من أجمل الأشياء التي تفرح أي مبدع في أي مجال أن ينال التقدير الذي يستحقه عن العطاء الذي قدمه كتقدير يتميز به المبدع ومحفز لغيره لمزيد من الإبداع ولهذا ينتظر البعض عشرات السنين حتى ينالوا ما يستحقونه من تقدير حيث يختلف الأمر إن كان المكرم فائزاً بجائزة عالمية كنوبل مثلاً أو غيرها من الجوائز العالمية الأخرى والتي تستحدثها الكثير من الدول وتجتهد في أن يكون الفائز بها جديراً بها من خلال لجان متخصصة ومشهود لها أنها تتقصى وتبحث وتفاضل لمنح الجائزة لمن يستحقها ولهذا يندر أن يوجه لها الانتقاد متى ما أعلنت الفائزين بجوائزها وهذا من أكبر وأهم أشكال التكريم. وتتراوح درجات التكريم نزولاً حتى تصل إلى أدناها في ما يسمى بالتكريم العربي في المهرجانات الإعلامية والذي لا يتجاوز شهادة ورقية ودرعاً زجاجياً أو نحاسياً ببضع ريالات يتم منحه لأكبر عدد من الأشخاص دون أي معايير في كثير من الاحيان حتى باتت بعض الأسماء تتكرر في كل مهرجان وكأن أوطانهم لم تنجب سواهم وفي كثير من الأحيان لا يجد المكرم أي لذة للتكريم لأنه لا يرى له أي إحساس خاص فتجده لا يحضره ولهذا يقال وقد تسلمه نيابة عنه فلان وفي كثير من الأوقات يتسلمه أحد الحضور من دولة المكرم وغير مفوض من المكرم لاستلام التكريم أو إيصاله إليه.. أما الاختيار فلا يخضع في كثير من الأحيان إلى أي معايير حيث يُسأل أعضاء أي مهرجان من تريدون أن نكرم من دولتكم؟ فيقترحون النجم الفلاني والنجمة الفلانية ويقال لهم (ابشروا) أما لماذا اختاروا فلاناً وفلانة فالجواب يندرج تحت بند اختيار المشاهير أو المجاملة أو حماية المصالح أو التمهيد لها لأن التكريم ليس له أي قواعد يتم وضعها وتمرير أكبر عدد من الأسماء عليها ليتم ترشيح الأبرز من بينها. ولهذا يتم تكرار نفس الأسماء في كثير من الدول وهي أسماء تستحق التكريم ولاشك ولكن تكرارها يفوت على أسماء أخرى لم تنل في يوم من الأيام التكريم أن تحظى بفرصة التكريم لمجرد أن المقترح للتكريم هو شخص أو اثنين من هذه الدولة وتلك ولهذا يكون التكريم بالكوم لأكبر عدد من الأسماء من دولة واحدة متى ما كانت هي الدولة المنظمة لهذا المهرجان عملاً بقاعدة مهرجاننا ونحن أولى بدروعنا. ومن طرائف التكريم في المهرجانات الإعلامية العربية أن يتم اختيار شخص من دولة لأنه يقيم فيها والمفروض أن يتم التكريم لأنه أحد مواطنيها والغريب أن مهرجانات المنتجين لا تكرم منتجين أو مخرجين أو مبدعين أياً كان دورهم بل تقتصر على تكريم ممثلين وممثلات رغم أن مجال التكريم لهم مفتوح وعلى مدار الساعة عبر ما يقدمون من أعمال. أما الأغرب فهي أنها لا تشرك حتى الآن الجمهور في اختيار من يستحق التكريم رغم أنه هو العنصر الأهم في منح التقدير لمن يستحقه والذي يستطيع أن يصوت عبر الإنترنت لصالح من يرى أنه يستحق التكريم. أتمنى أن يرتقي مستوى التكريم ليكون أكثر فاعلية وأن لا يقدم أي مهرجان على توزيع ما سمحت به ميزانيته من دروع نحاسية أو بلاستيكية على أسماء تقترح من قبل أفراد دون أي قاعدة يتبناها ذلك المهرجان فتكون أسماؤه المختارة منطلقة من تلك القاعدة حتى يشعر المكرم بأهمية التكريم وعندها سيبادر للحضور لأنه سيكون سعيداً باختياره من قبل تلك اللجنة لتكريمه أو منحه جائزة. البعض ممن تتكرر أسماؤهم في كل مهرجان لا يجدون لهذا التكرار أي قيمة مضافة لهم فلا تحضر وعندها يتبرع أحد الحضور بالقفز على خشبة المسرح لاستلام التكريم نيابة عن المكرم ولهذا قفز أحدهم في أحد المهرجانات مرتين ليتسلم جائزتين الأولى لممثل من وطنه والثانية لممثلة من وطن آخر ويقيم في غير وطنها. ليكن التكريم بمعنى الكلمة حتى لا يتحول إلى...