دعا الأخصائي الاجتماعي والخبيرالأسري الاستاذ "محمد الزنيدي" الأسرة والمدرسة إلى ضرورة غرس وتنمية حب العمل التطوعي لدى الأبناء منذ صغرهم؛ لُيقبلوا عليه دائماً وفي أي وقت؛ نظراً لأهميته، وحاجة المجتمع للمتطوعين والمتطوعات على حد سواء، مستشهداً بالمواقف البطولية لشباب آمنوا بضرورة العمل التطوعي، وأنقذوا العديد من الأسر، كما في حالة سيول جدة وأمطار الرياض، فقد قاموا بدورالدفاع المدني، والإسعاف، الذي قد يتأخر نتيجة الظروف المحيطة. وأضاف: أن ثقافة العمل التطوعي تكمن في توعية أفراد الأسرة بأهمية التطوع، وضرورته، و إيجاد الفرص الملائمة للقيام بالعمل التطوعي؛ حيث كل شخص يتجه حسب ميوله وقدراته ودوافعه، موضحاً أن هناك من يسعى للتطوع من أجل حبه للآخرين، ومساعدتهم، بينما البعض الآخر تجتذبه من أجل تكوين العلاقات الاجتماعية وتقويتها، وهناك من يهدف إلى اكتساب الخبرات والمهارات التي من خلالها يتم تعميق مفهوم التطوع، والدعوة لاستقطاب المتطوعين، وتقويم جهودهم، وتشجيعهم، وإشعارهم بقيمة وأهمية الأعمال، والمهارات التي يقومون بها. وقال: "لا يخفى على المجتمع ما حققه القطاع التطوعي من قبول ونجاح وما ترك من أثراً إيجابياً ملموساً في مسيرته الماضية، كما لا يزال يسعى بخطواته المتسارعة لتحقيق المزيد من النجاحات المتلاحقة"، مشيراً إلى أن أكثر الدول المتقدمة تسعى بشكل دءوب لإشراك المتطوعين والمتطوعات كقطاع ثالث بجانب القطاعين - الحكومي والخاص - في عمليات النهوض بالمجتمعات وتنميتها، فمِن هذا المنطلق يجب علينا أن ننمي حب العمل التطوعي لدى أبنائنا. وأوضح "الزنيدي" أن بعض الأزمات التي تحدث، بحاجة لوجود المتطوعين فور وقوع الحدث، كما أنّ بعض المحافل والمناسبات بحاجة إلى دعم العمل التطوعي الذي يسد العجز في الكادر الوظيفي، مشدداً على أن العمل التطوعي "ثروة"؛ لأنه يقوم على القيم الاجتماعية الحميدة، والتراحم، والتعاون، والتكافل، ابتغاء وجه الله فقط، يقول عليه الصلاة والسلام: "إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة".