بداية.. أتمنى أن تكون مباراتا أمس ضمن ذهاب ربع النهائي الآسيوي انتهتا بفوز الهلال والشباب السعوديين وتحقيق نتيجة جيدة تريحهما في مواجهتي الإياب بإذن الله.. هذا في المتن، أما على هامش الحدث فقد لفت انتباهي ما كتبه هذا الأسبوع الزميل المخضرم خالد الدلاك حول موضوع عادي تحول بنظره لجريمة عنون لها ب «المجاهرة بالتعصب» وإذا كان الزميل قد انزعج من بعض ما ينشر في منتديات النت فإن المنطق يفرض سؤالا عريضا يمتد لمسافة ثلاثين سنة: لماذا لم تنزعج من مؤسسات صحفية عريقة ظلت تجاهر بالتعصب الأعمى الذي تجاوز كل أشكال التشويه والإساءات؟! إن التعصب الإعلامي هو الأحق بالاستنكار؛ لأنه يخالف رسالة الصحافة وأمانة الكلمة ونزاهة الضمير المهني المتجرد، فلماذا غاب انزعاج خالد سنين وظهر في يومين؟ الزميل الدلاك يعرف طبيعة التشجيع فيقول: «... الأمر ليس غريبا لكن النصراويين شذوا عن الموقف بمجاهرتهم بهذا الشعور وإعلانهم أمانيهم على رؤوس الأشهاد دون اكتراث أو اعتبار لأي مبدأ...» ثم يضيف: «... لا أحد يطالب النصراويين بلبس جلد غيرهم والوقوف مع الهلال أسوة بأندية الوطن لكن التزام الصمت وعدم المجاهرة بتلك المشاعر هو المطلب، ليس من أجل الهلال بل من أجل المحافظة على سمعة رياضتنا...» انتهى!! حسنا.. إذاً ما أزعج الزميل هو «المجاهرة وحرصه على سمعة رياضتنا».. كلام مثالي جميل.. لكني تمنيت لو أنه بدلا من توجيه نصائحه لأشخاص مجهولين يكتبون بأسماء وهمية قد وجهه للشيخ عبدالرحمن بن سعيد الرمز الهلالي الكبير الذي سبقهم «للمجاهرة» بإعلان كراهيته للنصر وأنه لا يمكن أن يتمنى فوزه في أي لقاء حتى وهو يمثل الوطن!! الأعجب بل الأغرب أنه لم يخرج صوت إعلامي هلالي واحد يبدي أي ملاحظة ولو بسيطة على هذه المجاهرة الخطيرة، فأين ذهبت سمعة رياضتنا والشيخ قد قال كلامه «على رؤوس الأشهاد دون اكتراث أو اعتبار لأي مبدأ»؟! أتمنى ألا يصور بعض الإعلام الوطنية على أنها رداء أزرق، فالهلال ناد كبير يسيء له من يضعونه في إطار الوطن ويخرجون بقية الأندية من الصورة!!