سعادة رئيس تحرير جريدة «الرياض» الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: قرأت ما صرَّح به د. سلمان العودة في العدد الصادر يوم الجمعة 14/11 وهو في استضافة مكتب توعية الجاليات بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم من نقد لاذع لموظفي المسجد النبوي، وخاصة من يتولى منهم حراسة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعجبت أشد العجب من وصفه هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين نذروا أنفسهم لخدمة المسجد النبوي وزوَّاره بالغلظة والقسوة مع الزوار والمرتادين. ولنسأله عن مستند هذا الوصف الغليظ منه؟ وقد تم اختيار هؤلاء الموظفين من قبل جهات وإدارات معنية وفق معايير وشروط وضوابط خاصة. ثم إن هذه الزيارة القصيرة منه للمسجد النبوي التي ربما لم تتجاوز الدقائق المعدودة هل هي كافية لإصدار مثل هذه الأحكام الغليظة القاسية، وقد وصم به جبين كل من نذر نفسه لخدمة أفضل البقاع وأحبها إلى الله. إني لأعجب أشد العجب من د. سلمان على تسرعه في إصدار مثل هذه الأحكام الجريئة! فبدلاً من أن يوجِّه لهم عبارات الشكر والعرفان على ما يقومون به من عمل جليل في خدمة المسجد النبوي وزواره، وأن يشكر أهل البلد على حسن استضافتهم له في دورته التي أقامها في احد مساجد المدينة أصبح يكيل عليهم التهم والأوصاف القاسية علانية يقرؤها القاصي والداني. أهذا هو النصح الذي أمر به الإسلام يا دكتور سلمان؟ إن من حق من اخطأ - إن كان ثم خطأ - أن يسرّ إليه بالنصيحة دون التشهير به، هكذا أمر الإسلام، كما أن من حق من أكرم ضيفاً أن يُشكر على هذا الإكرام، لا أن ينأى به بأوصاف جريئة غليظة خارجة عن نطاق النقد البناء الهادف. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.