اعتبر المدرب الوطني خالد القروني المدير الفني لمنتخب الشباب، أن المهمة لن تتوقف على التأهل لكأس العالم في كولومبيا، بل تمتد للتأهل للنهائي الآسيوي والتتويج باللقب، مرجعا النتائج الإيجابية التي تحققت للمنتخب في البطولة القارية الحالية، إلى العمل الجماعي من قبل أفراد المنتخب، كذلك المتابعة التي وجدتها البعثة من القيادة الرياضية التي حرصت على توفير كافة الإمكانيات التي من شأنها أن تصل بالمنتخب إلى مراكز متقدمة على مستوى القارة، وأوضح القروني في هذا الحوار عبر الهاتف مع «عكاظ» أن أول عمل قام به للاستعداد لمواجهة أستراليا المقبلة مطالبة اللاعبين بنسيان المباريات الماضية والتركيز على مهمة الوصول للنهائي، مثمنا وقفة الجماهير السعودية في الصين، وكل من دعم وآزر المنتخب في مهمته الوطنية، القروني يكشف الكثير من خفايا المنتخب الشاب في السطور التالية: • كيف ترى تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم المقبلة في كولومبيا العام 2011م؟ أعتقد وصول المنتخب لنهائيات كأس العالم المقبلة، يعتبر إنجازا جديدا للكرة السعودية على الصعيد القاري، وتأكيدا على تواجدها في المحفل العالمي، ويبقى الإنجاز نتيجة عمل جماعي تم تحقيقه في ظل الدعم اللامحدود، الذي يجده المنتخب السعودي من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل، اللذان يوليان المنتخب الاهتمام والمتابعة المستمرة، وتلمسهما جميع الاحتياجات وتوفير كافة الإمكانيات التي تسهم في تهيئة جميع العوامل التي ستقود اللاعبين لتحقيق المزيد من الإنجازات للوطن، وهدفنا تتويج ذلك الدعم بتحقيق لقب بطولة كأس آسيا الحالي وتقديمه هدية للوطن، إلى جانب الوصول لكأس العالم في كولومبيا العام 2011م، وأود أن أشكر القيادة الرياضية على الثقة التي منحت لي لتولي مهمات العمل الفني لمنتخب الشباب، والتي تعتبر غير مستغربة في ظل الدعم الذي يجده المدرب الوطني، وسأسعى لبذل جهد أكبر وحصد المزيد من الإنجازات للوطن، والتأكيد على أن المواطن السعودي متى ماتوفرت له كافة الإمكانيات، قادر على صنع عمل يرضي جميع المتابعين. اللقب الآسيوي • هل طموحك سيتوقف عند التأهل لكأس العالم المقبلة؟ لا بل سأسعى بقوة من خلال كوكبة النجوم الشابة التي تتواجد معي في قائمة المنتخب، للمنافسة على حصد لقب كأس آسيا والتربع على عرش القارة، وتقديم منتخب يكون نواة المستقبل ودعامة قوية للمنتخب الأول، ويؤكد أن الكرة السعودية بخير وقادرة على تحقيق الانتصارات وحصد المزيد من الإنجازات على الصعيد القاري، وتبقى كأس العالم المقبلة في كولومبيا بحاجة للتخطيط الجيد والعمل الدؤوب، من أجل ظهور المنتخب السعودي بالصورة الفنية التي ينتظرها محبوه، والتي ستعكس مدى التطور الذي تشهده الرياضة في وطننا على الصعيد القاري وفي المونديال العالمي المقبل في كولومبيا. نسيان الماضي • ماذا أعددت لمواجهة أستراليا اليوم في دور نصف نهائي كأس آسيا؟ بالنسبة لي كمدرب بدأت عقب نهاية مباراة أوزبكستان في تجهيز اللاعبين لمواجهة أستراليا، بمطالبتهم نسيان جميع المباريات الماضية، والتركيز نحو مواصلة المشوار في البطولة الآسيوية، وحرصت على الاطلاع على عدد من المواجهات التي خاضها المنتخب الاسترالي في البطولة وآخر مباراة لعبها، بهدف الوقوف على أبرز نقاط الضعف والقوة، للإستفادة منها واستغلالها خلال مباراة اليوم، ويبقى اللاعبون قادرين على تطبيق النهج الفني والسير وفق الأسلوب الفني الذي سانتهجه خلال المواجهة المرتقبة لمواصلة المشوار في البطولة الآسيوية، وثقتي في الله ثم اللاعبين كبيرة بتحقيق الفوز والوصول للمباراة النهائية وحصد اللقب القاري. دافع للفوز • ألا ترى أن فرحة اللاعبين بالتأهل لنهائيات كأس العالم، ربما تقصي المنتخب من نصف النهائي؟ الروح المعنوية العالية التي يعيشها اللاعبون حاليا نتاج الجهد الفني الكبير الذي بذلوه من أجل تجاوز عقبة المنتخب الأوزبكي، وحصد الفوز بكل جدارة واستحقاق، وتتويج مجهوداتهم الفنية بالتأهل والمشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة، وسيكون الدافع كبيرا لدى جميع اللاعبين لمواصلة الانتصارات وتحقيق الفوز على المنتخب الاسترالي اليوم، والتأهل للمباراة الختامية للبطولة. خسارة الصين • ماهي أبرز العقبات التي واجهتك كمدرب؟ تظل البداية دائما صعبة وخسارتنا من المستضيف للبطولة المنتخب الصيني كانت بغير متوقعة، ولكن كانت بمثابة الدرس للاعبين وكشفت بعض السلبيات التي وقعوا فيها من خلال الأداء الفردي لبعضهم، مماساهم في الخسارة، وسرعان ماتم العمل على تلافي تلك السلبيات بشكل تدريجي في مباراتي تايلاند وسوريا، حيث استطاع اللاعبون الظهور بمستوى فني رائع وأداء جيد وروح عالية، وحصدنا الفوز في تلك المباراتين والتأهل لربع النهائي ومن ثم تجاوز المنتخب الأوزبكي في دور الثمانية، بعد مباراة ماراثونية، حيث كاد يتأهل عقب تقدمه بهدف، إلا أن روح وعزيمة اللاعبين وتنفيذه المهمات الفنية المطلوبة أسهم في عودة المنتخب لأجواء المباراة وإدارك التعادل، ومن ثم تحقيق الفوز والتأهل للدور نصف النهائي، ومواجهة المنتخب الاسترالي والسعي لتحقيق الفوز واللعب على اللقب الآسيوي. منتخبات قوية • هل تستحق المنتخبات التي وصلت لدور الأربعة في البطولة الآسيوية ذلك؟ جميع المنتخبات المتأهلة لدور نصف النهائي تعتبر قوية، ولم تصل لهذا الدور إلا لأنها من أفضل المنتخبات في البطولة، على الرغم من خروج المنتخب الإماراتي والياباني والصيني المستضيف، لذلك وصول منتخبات أستراليا والكوريتين الشمالية والجنوبية لدور الأربعة جاء عقب تخطي منتخبات ذي إمكانيات فنية عالية، وستبقى المنافسة على اللقب الآسيوي صعبة، وسأسعى للعمل مع اللاعبين على تحقيق الفوز في مواجهة أستراليا والتأهل للمباراة النهائية، وقد وضعت في الحسبان كافة الاحتمالات التي قد تواجهني في منافسات البطولة الحالية، ويبقى تحقيق اللقب هدفنا من أجل اعتلاء عرش القارة الآسيوية. معالجة السلبيات • وجهت لك بعض الانتقادات عقب خسارة المنتخب في دورة المصيف وبطولة الخليج أخيرا؟ كيف استطعت التعامل معها؟ يجب أن يعلم الجميع أن مشاركة المنتخب السعودي في دورة المصيف في الطائف جاءت في فترة تجهيز اللاعبين لياقيا، ولم نضع في الحسبان المنافسة على اللقب بقدر العمل تجهيز اللاعبين وفق البرنامج الإعدادي، وعقب خروجنا من دورة المصيف تم منحنا فرصة المشاركة في البطولة الخليجية الأولمبية بمنتخب الشباب، ونجح اللاعبون في تقديم أداء فني وتحقيق بعض الانتصارات أمام منتخبات البحرين والكويت وخسرنا من الإمارات، وحرصنا على الرغم من خسارة اللقب الخليجي في تلك المشاركة من الاستفادة من المباريات في تجهيز اللاعبين فنيا للبطولة الآسيوية، وكما شاهد الجميع المستويات الفنية التي ظهر بها اللاعبون في بطولة آسيا الحالية في الصين، وأتمنى أن تكون الانتقادات دائما هدفها مصلحة المنتخب من أجل أن تسهم في معالجة السلبيات، وتجاوز أي أخطاء قد تعرقل مسيرة المنتخب، الذي يسعى للمنافسة على كافة البطولات التي يشارك بها سواء خليجيا أو قاريا أو عالميا. العودة بالكأس • بماذا تعد الجماهير السعودية؟ سأسعى لتقديم كل ما من شأنه تحقيق اللقب الآسيوي من خلال اللاعبين الأبطال الذين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وآمال الجماهير العريضة في الوطن التي تتمنى عودتهم بالكأس القارية، كذلك الجماهير السعودية المتواجدة معنا في الصين والتي حرصت على التواجد في جميع المباريات لمؤازرة اللاعبين والشد من أزرهم. • كلمة أخيرة؟ أشكر صحيفة عكاظ على تواصلها المستمر وحرصها على متابعة المنتخب السعودي للشباب، مما يؤكد مدى الاهتمام الإعلامي الذي يحظى به المدرب الوطني، وتبقى من الصحف التي تسعى لمتابعة جميع الأحداث، وكمدرب وطني يسعدني التواصل من خلالها مع القراء واتمنى لها التوفيق والنجاح.