استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مدينة غزة    "الشركة السعودية للكهرباء توضح خطوات توثيق عداد الكهرباء عبر تطبيقها الإلكتروني"    العضلة تحرم الأخضر من خدمات الشهري    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    د.المنجد: متوسط حالات "الإيدز" في المملكة 11 ألف حالة حتى نهاية عام 2023م    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالكويت يزور مركز العمليات الأمنية في الرياض    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بدولة الكويت يزور الهيئة الوطنية للأمن السيبراني    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الشرقية تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى هيئات تطوير المناطق    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير القادم    سلمان بن سلطان يدشن "بوابة المدينة" ويستقبل قنصل الهند    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    افتتاح إسعاف «مربة» في تهامة عسير    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    1% انخفاضا بأسعار الفائدة خلال 2024    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    تجربة مسرحية فريدة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    لمحات من حروب الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.المسند: دخول الوسم السبت والبرد غير قارس ومعدل «السيول» طبيعي
المملكة تشهد قدوم منخفضات جوية تجلب الرطوبة والأمطار
نشر في الرياض يوم 13 - 10 - 2010

العرب قديماً وحديثاً تطلعوا إلى دخول موسم الوسم والأمطار والتغيرات الجوية والتي تأتي بعد أشهر الحر والجفاف والاستقرار الجوي الرتيب، وقد ترددت الكثير من الأسئلة حول الوسم وحالات عدم الاستقرار الجوي في المملكة، وأبرز التنبؤات الجوية المتوقعة في الوسم؟، ومتى وقت دخوله؟، وما خصائصه المناخية؟، وما حقيقة تنبؤات المرصد الروسي؟، وغير ذلك من الأسئلة التي تتناولها «الرياض» في حوار شامل مع «د.عبدالله المسند» عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم والمشرف على جوال كون المتخصص في الطقس والمناخ، وفيما يلي نص الحوار:
تقرير «المرصد الروسي» غير واقعي والتنبؤات الجوية نسبية وليست قطعية
نجم سهيل يتوارى
* تفضلت في حديث سابق عن نجم سهيل ووقت ظهوره فهل انتهى موسمه؟، ومتى يدخل الوسم؟
- آخر يوم في موسم سهيل هو 15 أكتوبر "يوم الجمعة المقبل"، ويعقبه مباشرة دخول الوسم في 16 أكتوبر، ويأتي دخول موسم الوسم بعد دخول طالع الصرفة، وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، وسميت الصرفة بالصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجراً من المشرق أوائل أكتوبر، وانصراف البرد عند غروبها فجراً في جهة المغرب منتصف مارس تقريباً. والوسم ليس بمنزلة أو نجم في السماء، بل صفة لوقت من السنة، وله من المنازل القمرية أربعة: العواء ودخوله في 16 أكتوبر، يليه السماك ودخوله في 29 أكتوبر، يليه الغفر ودخوله في 11 نوفمبر، وأخيراً الزبانا ودخولها في 24 نوفمبر.
«بواكير الخير» تهل على الشمال أولاً و«الكمأ» بعد شهرين.. وطيورالحبارى والكروان تبدأ موسم الهجرة
دخول الوسم
* ولكن.. هل يوجد اختلاف بين المؤقتين والحسّابين في دخول الوسم؟.. وإن وجد فما حقيقة هذا الاختلاف؟
- نعم.. يختلف وقت دخول موسم الوسم من حساب إلى آخر، ففي حين تقويم أم القرى يجعل دخوله في 16 أكتوبر، هناك حسابات أخرى تجعله قبل ذلك على سبيل المثال في 10 أكتوبر كما عند ابن بسام الفلكي -رحمه الله-، ووفقاً لحساب أم القرى ينتهي الوسم في 6 ديسمبر فيكون عدد أيامه 52 يوماً.
طول الليل
* في موسم الوسم أيهما أطول الليل أم النهار؟
- وفقاً لأفق المملكة فإن الليل يكون أطول من النهار في الوسم، وسيكون طول الليل خلال اليوم الأول من الوسم (16 أكتوبر الموافق 8 ذي القعدة) وفي أقصى شمال المملكة 12 ساعة و 37 دقيقة وهو الليل الأطول في حينه، بينما في وسط المملكة 12 ساعة و 27 دقيقة، أما في جنوب المملكة 12 ساعة و 15 دقيقة وهو الليل الأقصر في حينه. ويستمر الليل يأخذ من حصة النهار بمعدل دقيقة و12 ثانية في الشمال، و 52 ثانية في الوسط، و 34 ثانية في الجنوب، وذلك بشكل يومي وذلك على وجه التقريب، حتى يكون طول الليل خلال آخر يوم في الوسم (6 ديسمبر الموافق 30 ذي الحجة) وفي أقصى شمال المملكة 13 ساعة و 49 دقيقة وهو الليل الأطول في الوسم، بينما في وسط المملكة 13 ساعة و19 دقيقة، أما في جنوب المملكة 12 ساعة و 49 دقيقة، وهو الليل الأقصر في حينه. وعليه يتبين أن الليل يطول والنهار يقصر كلما اتجهنا شمالاً في هذا الوقت من السنة، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ.
