عند زيارة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز للهند، قبل أشهر، رغب سعادة السفير هناك الأستاذ فيصل بن حسن طراد.. وهو رجل له امتيازاته الشخصية الخاصة في مسؤولياته السياسية والثقافية.. رغب أن يتم عقْد لقاء بين الإعلاميين السعوديين المتواجدين وقتها هناك وبين إعلاميين هنود لفتح لغة تفاهم وتعاون مشترك.. أرجو أن تسعى سفاراتنا إلى تمديد مثل هذا النشاط الذي سيجد كل الدعم من هيئة الصحفيين في المملكة.. حيث مع الأسف هناك معلومات خاطئة تماماً وبعيدة عن الواقع فيما يتعلق بتطورات المملكة وواقعها الحضاري والدبلوماسي العالمي.. ثم عُقد الاجتماع.. واستمعت إلى حكاية طريفة بعد أن تساءلت صحفية هندية عن وضع المرأة السعودية ثقافياً، وهل لها إمكانية العمل في المجال الصحفي؟.. ثم أتت الحكاية الطريفة.. قال أحد الحضور إن رئيس الوزراء الذي زار المملكة قبل مدة قصيرة احتارت زوجته ماذا تلبس؟ وهل يجوز أن تسافر معه؟.. ثم وجدت تطميناً يقول لها إنك لن تلبسي إلاّ ما هو مقبول، وستجدين ترحيباً بوجودك من عدة جهات تهتم بشؤون المرأة.. لحظتها شجّع السفير اقتراح أن يأتي وفد نسائي هندي في زيارة للمملكة بدعوة من هيئة الصحفيين.. قلنا للمتسائلات: ستجدن صحفيات سعوديات شهيرات، كاتبات شهيرات، عضوية متمكنة في العمل الصحفي.. أكثر من ذلك، هناك سيدات أعمال، وموظفات بنوك، ومدرسات.. ربما لا يعرف كثيرون بيننا.. في عالمنا العربي.. أن وجود الصحفية السعودية في العمل الإعلامي هو الأكثر خليجياً والمرموق عربياً.. لكن طبيعة العمل وطبيعة حياة المرأة هما مَنْ يحدّد موقعها في الممارسة الصحفية.. أذكر عندما عُقدت الندوة الإعلامية لبعض مسؤولي الهيئة في المنطقة الشرقية بإدارة الزميل قصي بدران وبحضور ورعاية الأستاذ عبدالرحمن الراشد والغرفة التجارية هناك.. إحدى السيدات سألتني متى أتوقّع أن تصل المرأة إلى وظيفة رئيسة تحرير؟.. أجبتها بأن المرأة بمقدورها الوصول إلى أي مركز عمل لكن وفق ظروفها الخاصة.. ووفق طبيعة دورها العائلي الإنساني الذي لا يستطيع الرجل أن يقوم به.. فالرجل ليس هو راعي الأسرة، حتى لو وفّر احتياجات الإنفاق، لكن مَنْ ترعى الطفولة ووحدة الأسرة هي المرأة.. المرأة ذات الدور الأول قبل الرجل إنسانياً وعائلياً.. وعمل رئيس التحرير ليس عمل مدير بنك أو مدير شركة بحيث يرتبط بدوام ينتهي قبل العصر مع زملائه.. في حين أن رئيس التحرير يتواصل في دوامه بعد استراحة فترة الغداء حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً أو أدنى حد الحادية عشرة.. وتفرض عليه المهنة رحلات وممارسات مزعجة ومقلقة للصحة.. إذاً نحن أمام نوعية الوظيفة لا أكثر.. ومع هذا الرأي لدي في جريدة الرياض أكبر عدد في الصحافة السعودية والخليجية من المتفرغات وبحقوق خاصة لا تتوفر في أي جريدة عربية على الإطلاق.. ومع هذا الرأي أيضاً يجب ألا تكون الصحافة السعودية وحدها موقع البحث عن رئيسة تحرير لصحافة يومية.. هل توجد هذه المهنة في مصر بما يوفّر خمسة في المئة فقط للمرأة، أو في أي دولة أخرى؟.. في الصحافة الأسبوعية أو الشهرية ممكن.. أما رئاسة تحرير الصحافة اليومية فالمهمة صعبة ومعطلة للأمومة..