انتهت مشاركة المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم بالخروج على يد منتخب البرازيل واتفق على ذلك المحللون ومنهم المهاجم السابق والمحلل محيسن الجمعان، ولو قيمنا منتخبنا منذ بداية البطولة في التصفيات الآسيوية وطريقة الإعداد سنجد التالي: تم تشكيله بعد خروجنا من كأس آسيا 2008م وتم ذلك بوجود مدربين برازيليين بقيادة المدرب نلسون رودريغيز مع المدرب الوطني عمر باخشوين وهذا التشكيل جاء وفق تجمعات في الرياض والقصيم والإحساء وأبها والمدينة المنورة وتم إعداد المنتخب سنة كاملة بمعسكرات داخلية وخارجية وميزانيات كبيرة بعدها غادر المدرب البرازيلي ولم يعد لأسباب غير واضحة وتم التعاقد مع المدرب البرازيلي ارنستو باولوا وحانت المشاركة في التصفيات الآسيوية بالعراق والمؤهلة لكأس آسيا وكانت هذه التصفيات تضم أفغانستان والهند وعمان والكويت والعراق ففزنا على أفغانستان والهند والكويت وتعادلنا مع عمان وخسرنا من العراق 3-صفر وتأهلنا ثاني المجموعة بعد أن خدمتنا الكويت بالتعادل مع عمان وبمستوى غير مطمئن وبعد ذلك تأهل المنتخب لكأس آسيا وقبلها بفترة بسيطة تم إبعاد المدرب البرازيلي وجهازه الفني بالكامل باستثناء مدرب اللياقة ماركوس وتم تشكيل جهاز فني وطني بقيادة المدرب خالد القروني وقد ضمت مجموعتنا في نهائيات كأس آسيا الصين و سوريا و تايلند، فخسرنا من الصين بثلاثية ثم فزنا على تايلند وسوريا بصعوبة بالغة 1-صفر وتأهلنا عبر المركز الثاني وهذا المركز خدمنا في أن نواجه أوزباكستان وليس كوريا الشمالية بطل آسيا ففزنا على أوزباكستان وتأهلنا لكأس العالم بمستوى غير مطمئن وكان طبيعيا أن نخرج من البطولة الآسيوية بخسارة من أستراليا والتي بررها المدير عبدالله المصيليخ تبريرا غير واقعي ومتهما المنتخب الاسترالي بالتزوير عندما قال: "إن منتخب أستراليا أعمارهم كبيرة ويلعبون في فرقهم الأولى في الأندية ، ثم خدمتنا القرعة في كأس العالم بمواجهة كرواتيا وجواتيمالا المنتخبات وحققنا الفوز عليها ولكن نيجيريا المنتخب القوي فاز علينا بدون مجهود 2-صفر، مع انه يكفيه التعادل لتصدر المجموعة لأنه سجل أهدافاً أكثر من منتخبنا في المجموعة فصعدنا إلى دور ال 16 مثلما صعدت جواتيمالا ، وخرجنا من البرازيل في شوط واحد وتعد أكبر خسارة لمنتخب في دور ال 16، نحن لا نريد أن نمتدح منتخبنا وان يعمينا ذلك عن البحث عن الأخطاء وإصلاحها، دعونا نقول الحقيقة فمنتخبنا لم يختبر إلا في أربع مباريات وهي مباراة العراق في العراق وخسرناها بثلاثية ومباراة الصين في الصين وخسرناها بثلاثية ومباراة أستراليا وخرجنا من كأس آسيا ومباراة نيجيريا وخسرناها ومباراة البرازيل وخسرناها أما باقي المباريات التي واجهناها فكانت دولاً لا تقارن بنا ولا تعد منتخاباتها كما نعد منتخبنا وميزانياتها بسيطة جدا ولا تقارن بنا ولو قارنا مشاركة منتخبنا بمشاركة المنتخب العربي الآخر مصر فشتان بين ما قدمت مصر ضد الأرجنتين وما قدمنا ضد البرازيل بل أن مصر خسرت بتمثيلية ركلتي جزاء من المنتخب الأرجنتيني وقدمت مستوى صفق له جميع العالم على الرغم ما تمر به مصر من ظروف، وقد تعجبت من المعلق السعودي على مباريات منتخبنا عندما يكيل المدح للاعبي منتخبنا في مباراتنا ضد البرازيل ونحن لم نقدم شيء ، فهناك فرق بين التمني والحقيقة على ارض الملعب، كما أن مدرب منتخبنا برر الخسارة بكثرة التنقلات في المباريات وهذا تبرير غير منطقي وتعودناه من منتخباتنا عن الخسارة، فجميع المنتخبات مرت بنفس الظروف ومنهم نيجيريا ومصر، فمن يشارك في كأس العالم ينبغي أن يحسب لمثل هذه الظروف خصوصا أن إعداد المنتخب كان بتخطيط المدرب نفسه وان لا نبحث عن التبرير أكثر من البحث عن التخطيط، وكنت أتمنى أن شاهد لاعبو منتخبنا قبل مباراة البرازيل إبداعات منتخب الشباب ضد البرازيل في كأس العالم عامي 1985 و1993م، وكانت عوارض وقوائم المنتخب البرازيلي ترتعد من تسديدات عبدالعزيز الرزقان و تسحيبات فهد الغشيان حتى لا يظن اللاعبون أننا نلعب مع البرازيل لأول مرة وأنهم حققوا نتيجة رائعة بالخسارة بثلاثة أهداف فقط . وبعد شهرين ستبدأ تصفيات كأس آسيا للشباب 2011م المؤهلة لكأس العالم 2013م بنفس المنتخب الذي شارك في البطولة العربية بالمغرب وحقق المركز الثاني وأرى أن يكون الإعداد بالكيف وليس بالكم، وقد شاهدنا أن التأهل لكأس آسيا من التصفيات التمهيدية سهل جدا بالنسبة لمنتخب مثل المنتخب السعودي، فالمبالغة في الإعداد تجلب الملل للاعب وجميع الأجهزة ويجب أن ندرس هذه المشاركة في كأس العالم وسلبياتها وايجابياتها وان لا ننساق خلف من يطبل لنا أو أن يمدح عملاً غير جيد فما شاهدناه في كأس العالم لا يرتقي لطموح أبناء السعودية وهو يشاهد منتخبات حققت الكثير من الانجازات في كؤوس عالم سابقة مثل سوريا ومصر وقطر والإمارات واليابان وكوريا والصين ووصلت لادوار لم نصلها نحن .