كشف مدير برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب الدكتور عيسى الأنصاري عن نجاح البرنامج في توظيف 43,215 شابا وشابة قائلا بأن توظيفهم جاء بفكرة تطوعية حيث يعمل البرنامج الآن على متابعة 19 ألف موظف منهم ومعالجة أوضاعهم الوظيفية وأفصح الدكتور الأنصاري في محاضرة نظمها نادي المنطقة الشرقية عن ثقافة التطوع وحضرها مجموعة من المهتمين بالعمل التطوعي من بينهم رئيس التحرير الأستاذ محمد الوعيل، بأن البرنامج يملك في خزينته 70 مليون ريال حيث أصبح مكتفيا ذاتيا بما يملكه من مبان وأوقاف منذ سنتين . وفصل في ورقته التي قدمها ،مفهوم التطوع وضرورة انتقاله من حدود المعاني التقليدية إلى المؤسسية ودخول مفاهيم جديدة وأساليب عصرية تتخذ من رسم الأهداف منهجا يضمن له الاستمرارية وينتقل إلى واقع حضاري ناتج عن إفرازات العولمة . حب الظهور وخالف الأنصاري من يقول إن حب الظهور للشخص الذي يعمل في هذا المجال الناتج عن العمل التطوعي معضلة تعرقل مسيرته قائلا مادام أن أهداف العمل متسارعة وناجحة فلا بأس بالظهور بل سيخدم الثقافة ويحقق المردود الإيجابي من ذلك . وقال إن التطوع ظاهرة اجتماعية موجودة على مر العصور منذ بدء الخلق وحتى الوقت الحاضر ولكنها تختلف في أشكالها ومجالاتها وطريقة أدائها وفق توجهات وعادات وتقاليد تنسجم مع الثقافات والمعتقدات الدينية لكل عصر ودولة فالمفهوم العام للتطوع هو بذل الجهد أو المال أو الوقت أو الخبرة بدافع ذاتي دون مقابل مادي وإن كان هذا التعريف في جزئيته الأخيرة غير شامل لا سيما في عصرنا الحاضر الذي طغت فيه المادة وتعقدت فيه أساليب الحياة المعيشية كما سنتطرق إلى ذلك لاحقاً. وأشار إلى أن أغلب المجتمعات وحتى المتحضرة يكون التطوع مقابل أجر مادي معلوم بل ومحدد أيضاً نتيجة للتطور الحضاري والتقدم التكنولوجي الذي شمل معظم دول العالم وما صاحب ذلك من تحسين أوضاع الشعوب المادية في هذه الدول كل ذلك أدى إلى انشغال الناس بأمور الحياة المعيشية والأسرية والصحية ويرى المؤرخون وعلماء الاجتماع أن تنامي الثروة وتحسن الرعاية الصحية والاجتماعية التي توفرها الدولة لمواطنيها يؤديان إلى فتور في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمعات المحلية مما يؤثر سلباً على العمل التطوعي في هذه المجتمعات وقد أشارت تقارير الأممالمتحدة إلى أن هذه المؤشرات أدت إلى نقص ملحوظ في أعداد المتطوعين حيث انخفض عددهم من 250 مليون متطوع إلى 100 مليون متطوع . برنامج الأمير ثم ختم ورقته بالحديث عن برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب وكيف أنه قام على فكرة تطوعية يهدف إلى زيادة سمة الولاء لولاة الأمر والانتماء للوطن لدى الشباب وتمليك الشباب من الجنسين المهارات الحياتية الأساسية التي تمكنهم من ممارسة حياتهم بصورة أكثر كفاءة و فعالية وتوعية الشباب بالأخطاء التي تواجههم كشباب سواء من النواحي الفكرية أو الصحية أو غيرها و كيفية التعامل معها وحماية أنفسهم منها. و تنمية المواهب و المهارات والجوانب الشخصية الإيجابية لدى الشباب ليعود ذلك بالنفع عليهم و على مجتمعهم وغرس روح المنافسة الشريفة بين الشباب وغرس حب العمل الاجتماعي بين الشباب وزيادة الحصيلة الثقافية لدى الشباب وجعلهم أكثر إدراكاً بالعالم من حولهم والتعامل معه مع المحافظة على هويتهم و ثقافتهم وتمليك الشباب المهارات التي تمكنهم من أداء مهام وظائفهم بأفضل صورة ممكنة. العمل المتقن في المقابل كشف الدكتور خالد الغامدي مدير مركز الدراسات التطوعية بجمعية العمل التطوعية في المنطقة الشرقية عن نجاح جمعية العمل التطوعي في تسجيل 2700 متطوع و900 متعاون وقبول 22 جهة تطوعية من بين 36 فرقة في المركز السعودي للعمل التطوعي. وأفسح حديثا عما حققته الجمعية خلال الفترة الماضية من حضور وتحالفات محلية وخليجية وعربية نظير العمل المقنن بوجود كوادر وخبرات متخصصة للتخطيط والتنفيذ للأعمال للتطوعية, مؤكداً على أهمية التوافق بين العمل التطوعي والقطاع التجاري لضمان الاستمرار والبقاء وقال الغامدي إن المركز يعتبر أحد برامج الجمعية المخصّص لدعم الجوانب العلمية في التطوّع والمسؤولية الاجتماعية، حيث يُعنى بجوانب التطوير والدراسات والبحوث والإحصاء والإنتاج الوثائقي, بهدف تمكين الكوادر التطوّعية ليكونوا عاملاً فاعلاً بالتنمية الاجتماعية، بتعزيز ونشر ثقافة العمل التطوّعي عبر الإنتاج المعرفي، إلى جانب تعزيز قدرات المنظّمات غير الربحية بتقديم خدمات الاستشارات في التخصّصات الإدارية والتنفيذية والإعلامية. وكشف الغامدي عن إطلاق رخصة العمل التطوعي مُعتَرَف بها، وهي ذات 3 تصنيفات (الأساسي-الاحترافي-المتخصص) ولها شروط محددة ورسوم مخفضة لتغطية المصاريف. وختم الحديث بالقول إن أنواع التطوع تندرج في ثلاثة مسميات هي الخدمي والتثقيفي والاقتصادي . وفي نهاية اللقاء توالت المداخلات وتنوعت أطروحاتها بعدها كرم رئيس النادي الأدبي الكاتب خليل الفزيع فارسي الأمسية. رئيس التحرير في الامسية جانب من الحضور