاجة شديدة كالطيارين، فلا نستطيع قبول استقالتهم. مشيرا إلى أن الشركة تفيض بموظفين لا تحتاج إليهم، وهذا يسبب خسائر إضافية لها. وأبدى تذمره من عدد من المواطنين يحجزون رحلاتهم ولا يأتون في الموعد المقرر لإقلاع الرحلة، قائلا: هذا يسبب إرباكا للرحلات بشكل عام، والحل لمثل هذه الحجوزات التي لا يفي أصحابها بها هو وضع نظام صارم وجديد لأنظمة إصدار التذاكر خلال الأشهر الثلاثة القادمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن مشكلة الانتظار الطويل وتجاهل الموظفين خلف هاتف الحجوزات "انتهت تماماً". وعن فتح المجال للشركات العالمية للاستثمار في السعودية في مجال الخطوط الجوية، قال الملحم: لا توجد دولة بالعالم تأتي بشركات عالمية كي تستلم الطيران ولا بد أن تكون الشركة محلية، مشيرا إلى أن قطاع الطيران غير مربح وخسائره ضخمة ولن يغامر أحد ويخوض مجاله كاستثمار. وحول الإقالات التي طالت قسم التموين في الخطوط، قال الملحم "قطاع التموين في الأساس يتبع شركات مستقلة عنا، ومعظم موظفي التموين هم على نظام الخدمة المدنية، والعمل في التموين ليس بسهل أبداً، والتذمر إذا حصل من بعض الموظفين فهو طبيعي جداً لصعوبة هذا المجال وفي الخطوط السعودية وبجميع أقسامها لا تتم معاملة الموظف بالتعسف في أية إدارة أو قسم". ونفى الملحم توجه شركته لتوظيف السعوديات مضيفات جويات قائلاً "لا توظيف للسعوديات مضيفات جويات إطلاقاً"، مبيناً أن شركته اكتفت بتوظيف السعوديات في الخدمات الأرضية الإدارية فقط، خصوصاً المتخصصات في مجال تقنية المعلومات، وأن التوسع في توظيفهن مرتبط ببرامج الهيكلة التي تتواصل في السعودية، خصوصاً أن هناك تكلفة عالية لعدد كبير من موظفي الخطوط الذين سوف يستفيدون من برامج التقاعد المبكر. وطمأن الملحم المتعاملين مع "السعودية" بقرب انتهاء عدم الانضباط الحاصل للرحلات الداخلية، مشيداً بقدرة مؤسسته على استقرار الرحلات وانسيابيتها عن السابق، حيث تم إنهاء معاناة كثير من المسافرين من بعض الرحلات التي كانت تشكل صداعاً للمواطن وللمؤسسة واعتبر الملحم أن أسعار النقل في المملكة تعد الأميز والأقل كلفة قياساً بالدول الأخرى، وأن أسعارها "ثابتة" منذ 16 عاماً، الأمر الذي أدى إلى ترك طيران "سما" السوق لعدم جدوى الربحية من عملية النقل الذي لا يحصد التكلفة التشغيلية، موضحاً بأن شركته تغطي ما نسبته 73% من نقلها العام على الرحلات الداخلية، وأن عدد الرحلات اليومية للخطوط ما بين 380 إلى 450 رحلة. وفيما يتعلق بإضافة 15 ريالا رسوما جديدة على أسعار التذاكر، أرجع الملحم ذلك إلى أنها جاءت نتيجة تكاليف الإصدار. وقال "لو لم تتم إضافتها لما عمل وكلاء السياحة على خدمة العملاء وسيكون العمل مقتصرا في المطارات فقط". وبيّن الملحم أن شركته استعانت ببيوت الخبرة لوضع برنامج لتخصيص الخطوط السعودية، لتبدأ انطلاقة مرحلة جديدة في مسيرة "السعودية" تستهدف في النهاية انتقال ملكيتها وإدارتها للقطاع الخاص.