لم يكد حبر القرارات التنظيمية الجديدة الصادرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم يجف، ولم يكد الدم الجديد يدب في جسد اللجان المشكلة حديثاً حتى صوب البعض سهامهم نحوها وبدأوا كعادتهم بعد كل قرار جديد يفحصونها بمجاهرهم الرديئة ذات المواصفات الخاصة والمتوافقة مع طريقة تفكيرهم، والتي لا تعتمد على أسس أو منظور علمي بل يكاد يكون همهم الأوحد ميولهم أو بالأحرى البحث عن مصالحهم. بالتأكيد أنه وفي كل عمل هناك أخطاء تحدث وما يتفق عليه الجميع أنه لا يوجد نظام بدون ثغرات، ولكن المشكلة هنا ليست في من يناقش الأنظمة، ويطالب بإيضاح الصورة حول الكثير من النقاط التي أفرزتها القرارات الأخيرة؛ بل في كون النقد انصب على الأسماء المختارة للعمل في اللجان في تصرف أقرب ما يكون للغباء؛ بل هو الغباء بعينه، إذ من غير المعقول الحكم بفشل عمل اللجنة أياً كانت قبل أن تظهر نتائج عملها وقبل حتى أن تبدأ في العمل فعلياً، وهؤلاء صاروا كمن يحكم بطعم ومذاق فاكهة ما وهي لا تزال بذرة. حكموا بفشل اللجان الجديدة بل وصاحوا وندبوا وتبادلوا العزاء علانية ولإيضاح حجم حزنهم فعلوا البرامج الفضائية وتقافزوا للظهور والتصدي لأعضاء هذه اللجان التي صوروها وكأنها أتت للتو من الفضاء أو أنها لم تثبت نجاحها في أعمالها السابقة حتى بلغ بأحدهم أن طالب بتعيين أعضاء من ناديه المفضل صراحة حينما تساءل عن السبب في خلو بعض اللجان منهم، وحديث أمثال هؤلاء يجعل المشاهد العادي يسترجع لجانا سابقة ويسأل السؤال ذاته مما يعني أن من انتقد بتلك الطريقة أدان نفسه دون أن يعلم. عموما كل ما سبق لا يعني إطلاقاً الجزم بنجاح عمل اللجان كما هو العكس، وعليه وعلى الجميع الانتظار ومنح الفرصة للعمل ومن ثم الحكم على النتائج. وفي نظري أن من علل هجومه على التشكيل الأخير للجان بأنه لم ينتقد الأعضاء بقدر مطالبته بتعيين كفاءات من ناديه المفضل بالتأكيد يغالط نفسه لأن المطالبة بأسماء أخرى تعني عدم الثقة بالأسماء المطروحة، وربما يعتمد في رأيه على العاطفة لأن نظام التعيين إذا كان من انتقد اطلع عليه لا يعتمد على نظام التحصيص بقدر اعتماده على الاختيار الدقيق وفق المعايير الموضوعة من قبل المختصين بمعنى أنه لو كان اتجه في نقده للمعايير لربما كان منطقياً بعض الشيء إلا أن الذكاء خانه، والتسرع والعاطفة وضعاه في خانة «اليك» ليسقط في يده، والعشم أن تكون تلك المرحلة قد كشفت الأقنعة عن من يدعون الحياد ممن يسمون أنفسهم نقاداً.