كثيرون عدوا وصول المنتخب السعودي للشباب الى مونديال كولومبيا صيف العام المقبل انجازا جديدا للكرة السعودية، وربما يكون لغياب المنتخبات عن المشاركات المونديالية منذ العام 2003 دور في هذه الرؤية القاصرة أو هكذا أعتقدها. لم يعد التأهل للمونديال بدرجاته الثلاث انجازا لبلد تعود على التواجد في المحافل العالمية منذ مايزيد على العقدين، فهل يقبل ان نعد الوصول لمونديال كولومبيا 2011 انجازا، وهو يأتي بعد مايزيد على 25 عاما من التأهل لمونديال الشباب في الاتحاد السوفيتي سابقا عام1985. ربع قرن مرت منذ الظهور الاول في المحفل العالمي أليست كافية ليتحول الانجاز بنظرنا من مجرد التأهل الى المنافسة على تحقيق اللقب العالمي الذي توجت به منتخبات لا تتفوق علينا سوى بالطموح الذي قادهم لإحراز اللقب وأوقفنا عند بوابة التأهل. لا أريد أن أقلل مما حققه صغارنا في الصين وإن لم يوفقوا في التأهل للنهائي، وربما كان للاشادات الكبيرة والفرحة العارمة التي عاشوها بعد بلوغ كأس العالم دور في تشتيت اذهانهم واقتصار طموحاتهم على مجرد التاهل، الا ترون معي ان منتخبا بحجم المنتخب السعودي يفترض ان لايتوقف سقف طموحاته عن الوصول مع ثلاثة منتخبات أخرى للمونديال؟. "الاخضر" الشاب أمتع كل من شاهده باداء استعراضي رائع ومهارات فردية عالية لم تغب يوما عن الاجيال المتلاحقة من اللاعبين السعوديين، ولكن المشكلة الاساسية التي يعاني منها اللاعب السعودي وظهرت جليا في هذه البطولة هي النقص الواضح في المهارات الاساسية في كرة القدم خصوصا مهارة اللعب بدون كرة والانتشار السليم داخل الملعب وعدم الدقة في استلام وتسليم الكرة والبطء في نقل الكرة، اضافة الى ضعف التكوين الجسماني.. هذه الامور ساهمت بشكل كبير في خسارة المنتخب امام استراليا في نصف النهائي، فرغم التفوق المهاري الفردي الواضح لصغارنا الا ان هذه الفنيات وحدها لم تكف للتفوق على منتخب يتقن لاعبوه المهارات الاساسية لكرة القدم حتى وان لم يمتعوا. لاعبو "الاخضر" الشاب بحاجة لاعداد مضني ومدروس للمونديال اللاتيني حتى لاتتوقف طموحاتنا عند المشاركة من أجل الاحتكاك!