هذا من جهة ومن جهة أخرى ففي الوسم يقع أبكر وقت لدخول وقتي صلاة الظهر والعصر خلال العام، وفي آخره أبكر وقت لدخول وقتي المغرب والعشاء خلال العام وسيستمر بمشيئة الله تعالى حتى مطلع ديسمبر.
سبب التسمية
* لماذا سمي الوسم بالوسم؟
- معنى الوسم هو العلامة والكي أو أثر الكي، والجمع وسوم، وسميت هذه الأيام بالوسم لأن أمطارها بإذن الله تعالى تسم الأرض بالخضرة والكلأ والنبات، ومطره نافع للأرض بإذن الله تعالى وهو منبت للكمأة وأصناف النباتات البرية المختلفة، ويقال احسب من أول مطرة 70 يوماً عندها يظهر أول الفقع، قلت وربما أقل من ذلك كخمسين يوماً ونحوه إذا كان الجو دافئاً والله أعلم.
موسم الوسم
*حدثنا عن خصائص موسم الوسم؟
- عند دخول الوسم تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب، وتبدأ الأجواء بالتحسن، وتنخفض درجة الحرارة ويبرد الليل، ويشعر الإنسان في البر بحاجته لإشعال النار ليلاً، وفيه بداية تسخين الماء في الوسطى، وفيه قد يغلق بعض الناس التكييف البارد ليلاً لاعتدال الجو، وفيه ينشط فيروس الأنفلونزا الموسمية بين الناس، وفي آخره ومع بداية ديسمبر يبدأ معظم الناس بارتداء الملابس الشتوية في معظم المناطق خاصة الفجر، وفي موسم الوسم تبدأ هجرة طيور الحبارى، والكروان، والكرك الأصلع، وفي آخره تبدأ هجرة طيور الجوني، والكدري.
التقلبات الجوية
* ماذا عن التقلبات الجوية خلال هذه الفترة من السنة؟
- خلال هذه الفترة من السنة تبدأ مراكز الضغط الجوي بالتداخل وعدم التمايز، وذلك للانتقال من فصل مناخي لآخر، وتتعاظم وتتسع الضغوط المرتفعة تدريجياً على حساب الضغوط المنخفضة، حيث يتسع المرتفع الجوي الشمالي البارد وتزداد رقعة الكتلة الهوائية السيبيرية الباردة، وتمتد جنوباً لتدفع معها مسار المنخفضات الجوية الحركية جهة الجنوب لتؤثر على عروض المملكة، منها تبدأ بواكير المنخفضات الجوية الممطرة بإذن الله في عبور شمال المملكة من الغرب إلى الشرق.
المنخفضات الجوية
* متى يبدأ تأثير المنخفضات الجوية؟
- يتزامن دخول الوسم مع قدوم المنخفضات الجوية، والتي بإذن الله تعالى تجلب الرطوبة والأمطار وحالة عدم الاستقرار، والتي يبدأ تأثيرها على المملكة من منتصف شهر أكتوبر إلى شهر مايو، وهذه المنخفضات الجوية تنقسم إلى نوعين الأول: المنخفضات الحركية الجبهوية والتي لديها جبهتان دافئة وباردة كمنخفضات البحر المتوسط، والنوع الثاني: منخفض البحر الأحمر الحراري وهو وليس له جبهة حركية، وعندما يتحد المنخفضان مع وجود أخاديد باردة علوية تحدث بإذن الله تعالى حالة من عدم الاستقرار الإيجابية والتي قد تسيطر على المنطقة لبضعة أيام مخلفة أمطاراً وسيولاً.
