شاهدت مباريات المنتخب السعودي للشباب في كأس آسيا لحظة بلحظة وشاهدت التحليل الذي قدمه كبار المدربين الوطنيين ووجدت أننا مازلنا عاطفيين ومجاملين لدرجة الابتعاد عن النقد الحقيقي والسلبيات التي قد نخرج بها من هذه المشاركة وهذه العاطفة والمجاملة لن تخرج لنا لاعبا بمهارة ميسي ولا بصلابة رادوي ولا بضخامة الأفارقة ممثلة في منتخب غانا الذين حققوا كأس العالم للشباب 2009، وهل نسينا أننا ابطال آسيا للشباب عامي 86م و92 وعندما شاهدت رأي المحللين كالقول إن فترة إعداده للمنتخب قصيرة جدا لذلك يعذرون القروني في ذلك ونسي الجميع أن هذا المنتخب معد منذ سنتين وكنت متواجداً معهم في فترة الإعداد الاولى على يد مدربين برازيليين ورفقاء درب لمدرب اللياقة الحالي ماركوس الذي اختار جزءاً من هؤلاء اللاعبين بمتابعته لهم في عدة مناطق, ثم طالب المحللين من خالد القروني بضم لاعبين في خانة المحور اكبر أجساما وأكثر صلابة من معن خضري على الرغم من ان خالد القروني هو من أبعد لاعب نادي الهلال بندر البيشي ولاعب النصر ناصر السبيعي اللذين يمتعان بكل هذه الصفات. ومن خلال متابعتي لمنتخب الشباب في هذه المباريات وجدت أننا لم نختبر اختبارا حقيقيا إلا في مباراة أستراليا أما في بقية المباريات فلا الصين ولا سوريا ولا تايلند ولا اوزباكستان تستطيع مقارعتنا، والحمد لله أننا لم نقابل الكوريتين أو استراليا أو الإمارات أو اليابان في دور الثمانية لاننا بالتأكيد سنخرج كما خرجنا في سنوات سابقة، وكم تعجبت من تصريح مدير المنتخب عبدالله المصيليخ الذي شكك في التحكيم وأعمار المنتخبات الآسيوية ونسي انه قال فرحا بعد الفوز على أوزباكستان: "نشارك بفريق اصغر من المنتخبات الأخرى بمحض إرادتنا وهم من مواليد 92م وهم يشاركون والمنتخبات الاخرى تشارك بمواليد 91م والنظام معهم في ذلك فهل عندما نفرح نكيل المدح لعملنا وعندما نخسر نتهم الناس لأنهم فازوا علينا وخططوا أفضل من تخطيطنا"؟. ثم يستدل مدير المنتخب بكلامه أن بعض لاعبي المنتخب الاسترالي يشاركون مع فرقهم الأولى في الدوري ونسي أن ياسر الفهم شارك مع النادي الأهلي ويحيى دغريري مع نادي حطين وفهد اليامي مع نادي الكوكب والحارس عبدالله السديري تم ضمه من ناديه لدوري أبطال آسيا فهل مشاركة هؤلاء من السلبيات في ظل تطور الكرة في العالم أم أن مدير المنتخب يريدنا أن نكون من دول التخلف الكروي؟. وكان الأولى به أن يطرح الثقة بلاعبيه وهم مقبلون على مشاركة عالمية والمنتخبات المتأهلة فيها أقوى من المنتخب الاسترالي بكثير وكنت أتمنى أن يصرح مثل رئيس البعثة ناصر الشمري او تصريح مسؤولي المنتخب الإماراتي عندما خسر فريقه في دور الثمانية وبارك للمنتخب الاسترالي الفوز ووعد بتصحيح الأخطاء ومناقشة السلبيات وتفاديها في المشاركات المقبلة دون تشكيك أو اتهام. وللعلم أنني عملت منسقا إداريا مع إدارة هذا المنتخب قبل سنة كاملة ووجدت الفوضى الكاملة واعتذرت بسبب أنني لا استطيع العمل في هذه الفوضى وما إبعاد فهد اليامي إلا صورة من صور هذه الفوضى العارمة التي تأثرت بها نفسيا وأثرت على جميع اللاعبين والكثير ممن غادروا المنتخب في فترة بسيطة جدا وللعلم ان القصة الحقيقية لابعاد اللاعب فهد اليامي لم يتطرق لها أحد فهل نرى الإعلام الرياضي يظهر لنا الحقيقة من اللاعب نفسه؟ *المنسق الإداري السابق لمنتخب الشباب