في الوقت الذي تحارب فئة متشددة في مجتمعنا صناعة السينما السعودية ويتعرض رواد الدراما المحلية للهجوم المستمر واللاذع دون توجيه أو احتواء لمواقفهم وآرائهم حتى وإن كانت غير صحيحة نرى على الطرف الآخر تشجيعاً ودعماً من إيران لأعمالها وثقافتها الوطنية وسعيها للوصول إلى مرحلة تصدير أعمالها الفنية إلى دول العالم واهتمت في الآونة الأخيرة بالتركيز على الشعوب الخليجية والعربية في أعمالها. اهتمام إيران بدخول أعمالها إلى كل منزل لم يأت من فراغ, فبعد أن فشلت السياسة الإيرانية في كسب ود الشعوب العربية إلا أنها كسبت الرهان الآن بعد دخول أعمالها الدرامية إلى أكبر وأشهر الفضائيات العربية وتزامن ذلك مع إعلان "مسؤول كبير في شؤون الإذاعات والتلفزة الإيرانية" في سبتمبر الماضي عن إطلاق قناة للأفلام والمسلسلات الإيرانية باللغة العربية! والسعي مستقبلاً لإنتاج أعمال مشتركة بالتعاون مع فنانين ومخرجين عرب!".ومن خلال متابعة لهذه الأعمال يتضح أنها جاءت ليس بهدف التعاون المشترك وإنما لأهداف توصيل خطاب ورسالة إعلامية واستغلال هذه المسلسلات لأغراض سياسية ودينية وآيديولوجية تؤمن بها القيادة الإيرانية، ونتساءل: هل سبق وأن عرضت القنوات الإيرانية حكومية كانت أو خاصة فيلماً مصرياً أو مسلسلاً سعودياً أو سورياً عبر شاشتها مدبلجاً بلغتها الفارسية؟.. طالما أن الموضوع تعاوني ومشترك!؟.الدراما العربية فعلياً ليست بحاجة لمثل هذه الأعمال الفارسية خصوصاً وأن العرب قد سبقوا الإيرانيين طويلاً في المجال الفني. فما الجديد الذي ستقدمه مثل هذه الدراما للساحة الفنية والإعلامية. ومهما تعذر مسؤولو قنواتنا العربية بالبحث عن ما هو جديد والسعي نحو التنويع باختيارهم عرض هذه المسلسلات, فإنه ليس من اللائق أن يكون الجمهور العربي أنبوبة اختبار وتجربة لمثل تلك الأعمال التي لا تتوافق مع مزاجه الفكري والتي قد تُستغل لتمرير أفكار سياسية وتاريخية مغلوطة خاصة إذا كانت تلك المسلسلات عن سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كمسلسلي "يوسف" و"المقدسة مريم" وغيرها من المسلسلات التي أثارت الجدل.المشاهد العربي تشبع من برامج الاستنساخ وبرامج الواقع الأجنبية كما عاش أحلاماً وأجواء رومانسية مهند ولميس التركيين والتي تطايرت كالسراب للتكشف عن مدى الفراغ العاطفي الذي يعيشه العرب. ومرّت تلك المسلسلات التركية تاركة خلفها تأثيرات في نفوس النشء والمراهقين. ومع نوايا الإيرانيين في دخول معترك المنافسة, هل ننتظر لنشاهد لميس أو مهند بنكهة إيرانية جديدة لتشغل بها الشارعين السعودي والعربي ونبقى خلالها مكتوفي الأيدي ونحارب أبناءنا المبدعين السعوديين في السينما والدراما. دراما الإيرانيين قادمة