التنبؤات الجوية
* لكن بعض الناس يتحرج من ذكر التنبؤات الجوية ويعتقد أن الحديث في هذا السياق يدخل في حيز الممنوع شرعاً؟
- الله تعالى يقول {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، أي أن الله يرسل الرياح، وبمصطلح علم الأرصاد (المنخفضات الجوية) بشراً (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)، أي بين يدي المطر والذي هو رحمة من عند الله، من أجل أن يدخل الله تعالى السرور في قلوب عباده قبل مجيء المطر، قال تعالى {ومن آيته أن يرسل الرياح مبشرات، منها يعلم الإنسان عن قرب مجيء وحدوث الغيث (قبل قدومه) عبر علامات جوية قدرها الخالق عز وجل ويعرفها المختصون العاملون في هذا الميدان، حتى أصبح نشوء وتحرك المنخفضات الجوية من علم الشهادة لدى المختصين، وفي الوقت نفسه في علم الغيب لدى الكثيرين، لذا فالمتنبئون الجويون يتوقعون نزول المطر ولا يجزمون به البتة، فقد ينزل المطر وقد يتخلف، والعلم المطلق عند الخالق سبحانه وتعالى، وعلم التنبؤات الجوية علم نسبي وليس قطعيا، وهو علم مفيد للبلاد والعباد حتى لا يؤخذ الناس على حين غرة بسبب جهلهم بسنن الله الكونية، وحتى يأخذ الناس بالأسباب التي مكنهم الله منها للوقاية من الكوارث أو التخفيف من آثارها على الأقل.
*نسمع ونقرأ عن التوقعات والتنبؤات الجوية طويلة المدى لعنصري المطر ودرجة الحرارة وذلك لهذا الموسم، والسؤال: هل تستطيع النماذج الرياضية أو الخبرات الميدانية بالتنبؤ طويل المدى؟
- أزعم أن مناخ وطقس الجزيرة العربية من الصعوبة والتعقيد بمكان لدرجة أن موسم الأمطار (من أكتوبر إلى مايو) لا يكاد يخضع لنمط تكراري متسق يمكن معه استقراء المستقبل والتنبؤ بموسم رطب أو جاف بشكل دقيق نعتمد عليه، ومعظم المحاولات في هذا السياق سواء كانت نتائج نماذج رياضية مناخية، أو خبرات ميدانية ليست دقيقة، ولا موثوق بها بدرجة كبيرة خاصة في جانب عنصر المطر والله أعلم.
النماذج المناخية
*هل لك أن تطلعنا على نتائج النماذج المناخية حيال الموسم الحالي؟
- تفيد التنبؤات الجوية عن موسم الوسم لعام 2010 ووفقاً للموقع الأوربي ECMWF وطبقاً للنماذج العددية الرياضية لديه، تشير إلى احتمالية بقاء الأمطار في المملكة هذا الموسم حول معدلها أو أقل، وعلى صعيد درجة الحرارة تشير النتائج إلى أجواء قد تكون حول معدلها العام في الوسطى وأعلى من المعدل (أكثر دفئاً) في الشمالية، وأقل من المعدل (أكثر برداً) في الجنوبية، وفي الاتجاه نفسه نجد أن لدى الموقع البريطاني Met Office إشارات تؤيد النموذج الأوربي في شأن كمية الأمطار المتوقع هطولها على أنها عند معدلها السنوي، وعلى مستوى درجة الحرارة النموذج البريطاني يخالف الأوربي ويعطي إشارات إلى أن درجة الحرارة أقل من معدلها السنوي أي إن الأجواء باردة نسبياً .. ووفقاً لتوقعات الوكالة اليابانية لعلوم الأرض والبحار JAMSTEC فإن الأمطار لهذا الموسم حول معدلها، ودرجة الحرارة أيضاً عند معدلها أو أعلى بقليل. ووفقاً للموقع الروسي Hydrometcentre of Russia فإن الأمطار المتوقعة خلال موسم الوسم أقل من المعدل السنوي، بينما درجة الحرارة عند معدلها أو أعلى بقليل (أدفأ). وأيضاً موقع APCC في كوريا يوافق المجموعة في كون الأمطار المتوقعة لهذا الموسم حول معدلها أو أقل، بينما درجة الحرارة متوقع أن تكون فوق المعدل. وأيضاً توقع المعهد الدولي لأبحاث المناخ IRI أن تكون درجة الحرارة عند معدلها أو أعلى (أي أدفأ)..وخلاصة مخرجات هذه التوقعات: أن درجات الحرارة خلال الوسم بوجه عام متوقع أن تكون حول إلى أعلى من المعدل السنوي لمثل هذه الفترة من السنة، أي إن الموجات الباردة القياسية قد تكون ضعيفة، بينما الأمطار حول المعدل السنوي وقد تكون أعلى قليلاً من المعدل نهاية الموسم وبداية المربعانية والله أعلم.
