حينما أقدم الشاب السعودي مازن عبدالجواد والذي اصطلح على تسميته إعلامياً بالمجاهر (م - ع) على فعلته، وهي المجاهرة بالرذيلة عبر خروجه في برنامج أحمر بالخط العريض في قناة LBC اللبنانية، فقد تم تجريمه اجتماعياً قبل تجريمه شرعاً بعد ذلك، حينما أصدرت المحكمة الجزئية بجدة حكمها بسجنه خمس سنوات وجلده ألف جلدة، مع منعه من السفر لمدة خمس سنوات. أقول إن تجريم ذلك المجاهر جاء اجتماعياً أولاً، حتى قبل أن ينظر في قضيته من الناحية الشرعية، والسبب لأنه بتلك الفعلة النكراء خدش الحياء، واستسهل المنكر، وأشاع الفاحشة، وأساء لمجتمع عرف عنه الالتزام العام بمبادئ الدين، وقواعد الذوق العام، ولم يجرؤ كائن من كان حينها على الوقوف قبالة الرفض المجتمعي، والغضبة الشعبية، على الرغم من كل محاولات التبرير التي ساقها المجاهر. في وسطنا الرياضي حدث شيء من هذا القبيل، وإن بصورة مختلفة، وذلك حينما جاهر البعض بالتشجيع الفعلي تارة، والتمني المعلن تارة أخرى، بخسارة ممثلي الوطن في دوري أبطال آسيا، وتحديداً الهلال، عبر طرق وأساليب مختلفة، إن من خلال المدرجات، أو وسائل الإعلام، بيد أنه وعلى الرغم من استنكار العقلاء - ممن يقدرون قيم المواطنة حق قدرها، ويضعون الأمور في موازينها الصحيحة - لتلك الأفعال المشينة والتصرفات الفاضحة، انبرى البعض بعنترية فجة، وشمشونية غبية، للدفاع عن أولئك الموتورين، بدفع أفعالهم تلك عن جادة الوطنية، معتبرين ذلك أمراً لا علاقة له من قريب أو بعيد بأي شكل من أشكال المواطنة؛ عبر تبريرات سطحية، ومقاربات جوفاء، كل ذلك من باب انصر أخاك ظالماً فقط، ليس برده عن ظلمه، كما أمر نبي الرحمة، بل بمعاونته عليه.. يا للأسف!. اليوم ودع الهلال المنافسة على اللقب الآسيوي، وانفض سامر التشجيع والدعاء وحتى النذور ضد وصوله لكأس العالم للأندية؛ ولكن لا يزال سؤالي مطروحاً بعيداً عنه؛ إذ انني لا أرتهن قناعاتي بموقف، ولا أبنيها على نادٍ، وهو هل التشجيع ضد ممثلي الوطن في المدرجات، والمجاهرة بتمني خسارتهم في الإعلام، عمل مقبول أم منبوذ؟ أم أنه فعل لا يتعلق إلا بالهلال فقط؟!. أقول ذلك ونحن على أبواب المشاركة بعد أشهر قليلة بأربعة ممثلين في دوري أبطال آسيا المقبلة، حيث سيمثل الكرة السعودية أندية الهلال والاتحاد والنصر والشباب، بمعنى هل يجوز للمجاهر (س)، أو المجاهر (ص) أن يشجع في المدرجات ضد النصر، ويدعو علانية على الاتحاد، ويتمنى شاهراً ظاهراً سقوط الشباب، وذلك عطفاً على ما حدث قبل أيام بالوقوف ضد الهلال. إن أخشى ما أخشاه أن يتحول ما حدث للهلال في مواجهة ذوب آهن الإيراني، وقبله أمام الغرافة القطري، إلى ثقافة سعودية بامتياز، بأن يجاهر السعوديون بتشجيعهم للأندية الأجنبية ضد الأندية السعودية، بلا خجل ولا وجل؛ خصوصاً في ظل الابتذال في الطرح، والتهافت في المقاربات التي يبذلها المبررون، الذين لم يقتصروا على أرباب التعصب من الكتاب الرياضيين، بل لحقهم إلى ذلك بعض كتاب الرأي العام، وهنا - تحديداً - يكون الخطر قد أطل برأسه؛ إذ أخشى ما أخشاه يومها أن نردد جميعاً: مقولة: «هذا بلا بوك يا عقاب!».