للعام الثاني على التوالي عاشت الكرة السعودية موسمين هما الأسوأ لها في العقود الثلاثة الماضية، فبعد فشل المنتخب الأول في التأهل لنهائيات كأس العالم التي استضافتها جنوب أفريقيا في العام الماضي، ما اعتبره المراقبون ضربة قاصمة لها، فقد خرجت من الموسم المنصرم أيضاً بفشل ذريع لا يقل عن سابقه حينما سقط (الأخضر) في نهائيات كأس آسيا التي استضافتها الدوحة في يناير الماضي بعدما عجز عن العبور للدور الثاني ليودع البطولة من دورها الأول. وهو الذي دخلها كأحد المرشحين للفوز باللقب. وكان المنتخب السعودي قبل ذلك بشهر قد خسر بطولة الخليج التي استضافتها اليمن، وهو ما احدث هزة، وصفت يومها بأنها زلزال ضرب الكرة السعودية، حيث تسبب في إحداث متغيرات جذرية على غير صعيد؛ خصوصاً من جهة استقالة الأمير سلطان بن فهد من جميع مناصبه، وحل الأجهزة الإدارية والفنية للمنتخب. (الأخضر) المختلط يخسر «خليجي 20» ومنتخب الشباب ينجح في كولومبيا (الأخضر) والسقوط المدوي ليس ثمة وصف يمكن أن يوصف به حضور المنتخب السعودي الأول في الموسم المنصرم سوى أنه كان حضوراً فاشلاً بما للكلمة من معنى، فالمنتخب الذي شارك في بطولتين تمثلتا في بطولتي كأس الخليج، وكأس آسيا خرجا منهما دون أن يحقق تطلعاته منهما، وما تصبو إليه جماهيره. المشاركة الأولى كانت في «خليجي 20» والتي استضافتها اليمن في الفترة من 22 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر، ودخلها المنتخب بلاعبين يمثلون خليطاً من لاعبي الخبرة والصاعدين كمحمد الشلهوب وتيسير الجاسم، وكامل الموسى وعبداللطيف الغنام، وعبدالعزيز الدوسري، ومهند عسيري، وابراهيم غالب وهو القرار الذي اتخذه المدرب خوزيه بيسيرو، وعلى الرغم من وصول (الأخضر) للمباراة النهائية بيد انه سقط عند خط النهاية على يد المنتخب الكويتي بخسارته بهدف نظيف، وقد أحدثت الخسارة ردود فعل متباينة ما بين من رأى بأن المشاركة كانت إيجابية، وبين من رآها سلبية؛ لكن الصحيح بين كلا الرأيين أن (الأخضر) خسر اللقب الخليجي للمرة الرابعة على التوالي. ولم يكد مسيرو المنتخب يلتقطون أنفاسهم حتى جاءت المشاركة الثانية، وهي الأهم بعد شهر واحد، إذ دخل (الأخضر) منافسات كأس آسيا التي استضافتها العاصمة الدوحة في الفترة من 9 وحتى 29 يناير الماضي، وكانت الطموحات ترتقي إلى مستوى الفوز باللقب رغم صعوبة الأمر، بيد ان المفاجأة تفجرت مع أول مباراة حينما خسر المنتخب من نظيره السوري 1-2، وهي الخسارة التي أطاخت برأس بيسيرو لتتم الاستعانة بالمدرب السعودي ناصر الجوهر الذي لم يكن أوفر حظاً من سابقه إذ خسر مواجهة الأردن الثانية بهدف نظيف، قبل النتيجة التي قصمت ظهر المنتخب على يد «محاربي الساموراي» اليابانيين الذين دكوا الشباك الخضراء بخماسية بيضاء لتفجر تلك النتيجة براكين الغضب في الشارع السعودي، والتي أدت إلى إقدام رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد إلى تقديم استقالته من جميع مناصبه الرياضية ليعين الأمير نواف بن فيصل خلفاً له. الاتحاد حفظ ماء الوجه في الآسيوية وثلاثة أندية خرجت من المولد بلا حمص (الأخضر) الشباب والعبور للمونديال وفي وقت ودع (الأخضر) الكبير موسمه بفشل ذريع، كان (الأخضر) الشاب يسطر للكرة السعودية مجداً جديداً حينما نجح في التأهل لكأس العالم للشباب في كولومبيا، وذلك بعد نجاحه في خطفه لواحدة من البطاقات الأربع المؤهلة، وذلك خلال مشاركته في بطولة آسيا التي استضافتها الصين في الفترة من 3 وحتى 17 أكتوبر، إذ وعلى الرغم من خسارته لمباراته مع نظيره الاسترالي في نصف نهائي البطولة بهدفين نظيفين إلا أن ذلك ضمن له العبور للمونديال ليحفظ بذلك شيئاً من ماء وجه الكرة السعودية الذي أريق في المحافل الدولية. ولم يكتف منتخب الشباب بقيادة المدرب الوطني خالد القروني بالحضور في «مونديال كولومبيا» كضيف شرف بل نجح في وضع بصماته بقوة في البطولة العالمية حينما نجح في التأهل لدور ال16 عن مجموعته التي ضمت إلى جانبه منتخبات كرواتيا وغواتيمالا ونيجيريا، حيث نجح في الفوز على الأول بهدفين نظيفين، وعلى الثاني بستة أهداف نظيفة، قبل أن يخسر من نيجيريا بهدفين نظيفين؛ ليتأهل كثاني المجموعة خلف نيجيريا ويلاقي منتخب البرازيل الذي وضع حداً لطموحاته في «المونديال» بعد فوزه عليه بثلاثية بيضاء. وفي وقت نجح منتخب الشباب في حضوره الدولي، فقد غاب منتخب الناشئين عن بطولة آسيا التي استضافتها كوريا الشمالية في أكتوبر الماضي لعدم تأهله لها، في حين حضر