التوقعات طويلة المدى
* لكن على ماذا تبنى هذه التوقعات طويلة المدى بشأن الأمطار ودرجة الحرارة؟
- التوقعات والتنبؤات المناخية طويلة المدى تبنى على محاكاة عوامل ومتغيرات طبيعية غاية في التعقيد، لدرجة أنه يصنع لها أجهزة حاسوبية خاصة وتعد الأسرع والأغلى في العالم وحجمها بحجم الحافلة، وتعمل لعدة ساعات حتى تخرج لنا الصورة المتوقعة للأحوال الجوية، وبرامج المحاكاة تأخذ بالحسبان الغلاف الجوي بطبقاته المتعددة، والغلاف الصخري، والمائي، والحيوي، كما تأخذ بعين الاعتبار أنشطة الإنسان نفسه لتعمل كل هذه الأغلفة والعوامل كمنظومة واحدة في الحاسب ليحاول ووفق معايير علمية غاية في التعقيد لمحاكاة الواقع من أجل التنبؤ الجوي المستقبلي. ومن هذه الأنظمة التي تؤخذ بعين الاعتبار عند المحاكاة الحاسوبية ظواهر مناخية عالمية تؤثر في مناخ العالم أو جزء منه نحو ظاهرة إل نينو El Nino والانينا La Nina (ENSO) في شرق المحيط الهادي وظاهرة القطب المزدوج The Indian Ocean Dipole في المحيط الهندي وغيرها.
المرصد الروسي
*لكن هناك أخباراً واسعة الانتشار عبر وسائل الإعلام تفيد أن المرصد الروسي يتوقع أمطاراً غزيرة على المملكة، وتحديداً منطقة مكة، فما مدى صحة ذلك؟
- أنا تقصيت الخبر فلم أجد في موقع المركز الروسي للمياه والمناخ أي تقرير مكتوب في هذا الاتجاه، والواقع أن الموقع الروسي نشر فقط خريطة للعالم عليها توقعات الأمطار فقط. ولقد قام زميل من أحد المحللين الجويين المحلين بتحليل الخريطة وكتابة رأيه العلمي حولها في إحدى الصحف والتي بدورها أضافت بعض المعلومات أو حذفت جزءا منها من أجل الإثارة الصحفية على حساب المادة العلمية والحقيقة المثبتة، وهذا كل شيء عن خبر المرصد الروسي والذي طارت به الركبان.
مصداقية التنبؤ
*أي من توقعات النماذج والمواقع تميل إلى مصداقيتها من خلال خبرتك وتخصصك؟
- شخصياً أستأنس بها جميعاً، ولا أتكئ عليها ولا أثق فيها 100% ولا حتى 50% ، فالتنبؤات بعيدة المدى لأجواء المملكة لازالت عصية وخفية وفيها الكثير من الثغرات والقصور، خاصة في عنصر المطر، وأحياناً تصدق بنسبة تتراوح بين 15 إلى 75%، وقد تتغير وتتبدل التوقعات في أي لحظة، فالعلم والعلماء حتى هذه اللحظة عاجزون عن الفهم الكلي والشامل لطبيعة المناخ والعوامل المؤثرة فيه، وبالتالي هم لا يستطيعون ترجمة معارفهم الحاضرة والقاصرة حيال الطقس وتقلباته إلى معادلات ودالات وقوانين رياضية بموجبها يستطيعون التنبؤ بدقة 100% ، وكلما ازداد العالِم علماً بأحوال الطقس والمناخ بات أكثر الناس إدراكاً بجهله وجهل الإنسان في فهم طبيعة الأجواء ولله في خلقه شؤون.
صلاة الاستسقاء
*أين موقع صلاة الاستسقاء مما ذكرت من تنبؤات وتوقعات؟
- الخالق سبحانه وتعالى خلق الكون وسيره وفق نواميس وسنن كونية إلهية، وأمر الإنسان بالسير والنظر والتفكر والتأمل والتدبر والبحث في سننه الكونية قال تعالى {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ، وقال {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وقال {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وعليه وجد الإنسان أن الكون مسير وفق سنن إلهية لا تتغير ولا تتبدل، والله عز وجل يُكرم ويتفضل على عباده بتغيير بعض السنن دون بعض، وفي المثال يتضح المقال: فعندما يدعوا المسلمون أن تشرق الشمس من الشمال بدلاً من الشرق فهذا لن يحدث، إضافة إلى أنه اعتداء في الدعاء، لأنه مخالف لسنن الله الكونية الثابتة والمعلومة بالضرورة، بينما عندما يدعوا المسلمون أن يغيثهم الله فقد يستجيب الله دعواتهم ويغير من السنن التي ظاهرها سلبي، كأن تكون سنة قحط وجدب فتتبدل وتتحول إلى سنة رطبة ممطرة أو معتدلة، وهنا يأتي موقع صلاة الاستسقاء ودعوات المسلمين في ظل التوقعات الحالية، وأمره عز وجل بين الكاف والنون.
