اتخذت لجنة الاحتراف في اجتماعها الأخير جملة من القرارات التي ترى اللجنة أنها ستشكل دعماً لمسيرة الاحتراف في الكرة السعودية. ومن يطلع على تلك القرارات سيجد أن قرار اللجنة المتعلق بإلزام الأندية بصرف مرتبات اللاعبين الشهرية من خلال إيداعها في حساباتهم البنكية، وتطبيق هذا القرار بدءاً من الموسم، يجد أن اللجنة تعمل جاهدة لحفظ حقوق اللاعبين، وهي تجبر الأندية على الرقي في تعاملاتها المالية مع اللاعبين، فضلاً عن مساواة اللاعبين بالموظفين في أي قطاع، إذ ينتظرون تحويل مرتباتهم في يوم معين من كل شهر إلى الحساب البنكي. خطوة رائعة، ومهمة، وإن كانت بعض الأندية قد سبقت القرار باتخاذ الإجراء ذاته منذ فترة، لكن لجنة الاحتراف التي يقودها الخبير الدكتور صالح بن ناصر، أغفلت أو نسيت أن تلك الأندية المعنية من القرار تعاني أزمات مادية خانقة، أبقت مستحقات اللاعبين ومرتباتهم الشهرية حبيسة لفزعة رئيس ناد أو معروف لعضو شرف، وهذا واقع غالبية الأندية المحترفة. مليون و500 ألف ريال هي إعانة الاحتراف التي تصرف لفرق دوري "زين"، ونصفها لفرق دوري الدرجة الأولى، وهذه المبالغ زهيدة ولا يليق بالاحتراف الذي ظللنا نباهي ونفتخر به، تلك حقيقة جلية لا تقبل أي محاولة لطمسها. في كل خبر تنشره الصحف، ويتعلق بصرف المرتبات، نقرأ أن " إدارة ناد ما حفزت اللاعبين بصرف راتب شهر"، وهذا أمر معيب بحق احترافنا، فمنذ متى وحقوق الموظف الملزمة تعد تحفيزاً؟، هذه العبارة لا نجدها إلى في الإعلام السعودي الذي يعكس وبدقة ما يدور داخل أروقة الأندية. بدلاً من أن تتخذ لجنة الاحتراف قراراً مفصلياً، برفع إعانات الاحتراف، أو على الأقل تسريع إجراءات صرفها، وهي التي تصرف على الأندية ب "القطارة" مثلما بقية الحقوق، كان القرار بإجبار الأندية على الإيداع في مرتبات اللاعبين، في خطوة شبيهة بتلك التي ربطت فيها اللجنة الموافقة على تسجيل اللاعبين بتقديم مسيرات الرواتب والمخالصات المالية مع اللاعبين، قبل رفع أوراق التسجيل. قبل فترة وبحسب أنباء إعلامية، تعهد مدير عام كرة القدم في النصر سلمان القريني بصرف مرتبات اللاعبين على طريقة "حب الخشوم" مقابل توقيع اللاعبين على مسيرات صرف الرواتب، ليتسنى لإدارة النصر رفع معاملات تسجيل العناصر المحلية والأجنبية، قبل أن يُخذل القريني ويستقيل بسبب عدم مقدرته على مقابلة اللاعبين وهو الذي أخل بوعده من دون قصد لأن الظروف كانت أقوى منه، وليس بعيداً عن هذا، ذلك الخبر الذي أوردته "دنيا الرياضة" حول قطع التيار الكهربائي لنادي نجران بسبب عدم تسديد فاتورة الكهرباء التي تبلغ 35 ألف ريال، ليتدخل عضو شرف نجران علي عباجة لإنقاذ الموقف وإعادة النجرانيين من وحشة الظلام، ولن يكون آخرها إنقاذ رئيس الرائد فهد المطوع ناديه من أزمة خانقة بسبب بعض المستحقات المترتبة على النادي، فهو لم ولن يكون الأخير الذي يبادر لحل مثل هذه الأزمة بمجهود شخصي. خطوات عدة تحتاج الأندية لتنفيذها أهمها الجلوس على طاولة واحدة مع المسؤولين الذين يرغبون برفع قيمة الاحترافية في الكرة السعودية لتطرح الإدارات معاناتها وتطلب الحل، فالأندية تعاني مادياً من دون تجاوب، وإعانة المليون و500 ألف لم تعد كافية لصرف مرتبات اللاعبين لثلاثة أشهر.