أتوجه دائما للمطالبة بمنح الفرص والوقت الكافي للأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب الذين يتم التعاقد معهم في الدوري السعودي، وألوم كثيرا إدارات الأندية على جعلها المدربين أكباش فداء، باتخاذ قرار إقالتهم مع توالي نزيف النقاط وتزايد الغضب الجماهيري، والانتقادات الإعلامية بحثا عن الطريق السهلة لتخفيف الضغوطات، وإيجاد مخرج ترى أنَّ فيه تبرئة لساحتها من مسؤوليات عدة؛ فاعتقدت أن طرد المدرب من شأنه أن يوصل فكرة مقنعة للرياضيين وجماهير النادي بأن الأمور تعدلت بمجرد استقطاب آخر. في النصر النتائج ليست سيئة بالنظر لوضع الفريق قبيل نهاية الدور الأول، فقد جمع 20 نقطة من 11 مباراة، وسجل مهاجموه 17 هدفا واستقبل 11، وهذا الوضع أفضل كثيرا -على صعيد النتائج- من سنوات مضت؛ لكن المتابع للفريق (الأصفر) بعد نهاية الجولة ال 11 يكتشف بسهولة أن المدرب الإيطالي زينقا لا يزال غير قادر على اختيار لاعبيه الأساسيين، تغييراته مستمرة وهو الذي بدأ مهمته قبل نهاية الموسم الماضي، وأشرف على المعسكر الإعدادي في إيطاليا، ونظرته للاعبين تبدو غريبة؛ فكلنا يتذكر قراره بداية الموسم أمام نجران بوضع المهاجم عبدالرحمن القحطاني على دكة البدلاء، واختيار الأرجنتيني فيغاروا غير مرة ليكون بديلا وفرض الأجانب الثلاثة الذين استقطبهم على الفريق فتثبت الأيام أن من أبعدهم هم مفاتيح النصر. ليست مباراة واحدة ولا اثنتان التي تغلبت الفوضى فيها على أداء الفريق؛ فبعد مباراة الهلال الأسوأ فنيا من الجانب النصراوي هذا الموسم وجد كذلك صعوبة أمام الاتفاق، لتوالي التغييرات في مراكز اللاعبين، وعدم وضوح أدوار بعضهم، والأخطاء التي حضرت لسوء التنظيم في المنطقة الخلفية، ولولا الرهبة وفقدان الثقة التي يعاني منها الاتفاقيون أمام النصر لما تمكن من قلب النتيجة. مع زينقا وبهذه العناصر الرومانية الاسترالية التي جلبها وفرضها بإمكان النصر أن ينافس على المركز الثالث في الدوري؛ لكنه أبدا لن يحقق أي شيء في صراع دوري أبطال آسيا الذي ينطلق بعد ثلاثة أشهر، والتغيير في هذا الوقت من شأنه أن يمنح المدرب الجديد فرصة التعرف على الفريق واحتياجاته من الأجانب قبل فترة التسجيل الشتوية والإعداد الأمثل للبطولة القارية. باختصار * توقع سقوط الهلال وتدهور مستواه ونتائجه في الدوري السعودي متأثرا بالخروج الآسيوي كما حدث للاتحاد العام الماضي غير منطقي؛ فمن أعضاء الشرف الاتحاديين من كان ينتظر السقوط فخرج مهاجما إدارة المرزوقي مشعلا فتيل الخلافات؛ أما الهلال فكان هناك تعاضد من قبل الجميع للملمة الجراح، والخروج من تبعات الفشل الأخير. * كل الفرق استفادت في مواقف من أخطاء الحكام، وتضررت في أخرى بلا استثناء، وما يحدث في الأهلي من إهمال المسببات الحقيقية التي رمت به إلى المركز ال 12 لا يبشر بإمكانية عودة قريبة والخروج من النفق المظلم، والمشكلة أن نغمة التحكيم ليست إدارية فقط؛ بل هي كذلك إعلامية بصورة مخجلة كانت وراء خروج جماهير الأهلي عن النَّص أمام الشباب.