تكرار الأمطار
* هل تتوقع أن تتكرر الأمطار التي سببت كارثتي سيول جدة والرياض الموسم الماضي؟
- ما حصل في أول الموسم الماضي في (25 نوفمبر 2009) بجنوب جدة، أو في آخره في (3 مايو 2010) بشمال الرياض من سيول وفيضانات وغرق وخسائر أسبابها أرضية، وليست سماوية جوية!.
* ماذا تقصد بأرضية وليست سماوية؟
أسبابها أرضية متمثلة في تفريط الإنسان، وليست سماوية جوية خارجة عن الإرادة، على سبيل المثال كميات الأمطار الهاطلة في 25 نوفمبر 2009 على جنوب جدة ليست بالكميات التي تهدم وتجرف وتدمر عادة، فضلاً أن تقتل وتشرد وتدمر البنية التحتية!، إلاّ أن تدخل الإنسان السلبي في تعمير وتدمير بطون الأودية طمعاً وجشعاً قد أفضى إلى كوارث، وفواجع إنسانية لا حصر لها، ولعل لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين أن تضع النقاط على الحروف، وأن تُشفي نتائجها قلوب قوم مكلومين.
التغير المناخي
*إذاً كارثة جنوب جدة العام الماضي ليست بسبب التغير المناخي؟
- أزعم أنها بسبب التغير الاجتماعي الذي قاد إلى التغير الجغرافي!، وليس بسبب التغير المناخي والله المستعان، ثم هل ضاق بنا أكثر من مليوني كيلومتر مربع (مساحة المملكة) حتى نتوسد الخطر ونلتحف الموت في تخطيط بطون الأودية والشعاب!؟. هذا من جهة ومن جهة أخرى المملكة ليست بمنأى عن الآثار السلبية للتغير المناخي العالمي، ووفقاً لإحصائية "جوال كون" فإن عدد ضحايا الأمطار والسيول والتقلبات الجوية في المملكة في الموسم المنصرم (من أكتوبر 2009 حتى مايو 2010م) حوالي 414 نسمة رحم الله الجميع.
دورات مناخية
* لكن هناك دورات مناخية وأنماط طقسية متكررة ألا يمكن تتبعها ومعرفة متى تعود؟
- كما أن للإنسان بصمة وراثية لا يمكن أن تتشابه مع شخص آخر، أزعم أن لكل يوم ولكل موسم حالة جوية متفردة ومتميزة، ولا يمكن أن تتكرر ثانية في الزمان والمكان والمقدار والشكل نفسه 100%، إلا بنسبة احتمالية قدرها نسبة احتمالية تصادم حمامتين تطيران في سماء الجزيرة العربية. والدورات المناخية لا تعني أن يتكرر الطقس جملة وتفصيلاً دون تغيير في مكان معين ومحدد، بل الدورات المناخية إن وجدت تتشابه (نسبياً) ولا تتطابق والله أعلم وأحكم.
الجهات الحكومية
*هل من كلمة ختامية في هذا السياق؟
- آمل من الجهات المعنية كقوة الدفاع المدني ووزارات التربية والتعليم والصحة والنقل والمواصلات وغيرها؛ التعاطي مع التنبؤات الجوية قصيرة وطويلة المدى بجدية حتى وإن أخطأت النماذج أربع مرات فقد تصيب في الخامسة، ويشار إلى أن النماذج الحاسوبية العالمية تعتمد على قراءة أكثر من 4000 محطة مناخية حول العالم وتعتمد على معطيات رقمية لأقمار صناعية متخصصة تتنبأ بأحوال الطقس الآنية لتتيح للإنسان أن يتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب من أجل أن يتفادى عنصر المفاجأة، ولجميع المهتمين من الجهات والأفراد بمتابعة مناخ وطقس السعودية بالتفصيل وبشكل آني فإن "جوال كون" متخصص في هذا المجال، أرسل رقم 1 إلى 88519 لمشتركي الجوال، أو 601260 لمشتركي موبايلي أو 707146 لمشتركي زين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.