في بطولة الخليج التي استضافتها الكويت في سبتمبر الماضي، واكتفى فيها بمركز الوصافة بعد خسارته في النهائي من نظيره الإماراتي بهدفين نظيفين. سقط ثلاثة ونجح الاتحاد علي صعيد الأندية فقد شاركت الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا بأربعة فرق هي الهلال والاتحاد والشباب والنصر، وقد نجحت الفرق الأربعة في بلوغ الدور الثاني، بيد أن الاتحاد وحده من استطاع أن يتجاوز عقبة دور ال16 ويمضي نحو دور ربع النهائي، في حين سقط الهلال والنصر والشباب تباعاً ليتقلص حظوظ الكرة السعودية كثيراً في حصد اللقب الآسيوي، إذ انحصرت الآمال على الفريق الاتحادي. أبرز أحداث الموسم • خسارة بطولة (خليجي 20) التي استضافتها اليمن على يد منتخب الكويت في المباراة التي النهائية التي انتهت لمصلحة الأخير بهدف نظيف. • الاخفاق في بطولة آسيا التي استضافتها الدوحة بمغادرة البطولة من دورها الأول بعد ثلاث هزائم متتالية. • استقالة الأمير سلطان بن فهد من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم على خلفية فشل المنتخب الأول في كأس آسيا. • قبول الاستقالة التي تقدم بها مدير المنتخب فهد المصيبيح والمدرب ناصر الجوهر بعد الإخفاق في بطولة آسيا. • إقالة المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو بعد المباراة الأولى للمنتخب أمام سوريا في بطولة آسيا. • تعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم. • تعيين محمد المسحل مديرا لإدارة شؤون المنتخبات. • تعيين خالد المعجل مديراً للمنتخب الأول. • التعاقد مع المدرب الهولندي الشهير فرانك ريكارد لقيادة المنتخب. • إعفاء الأمين العام للاتحاد السعودي فيصل العبدالهادي. • المنتخب السعودي تعرض لضربة موجعة في كأس آسيا الأخيرة • القروني قاد منتخب الشباب للتأهل لكأس العالم • الاتحاد تأهل للادوار النهائية لدوري أبطال آسيا * النويصر: الإخفاق في كأس آسيا لا يعني فشل اتحاد الكرة اعترف عضو الاتحاد السعودي والمدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين محمد النويصر بأن ما حدث للمنتخب السعودي في كأس آسيا في الدوحة كان أشبة بالزلزال الذي هز الكرة السعودية، مؤكداً في الوقت نفسه بأن الاتحاد السعودي استطاع أن يمتص تداعياته عبر قرارات استراتيجية ساهمت في معالجة ما خلفه من أضرار سلبية. وقال: «لقد تعاطينا مع أحداث الدوحة على طريقة «رب ضارة نافعة»، حيث بدأنا مباشرة في معالجة كل مسببات ذلك الزلزال، سواء على مستوى المنتخب من خلال القرارات التي صدرت والتعيينات التي تمت والبرامج التي وضعت في سبيل ترتيب أوراق المنتخب، وكذلك على مستوى المسابقات المحلية حيث اطلعت كل اللجان بأدوراها؛ لأننا على إيمان بأن العمل يبدأ من الأندية مروراً بالمسابقات وانتهاء بالمنتخب». وشدد النويصر على أن إخفاق المنتخب الأول في كأس آسيا لا يعني فشل اتحاد الكرة في عمله خلال الموسم المنصرم، مؤكداً بأن نجاحات كثيرة تحققت سواء بتأهل منتخب الشباب لمونديال كولومبيا، أو من خلال نجاح الموسم الرياضي محلياً على المستويين الفني والتنظيمي. وقال: «وصول منتخب الشباب لكأس العالم وبقيادة مدرب وطني هو بحد ذاته إنجاز، ونأمل أن ينجح خالد القروني في مهمته خلال مونديال كولومبيا، وبالإضافة إلى ذلك فإن الكرة السعودية باتت تمتلك أكثر من منتخب جاهز على مستوى القطاعات السنية، سواء بالنسبة للمنتخب الأولمبي الذي يمضي قدماً في تصفيات «أولمبياد لندن» او منتخب الشباب مواليد «1993»، وكذلك منتخبي الناشئين والبراعم». وأضاف: «وإذا ما تجاوزنا المنتخبات إلى المسابقات المحلية، فإنني أقول وبثقة أننا انهينا موسماً ناجحاً ، إن على المستوى الفني أو على المستوى التنظيمي، رغم الإطالة التي صاحبته بسبب توقف الدوري، فزيادة الأندية إلى 14 نادياً كان إضافة فنية للدوري، إذ كانت المنافسة على أشدها بين الأندية وفي كل المراكز، وكذلك على مستوى التنظيم وفي غير جانب كالتسويق حيث ارتفع دخل الأندية من جهة مبيعات منتجات الأندية وإعلانات الملاعب، كما تضاعف الحضور الجماهيري، وهو ما أظهرته الإحصائيات الرسمية». وتوقع النويصر أن يكون الموسم المقبل ناجحاً بكل المقاييس بقدرة المنتخب على معالجة أوضاعه خلال مشاركته في تصفيات كأس العالم، وان يتضاعف النجاح في الدوري بدخول رعاة جدد، وزيادة ساعات البث، واتساع دائرة المتابعة تلفزيونياً، وازدياد الحضور الجماهيري، وتنامي الوعي الاحترافي لدى الأندية لاسيما على الصعيدين القانوني والاستثماري».