يعد المعلم الأداة الفاعلة القادرة على إيصال رسالة التربية والتعليم للطلاب متى كان قدوة صالحة في سلوكه وتصرفاته، وإذا كان قادراً على إدراك حاجات طلابه النفسية والعاطفية وظروفهم الاجتماعية وتكوين العلاقات الإيجابية معهم فيسكون في نشأتهم نشأة صالحة وسلامتهم من إدمان وتعاطي المخدرات والجنوح. وإن سلوك المدرس حيال التلاميذ يعلب دوراً مهماً في تحقيق علاج ناجح للمشاكل الشخصية التي يعانونها، وسلوك المعلم من ناحية أخرى يلعب دوراً مهماً في بناء العلاقة المقبولة بين الطفل والمدرسة لا عوامل طويلة ما قد يكون له أثر في خلق مشاكل للأطفال أو علاج هذه المشاكل حتى ولو كانت موجودة من قبل. فالمعلم يجب أن يكون لديه متسع من الوقت ليهيئ الطالب للظروف والبيئة الجديدة في المدرسة وهو يقوم مقام الأب في المدرسة ولذلك يجب أن تتوافر لديه كافة المعلومات عن الطالب ونموه البيولوجي والفكري والأخلاقي. والدور الذي تلعبه المدرسة في التنشئة الاجتماعية يعتمد إلى حد كبير على شخصية المدرس الذي يمثل بالنسبة للطفل السلطة التي يجب طاعتها، فقد ثبت أنه من الأمور التي لها صلة وثيقة بجموح الأطفال أو تهيئة الظروف لحياة الجريمة جهل المدرسين بالطبيعة البشرية، وعجزهم عن فهم النفوس الناشئة للطفولة والشباب فالمعلم يلعب دور المربي وهذا الدور يماثل دور الوالدين في الأسرة بالطريقة التي يوجهون أو يصححون تصرفات الأطفال أو الشباب وهذا يحتاج إلى دراسة نفسية الأطفال وأساليب تربيتهم من قبل المعلمين والمرشدين.